الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رامى عصام : الفـن سـلاح الشعوب لمواجهة الطغاة

رامى عصام : الفـن سـلاح الشعوب لمواجهة الطغاة
رامى عصام : الفـن سـلاح الشعوب لمواجهة الطغاة


«رامى عصام» موهبة ولدت فى الميدان طالب الهندسة الموهوب بدأ مشواره منذ فترة طويلة فى الفرق الغنائية ولكن ميدان التحرير فتح له باب النجومية، غنى للثوار وأحبوه وظل حتى الآن يغنى لهم ويذكرهم أولا بأول بكل أحداث الثورة المصرية وأخيرا وثقها جميعها فى ألبوم واحد يضم 32 أغنية بكل الأحداث التى كان شاهد عيان عليها، بتجربة مختلفة كصوته وموهبته أطلق رامى عصام ألبومه الأول عبر الإنترنت، منحيا جانبا كل اعتبارات المكسب والخسارة ومكتفيا فقط بمحبة الجمهور له رافضا تحقيق أى مكسب مادى من وراء الثورة، هنأناه بألبومه الأول «منشورات» وتحدثنا معه عن مشاريعه وذكرياته مع سنة أولى ثورة.


∎ فكرة العنوان «منشورات» كيف راودتك هذه الفكرة، فهى غريبة على اسم ألبوم غنائى؟
 
- صاحب فكرة الاسم كان أمجد القهوجى، ورحب الفريق كله بالاسم والسبب كان إننا نقدم ما يشبه فعلا المنشورات وهو لسان حال الثوار، فالمنشورات هى الطريقة التى يعبر بها الثائر عن غضبه ويعلن فيها انتقاداته ورغباته فى الإصلاح.
 
∎ كل أغنية تأريخ لحدث بعينه، هل هذا لأنك كنت شاهد عيان على معظم أحداث الثورة؟
 
- الألبوم كله 32 أغنية حاولت فيها قدر المستطاع تأريخ أحداث العام الأول من الثورة بل الأحداث التى مررنا بها فى الميدان وأنا بشكل شخصى كنت شاهد عيان عليها، فأحببت أن أسجل كل هذه الأحداث فى شكل أغانى   والفكرة من وراء هذا أن هناك أحداثا تنسى بعد مرور فترة عليها ولكن الأغانى تعيش وعمرها أطول.
 
∎ وما أكثر هذه الأحداث تأثيرا عليك بشكل خاص؟
 
- عندما تم اعتقالى فى 9 مارس وتم ضربى وتعذيبى على يد العسكر وهذا صورناه فى أغنية «اضربنى»، وأغنية «المصرى» الأصلى التى تتناول أحداث ماسبيرو، وأغنية حرارة التى أهديها إلى البطل «أحمد حرارة» وكل مصابى الثورة ومن فقدوا بصرهم.
 
∎ كيف تتبلور أفكار الأغانى؟
 
هناك أغان كتبها «أمجد القهوجى» من فترة طويلة ونجد أنها مناسبة لأحداث ومتسقة مع ما نمر به الآن، وأحيانا أخرى تكون هناك فكرة ما نود كتابة أغنية عنها فنجلس ونتناقش إلى أن تخرج الأغنية إلى النور.
 
∎ لأول مرة ألبوم بأكمله يطرح عبر الإنترنت ليكون متاحا للجميع بعيدا عن حسابات الربح وتحقيق مكسب من الألبوم، أليست تلك مغامرة؟
 
- الموضوع كان بسبب قرار أننا لن نكسب من وراء الثورة لأن الثورة ليست ملكى وحدى بل ملك للشعب كله ولولا مشاركتى فى هذا الحدث لم يكن سيحدث ما حدث، لذلك كان غير منطقى أن أقدم ألبوما وينزل السوق ويحقق مبيعات، لذلك كانت الفكرة أن الألبوم يتم طرحه عبر الإنترنت لكل الناس البسيطة التى سمعتنى فى الميدان وأحبتنى وشجعتنى.
 
∎ حققت الانتشار بشكل كبير، ولكنك لم تحقق المكسب المادى ما تعليقك؟
 
- الفلوس جاية جاية، ولست متعجلا عليها، فأنا جاءنى أكثر من عرض إنتاج محلى وعالمى، ولكنهم لم يكونوا سيوافقون على أن ينزل الألبوم بشكل مجانى وهذا كان أحد أهم أهدافى، بالإضافة إلى أن هناك أغانى هاجمت فيها أشخاص معينين أو فصائل كالأغنية التى هاجمت فيها الإخوان، وهناك أيضا أغان بها كلمات قد يكون عليها اعتراضات رقابية لكل هذه الأسباب أعتقد أنه لو كان هناك جهة إنتاج كانت ستواجهنا بعض المشاكل، لذلك أنا مرتاح جدا للكيفية التى طرحنا بها الألبوم والنتائج التى وصلنا لها حتى لو كانت بعيدة عن الربح المادى.
 
∎ كلمنى عن أغنية «خبر عاجل»؟
 
- من زمان وأنا أتمنى أن أغنى بالفصحى، ورأيت كلمات الشاعرة السورية «بيان حوى» على الإنترنت ولحنتها فى شهر يوليو الماضى وكنت أغنيها مع المحتجين على المذابح التى تحدث من قبل النظام السورى ولكن لم يكن هناك وقت أن أسجلها فى استوديو وعندما هدأت الأمور قليلا سجلتها، فأنا أردت إهداء أغنية للشعب السورى لأن الأحداث الجارية هناك مستفزة جدا بشكل لا يمكن تصوره، فنحن معهم إلى أن تنتهى أزمتهم قريبا بإذن الله وتنتصر إرادتهم لأن إرادة الشعوب لا تقهر أبدا مهما طال الوقت فهى تنتصر دائما.
 
∎ نحن نعتبر أنفسنا «عُزل» أمام أسلحة الطغاة فى الوطن العربى، هل تكفى «الكلمة» والفن بشكل عام لمواجهة هذا الظلم؟
 
- عن تجربة شخصية أؤكد هذا فكل ما شاهدته ولمسته من خلال تجربتى يؤكد أن الفن برقيه رسالته قد تصل إلى القلوب ويصل برسالته مهما بلغت قسوة الطغاة فهو يشحن الهمم ويشجع ويحمس القلوب أمام هذه الأسلحة، وما أنا متأكد منه أن النفس البشرية وما تقدر عليه هى أقوى من كل أسلحة العالم التى يواجه بها الطغاة الذين هم فى زوال.