الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السيسى فى أنقرة: نعتز بالإرث الحضارى والثقافى المشترك الذى يجمعنا

بداية جديدة لعلاقات تاريخية

مرحلة جديدة للعلاقات
مرحلة جديدة للعلاقات

تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان.. قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة رسمية للجمهورية التركية. ومثلت الزيارة التاريخية، محطة جديدة فى مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وبناء على زيارة الرئيس أردوغان لمصر فى فبراير الماضى، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذى يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.



وشهدت الزيارة مباحثات معمقة بين الزعيمين، إضافة إلى رئاستهما للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين «مصر وتركيا» والذى بحث سُبُل الارتقاء بالعلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد فى الشرق الأوسط.

 

حفاوة فى استقبال الرئيس
حفاوة فى استقبال الرئيس

 

كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتى الدولتين فى مختلف مجالات التعاون.

فى المؤتمر الصحفى عقب المباحثات قال الرئيس السيسي: فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا. أعرب لفخامتكم فى البداية.. عن خالص الشكر على حُسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.. كما أؤكد سعادتى.. بقيامى بأول زيارة لبلدكم الصديق.. بما يؤسِّس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين بلدينا.. وأقول للشعب التركى الشقيق: إننى أحمل إليكم من مصر وشعبها أطيب مشاعر الود والمحبة والتقدير فى ظل اعتزازنا بالعلاقات التاريخية والإرث الحضارى والثقافى المشترك الذى يجمعنا.

وتابع الرئيس قائلاً: خلال السنوات الماضية، شهدنا ازدهارًا مستمرًا فى التواصل بين الشعبين المصرى والتركى؛ لا سيما من خلال الحركة السياحية المتنامية وكذلك العلاقات التجارية والاستثمارية التى تشهد نمواً مضطرداً فضلاً عن زيادة الاستثمارات التركية فى مصر خاصة فى مجال التصنيع.

 

توافق حول القضايا الإقليمية
توافق حول القضايا الإقليمية

 

وأضاف: فى ظل الرغبة الصادقة للبلدين فى المزيد من تطوير العلاقات والتعاون وللبناء على نتائج زيارة فخامة الرئيس «أردوغان» لمصر، فى فبراير الماضى.. فقد سعدت والرئيس «أردوغان» برئاسة الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى، رفيع المستوى بين مصر وتركيا الذى يهدف لإحداث نقلة نوعية فى جميع المجالات، وأبرزها: التجارة والاستثمار.. والسياحة والنقل والزراعة.. كما شهدنا.. التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم.. التى تهدف لوضع إطار مؤسّسى جديد للتعاون بين بلدينا.

وأوضح: تناولت مباحثاتنا كذلك تأكيد أهمية تيسير حركة التجارة البينية وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا بهدف رفع التبادل التجارى إلى «15» مليار دولار خلال السنوات المقبلة.. بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين.. ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك.. فى ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصر.. الذى مكنهم من زيادة حجم أعمالهم.. وبيع منتجاتهم فى مصر، والتصدير للخارج.

وأكمل الرئيس: إن ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم.. من أزمات وتحديات بالغة.. توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا.. ومن هذا المنطلق، ناقشت مع فخامة الرئيس «أردوغان».. سُبُل التنسيق والعمل معاً.. للمساهمة فى التصدى للأزمات الإقليمية.. وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية.. التى يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون فى غزة.. فــى كارثــة غيـــر مســبوقــة قاربــت علــى العـام؛ حيث يهمنى فى هذا الصدد.. إبراز وحدة موقفى مصر وتركيا.. حيال المطالبة بالوقف الفورى لإطلاق النار.. ورفض التصعيد الإسرائيلى الحالى فى الضفة الغربية.. والدعوة للبدء فى مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى.. فى إقامة دولته المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية».. وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.. فضلاً عن تعاوننا المستمر منذ بداية الأزمة.. لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. على الرغم من المعوقات المستمرة التى تفرضها إسرائيل.

 

 

 

وأردف: تبادلنا وجهات النظر حول الأزمة الليبية.. واتفقنا على التشاور بين مؤسَّساتنا.. لتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا.. مع تأكيد أهمية طى صفحة تلك الأزمة الممتدة.. من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن.. وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد.. وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة.. حتى يتسنى لليبيا الشقيقة.. إنهاء مظاهر الانقسام.. وتحقيق الأمن والاستقرار.

وأشار إلى أن المباحثات ناقشت كذلك الأوضاع فى سوريا.. «وأكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة.. التى أثرت على الشعب السورى الشقيق، بشكل غير مسبوق.. وأرحِّب هنا بمساعى التقارب بين تركيا وسوريا؛ حيث نهدف فى النهاية إلى تحقيق الحل السياسى.. ورفع المعاناة عن الشعب السورى الشقيق.. وفقاً لقرار مجلس الأمن فى هذا الشأن.. مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها.. والقضاء على الإرهاب».

وتابع الرئيس السيسي: استعرضنا الأزمة فى السودان.. والجهود التى تبذلها مصر.. بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار.. وتغليب الحل السياسى.. وبحثنا أيضاً باستفاضة.. الأوضاع فى القرن الإفريقى.. وخاصة بالصومال؛ حيث اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال الشقيق.. وسيادته وسلامة أراضيه.. ضد التهديدات التى تواجهه.

وأكد الرئيس خلال كلمته، استمرار التهدئة الحالية فى منطقة شرق المتوسط.. والبناء عليها.. وصولاً إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة.. ليتسنى لنا جميعاً التعاون.. وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها.. لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع.

واختتم الرئيس كلمته قائلاً : أود أن أوجِّه الشكر مجدداً.. لأخى فخامة الرئيس «أردوغان».. على كرم الضيافة وحُسن الاستقبال.. وأعرب عن تطلعى لاستقبال فخامته مجدداً فى مصر.. لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر.. بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين.. والمنطقة بأسرها.