الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ظاهرة مستمرة:  عبث الصغار وغياب الكبار!

من بين السطور

ظاهرة مستمرة: عبث الصغار وغياب الكبار!

بكل صراحة لم تنته بعد ظاهرة العبث أو الإهمال من جانب بعض الصبية أو الصغار «الأطفال» الذين يقذفون عربات القطار بالطوب أو الحجارة خلال سيرها فى القرى والمحافظات دون أدنى مسئولية أو رعاية وتوعية من جانب الأبوين أو المسئولين عنهم!



تلك السلوكيات الصبيانية الطائشة التى ينتج بسببها تكسير للنوافذ الزجاجية للقطارات إلى جانب تعرض المسافرين لخطر الإصابة بسبب عبث هؤلاء الصغار الذين لا يدركون حجم الخسائر أو الإضرار بالمال العام، لاسيما أن معظم القطارات التى تسير نرى نوافذها مهشمة بفعل فاعل حتى لو كان المتهم طفلاً أو قاصرًا.

وعن نفسى، فقد حذرت من قبل من هذه الظواهر العدوانية أو الطائشة من جانب صغار لا يدركون ماذا يفعلون ولمجرد كونهم من الأطفال أو كأن المسألة مجرد شقاوة أو لعب عيال.. ولكن الواقع غير ذلك بكثير فلا أحد يخلو من المسئولية عن هذا السلوك العدوانى حتى لو كان المذنبون من الأطفال فغياب الوعى أو التوجيه من جانب الأبوين أو الأسرة بصفة عامة خاصة أن الأمر بات خطيرًا فهو يتعلق بأمن وسلامة المواطنين أو الركاب داخل القطارات.

إلا أن ذلك يسوقنا إلى السؤال الأهم وهو: كيف نتصدى لهذا التسيب أو الإهمال فى مجتمعنا لندرك تماما أهمية دور الأسرة فى تربية النشء أو الأطفال وتوعيتهم بعدم المساس بأى من مرافق الدولة والمحافظة عليها أو كذلك كيف يتم التعامل مع هذه الظواهر السيئة التى تتكرر بصفة يومية وتهدد أمن وسلامة ذلك المرفق الحيوى المهم والمسافرين وما يحدث من تلفيات بسبب هذا العبث الصبيانى الذى يتسم بالعدوانية.

الموقف أصبح يثير القلق أو بعيدًا عن طرق للردع لمنع هذا العبث الذى يضرنا كثيرا ولأن مثل هذه السلوكيات المدمرة أو الطائشة قد تجرهم إلى المساءلة القانونية أو المحاكمة حتى لو كانوا أطفالاً لاسيما فى حال رصدهم أو القبض عليهم بشتى الطرق أو الوسائل، وقد يكون العقاب رادعًا حتى لو أدى بهم الأمر إلى السجن داخل إصلاحية الأحداث ولكونهم من الأطفال أو صغار السن، وفى ظل غياب دور الأسرة فى التوعية والإرشاد وبعدم الإضرار بمرافق الدولة أو المال العام خاصة أننى شاهدت كثيرًا زجاجًا مهشّمًا بعربات القطار وما ينتج عنها من حوادث وتلفيات بفعل فاعل.

وبناءً عليه أرى من الضرورى وضع حلول عاجلة وفورية لهذا العبث غير المسئول ولأنه صراحة مازال العبث مستمرًا! وعن نفسى تعرضت لمثل هذه المواقف خلال السفر بالقطار لأرى عددًا من الصبية يقومون برشق نوافذ القطار بالحجارة، والحمد لله فقد نجوت منها رغم إصابة الزجاج بتهشم أو أضرار جسيمة رغم شكاوى المسافرين من تلك الظاهرة مرارًا.

ولذا يجب وضع أولياء أمور هؤلاء الصغار وكذلك ذويهم والمسئولين عنهم تحت طائلة القانون لكونهم المسئولية عنهم بالدرجة الأولى، ونحن جميعًا مسئولون عن الحفاظ على مرافق الدولة وسلامتها ومنها السكك الحديدية والقطارات، وكل من يخالف ذلك يقع تحت بند المسئولية حتى لو كان طفلاً ومن ثم محاسبة المسئولين عنهم بالرعاية وبالمقام الأول حتى تزول هذه الظواهر السيئة التى ليس لها مثيل فى أى من دول العالم، فالأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة وعلاج رادع لكل من تسول له نفسه الإضرار بمصلحة الوطن حتى لو كان طفلاً وكى تختفى هذه الظاهرة تمامًا.. واللهم احفظ مصر من كل سوء.