الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خبراء الإعلام يؤكدون : برامج التوك شو تأثيرها محدود فى انـتـخـابــات الـرئـاســـة!

خبراء الإعلام يؤكدون : برامج التوك شو تأثيرها محدود فى انـتـخـابــات الـرئـاســـة!
خبراء الإعلام يؤكدون : برامج التوك شو تأثيرها محدود فى انـتـخـابــات الـرئـاســـة!


ينقسم أساتذة وخبراء الإعلام فى تقييمهم للدور الذى يمكن أن تلعبه برامج التوك شو فى انتخابات الرئاسة القادمة، فمن قائل بمحدودية تأثيرها على الرأى العام فى تفضيل بعض المرشحين، ومن يرى أنها ستلعب الدور الأكبر فى توجيه المواطنين المترددين فى الاختيار بين المرشحين أو الذين لم يحددوا موقفهم بعد، ومن يعتقد أنها تفتقد للمهنية الإعلامية والذى يمكن أن يجعلها تلعب دورا سلبيا وليس إيجابيا فى انتخابات الرئاسة.
 
يقول الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة: رغم أن بعض برامج التوك شو تشعر المواطن المصرى بالإحباط وعدم وجود أمل فى مستقبل البلد بعد أن ظهرت بمستوى سيئ وعدم مهنية، فإنه سيكون لها دور ملحوظ فى انتخابات الرئاسة لأنها تؤثر فى بعض الأوقات وبصدد بعض الموضوعات، وتأثيرها يكون على الجماهير التى لم تكون رأيًا بعد، أو المترددين فى الاختيار بين المرشحين والذين من الممكن أن يصل عددهم إلى حوالى03٪ من المصريين، ومن يستطيع جذب هؤلاء المترددين يمكن أن يكون هو الفائز، كما يحدث فى معظم دول العالم، فنجد المناظرات بين المرشحين فى الولايات المتحدة تحدد الرأى على مرشح بعينه، ومن حق كل مرشح استخدام كل الوسائل المتاحة من ندوات ومؤتمرات ومواقع إلكترونية مادام مرشحًا، ويجب أن يستخدم توليفة من كل الوسائل حتى يستطيع النجاح، ويمكن القول أنه إذا كان المرشح ينتمى إلى أحد التيارات السياسية أو الدينية لن تؤثر تلك البرامج فى زيادة أو انخفاض عدد مؤيديه، حيث سيعطى مؤيدو هذا الحزب أو ذلك التيار أصواتهم له بغض النظر عن موقف وسائل الإعلام وبرامج التوك شو منه.
 
∎ الدور محدود
 
وتقول الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: أعتقد أنه إذا كان هناك تأثير سيكون تأثيرًا محدودًا، ولأن هناك ثلاث مجموعات من المرشحين، أولها المجموعة التى يمكن أن يقال عنها أنها فلول وأسماؤها معروفة حيث كانت لها مناصب ومواقف مع النظام القديم مثل عمرو موسى الذى شغل منصب وزير خارجية فى النظام السابق، وأيضا أحمد شفيق الذى كان رئيسا للوزراء أثناء موقعة الجمل، وهناك أسماء أخرى كمرتضى منصور، ومجموعة أخرى تنتمى للثورة مثل خالد على، والأخيرة وهى مجموعة من المرشحين الذين لهم تاريخ فى النضال السياسى أمثال حمدين صباحى وأبوالفتوح ومنصور حسن.
وهكذا نستطيع أن نقول أن الأساس فى الاختيار سيكون على أساس التوجه الفكرى لدى الشعب المصرى، فحسبما يكون توجهك ستحدد مرشحك، فالمصريون ليسوا بحاجة إلى برامج التوك شو حتى يحددوا موقفهم من المرشحين، كما أن برامج التوك شو التى لم تصبح على الشكل الصحيح فبدأنا نشهد فيها قدرًا كبيرًا من الإثارة وعدم المهنية كما أن بها كما كبيرًا من الضوضاء، وبالتالى لا أستطيع أن أعتمد عليها فى عرض برامج المرشحين، ويجب على المرشحين الابتعاد عنها.
وتقول الدكتورة سحر فاروق أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة حلوان بالطبع سيكون لبرامج التوك شو تأثير على المرشحين فهى إحدى النوافذ الإعلامية والجمهور متعلق بها، ولكن لابد أن نصبح أكثر صراحة، فالإعلام لم يتحرر من المشاكل والقيود وعلى قمته برامج التوك شو، فلابد أولا أن يكون هناك تغير بالإعلام لصالح المجتمع بأن تكون برامج التوك شو مؤثرة وإيجابية فى خدمة المواطنين وزيادة الوعى السياسى لديهم، فيجب أولا إعطاؤهم جرعة من الوعى السياسى تتلاءم مع طبيعة المرحلة القادمة وسنجد فى الأيام القادمة استخدام شعبية بعض البرامج والقنوات فى إظهار أو مساندة شخصية محددة.
 
 
∎ تفتقد المهنية
 
وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بالجامعة الكندية والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة: بالفعل بدأت برامج التوك شو منذ سبعة أشهر بمحاولة التأثير على اختيار الرئيس القادم وذلك من خلال استضافة الشخصيات البارزة ويقال المرشح المحتمل للرئاسة وقد حدث التأثير وانتهى، وقد ينحصر تأثير برامج التوك شو على المصريين أصحاب التعليم المنخفض والمصريين المقيمين بالخارج الذين لا يعرفون معلومات عن المرشحين إلا من خلال تلك البرامج، أما بقية المصريين فهم أما مناصر لمرشح بعينه وضد هذا أو ذاك أو متردد بين أكثر من مرشح وهؤلاء هم الفئة الأكبر فى المجتمع، وتتوقف نتيجة هذا التأثير بالإيجاب أو السلب، وذلك من خلال الضيوف المتواجدين فى الحوار ومستوى إدارة المرشح لهذا الحوار، وبرامج التوك شو جزء من الإعلام ولا يوجد إعلام بلا أهداف، فالخطورة أن تكون الأهداف غير معلنة أو خفية، ويجب مراعاة الله بأن تكون أهدافًا ظاهرة وإن يكون لكل إعلامى هدف من خلال برنامجه، وهذا هو الفرق بين الإعلام المحترم وغيره، وأتمنى ألا يوجد إعلامًا تخدعنا أهدافه، ويجب ان تراعى برامج التوك شو المعايير المهنية والأخلاقية والمسئولية الاجتماعية وأن ترعى قدر الإمكان التوازن بإعطاء فرص متكافئة بين المرشحين.
وترى الدكتورة إيناس أبو يوسف أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة مديرة مركز بحوث ودراسات المرأة بالكلية بالطبع سيكون هناك تأثير على الأقل من ناحية المعرفة بالبرامج الانتخابية أو معرفة أسماء المرشحين ولا ننكر أن هناك برامج جيدة، كما أن بعضها لا تهتم إلا بالإثارة.
 وليس من الضروى أن يكون التأثير إيجابيًا، فمن الممكن أن يكون تأثيرًا سلبيًا ولكن سيعتمد هذا التأثير على الطريقة التى تتبعها تلك البرامج فى عرض برامج المرشحين خاصة فى ظل عدم المهنية التى تتمتع بها القنوات الخاصة فى تقديم الموضوعات وعدم اتباع الحياد فى مواقفها، وأن الهدف من وراء عرضها لبرامج المرشحين لا يتعدى أمرًا من اثنين أولهما عدد الإعلانات التى ستأتى جراء عرضها لهذه البرامج أو تأييد هذه القنوات لبعض المرشحين حسب أجندة القناة الخاصة.
ويقول الكاتب الصحفى صلاح عيسى: الإعلام بشكل عام سواء كان مقروءًا أو مرئيًا سيؤثر بشكل ما فى الفترة المقبلة، ويوجد أيضا إعلام دور العبادة والذى سيكون أكثر تأثيرًا من الإعلام المرئى.
ويجب أن تخضع جميع وسائل الإعلام إلى التقاليد المهنية فإعلام الدولة يجب أن يكون محايدا، أما الإعلام الخاص إذا كان يخضع لسياسة حزب، فمن الطبيعى أن يؤيد مرشح هذا الحزب دون حياد، فمثلا سنجد قناة الحياة تدعم مرشح الوفد، أما باقى القنوات التى من المفترض أنها محايدة فيجب أن تراعى الحياد فى عرض برامج المرشحين وألا تفضل واحدًا دون الآخر فلا ينشر إعلانًا لمرشح بسعر أقل من الآخر أو يعرض برنامج أحدهم دون الآخر، وإذا انحازت إلى مرشح بعينه فلابد أن تعلن موقفها من البداية.

د. ليلي عبد المجيد

د. نجوي كامل

صلاح عيسي