مشاركة مصرية فى عيد النصر الروسى

متابعة المندوب الرئاسى: ياسمين خلف
تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى العاصمة الروسية موسكو فى احتفالات عيد النصر، الذى ينظم سنويًا فى التاسع من مايو.
كما شارك الرئيس فى حفل العشاء الذى أقامه الرئيس بوتين، تكريمًا للسادة رؤساء الوفود الأجنبية المشاركين فى الاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار فى الحرب الوطنية العظمى.
وحضر الرئيس السيسى العرض العسكرى بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار فى الحرب الوطنية العظمى بالساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، وذلك بحضور الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وعدد من القادة والرؤساء، كما شارك سيادته فى مأدبة الغداء التى أقامها الرئيس الروسى على شرف القادة والرؤساء المشاركين فى الاحتفال.

وعلى هامش الاحتفالات بيوم النصر بالعاصمة الروسية، التقى الرئيس، بالرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حيث أكد الرئيس السيسى على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، وضرورة وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع بكميات كافية.
من ناحيته، أعرب الرئيس الفلسطينى عن تقديره للجهود التى تبذلها مصر دعمًا للقضية الفلسطينية، موضحًا أهمية وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، خاصة مع الخسائر فى الأرواح الفلسطينية التى تتجاوز المائة قتيل أو أكثر يوميًا، مشيرًا إلى تطورات الموقف الدولى فيما يتعلق باعتراف الدول المختلفة بالدولة الفلسطينية، موضحًا فى هذا الصدد أن 149 دولة اعترفت حتى الآن بالدولة الفلسطينية، وأنهم يتطلعون إلى اعتراف باقى الدول بها، بما فى ذلك باقى الدول الأوروبية التى لم تعترف بعد، والولايات المتحدة الأمريكية، مشددًا على أهمية الدعم المصرى لذلك المسعى، وعلى أهمية الاجتماع الذى سوف يعقد فى نيويورك يوم 18 يونيو المقبل دعمًا لحل الدولتين.
واستعرض الرئيس أبو مازن جهود الإصلاح الكبيرة التى تقوم بها السلطة الفلسطينية. وأوضح الرئيس أبو مازن أن الجانب الفلسطينى يبذل جهدًا كبيرًا فى الولايات المتحدة الأمريكية للترويج للقضية الفلسطينية ولأهمية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تلك الجهود قد بدأت تؤتى بنتائج إيجابية، مضيفًا أن الوضع المالى للسلطة الفلسطينية صعب للغاية، خاصة أن إسرائيل تحتجز لديها حوالى اثنين مليار دولار من مستحقات الجانب الفلسطينى، مؤكدًا على أهمية قيام القمة العربية المقبلة فى العراق بتناول ذلك الوضع المالى الصعب والخروج بنتائج إيجابية ملموسة فى هذا الصدد.
ورحب الرئيس بكافة قرارات الإصلاح التى اتخذها الرئيس أبو مازن، مؤكدًا على أهمية تنفيذها بشكل كامل واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سرعة وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الكارثة التى يتعرض لها أهالى القطاع، مشددًا على أن مصر سوف تبقى دومًا داعمة للقضية الفلسطينية.
كما تبادل الرئيس عبد الفتاح السيسى أحاديث ودية مع عدد من قادة الدول المشاركة فى احتفالات عيد النصر بالعاصمة الروسية موسكو، ومن ضمنهم الرئيس شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية حيث كان هناك ترحيب كبير من جانب الرئيسين بهذا اللقاء.
علاقات راسخة
وعلى هامش مشاركته فى احتفالات عيد النصر فى العاصمة الروسية موسكو، التقى الرئيس السيسى مع الرئيس الروسى بوتين، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، استهلها الرئيس بوتين بالإعراب عن تقديره لمشاركة الرئيس فى الاحتفال هذا العام، مما يعكس العلاقات الراسخة والتاريخية التى تربط بين البلدين والشعبين الصديقين.

ووجه الرئيس التهنئة للرئيس الروسى والشعب الروسى بمناسبة عيد النصر، مشيدًا بعلاقات مصر الاستراتيجية مع روسيا، التى تستند إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة بين البلدين عام 2018، معربًا عن تقديره للزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، بما فى ذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وأعرب الرئيسان عن تطلعهما إلى نجاح اللجنة المشتركة بين البلدين خلال شهر مايو الجارى والتى سوف تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الرئيسان على أهمية السعى لزيادة أعداد السائحين الروس القادمين إلى مصر، والترويج فى روسيا لمقاصد سياحية جديدة فى مصر، كما تم التأكيد على تعزيز التعاون فى مجالات الطاقة والأمن الغذائى والتعدين والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين فى المحافل الدولية، بما فى ذلك تجمع بريكس.

وتناولت المباحثات مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيسان عن أهمية استعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما فى قطاع غزة، وضرورة تكثيف العمل على تفادى التصعيد الإقليمى.
وفى هذا السياق، استعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع لمواجهة الأزمة الإنسانية. مشددًا على أهمية التوصل إلى حل نهائى للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، باعتباره الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم فى المنطقة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس بوتين عن تقديره الكبير للدور المصرى فى المنطقة، مشيرًا إلى الدعم الروسى الكامل للمساعى المصرية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار الإقليمى ولخطة إعمار قطاع غزة التى أقرتها القمة العربية غير العادية التى استضافتها القاهرة فى شهر مارس الماضى.

وتناولت المباحثات أيضًا مستجدات الأوضاع فى سوريا وليبيا والسودان، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث شدد الرئيس على موقف مصر الذى يطالب بالتوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمات الدولية بما يحفظ السلم والأمن الدوليين.