الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

طــرق لدعــم نفسيـــة أطفــالنــا فــى أزمـــة غـــزة

حكايات شجر الزيتون والشال الفلسطينى

الأزمة  على كل الشاشات وفي كل البيوت ، مشاهد خراب في كل مكان في غزة  ودموع وأحزان واستشهاد لآلاف الأطفال.. جو كئيب ومرعب.



بيوت كانت آمنة «تتحول لمقابر جماعية».. ركام وأنقاض يخرج من تحتها آلاف الجثث.. مستشفيات تعاني وإمدادات  يحاصرها المحتل، والسؤال: ماذا عن أطفالنا وهم يتابعون كل هذه المشاهد سواء عن طريق التليفزيون أو السوشيال ميديا؟!

كيف نعالجهم من صدمة ما شاهدوه ؟ كيف نعرف من الأساس أن أطفالنا يحتاجون للمساعدة؟!

 وكيف تعاملت مجلات الأطفال المصرية مع هذه الأحداث .. وقدمت المعلومة بشكل صحيح دون تجاهل ؟

فى البداية سألنا منى جابر أخصائى العلاج النفسى للأطفال : 

 • هل مشاهدة الحرب والقتل الممنهج والمتعمد التى تحدث فى غزة لها تأثير على الأطفال ؟ 

 فقالت : تؤثر مشاهدة ومعايشة مشاهد الحرب ومحاولات الإبادة الممنهجة التى يتعرض لها إخواننا وأهالينا فى فلسطين على الكبار والصغار على حد السواء.

 ففى الوقت الذى يتعرض فيه الكبار لما يسمى الإجهاد النفسى قد يصل الأمر  فى الأطفال لاضطرابات نفسية شديدة بدءًا من القلق والاكتئاب إلى اضطراب  كرب ما بعد الصدمة والذى يحدث  نتيجة لمرور الطفل بصدمة  حقيقية أو معايشة أجواء تبعث فى نفسه صدمة مما يحدث .

 تضيف : تؤثر هذه المشاهدات على شعور الطفل بالأمن والحماية حتى وإن كان يعيش بين والديه فى مأمن بعيدًا عن الأحداث.

 •أيهما أفضل على المستوى النفسى هل هو عزل الطفل عما يحدث أم تعريضه لها ؟ 

 تجيب منى : دور الأهل فى تلك المرحلة حرج ويحتاج إلى مهارة وذكاء، فليس من المطلوب أن يشاهد الطفل مشاهد قتل ودماء حيث إن ذلك لن يخدمه ولن يخدم قضية فلسطين بل المطلوب فى الأعمار أقل من 8 سنوات هو تعريف الأطفال بمفهوم أساسى وقصة، فالمفهوم هو مفهوم الأرض،  الوطن ، البيت ، والقصة هى قصة  فلسطين والاحتلال وكيف أن الفلسطينيين  يجاهدون لحماية أرضهم.

•وما  دور الأهل مع الطفل فى ظل الأحداث الحالية ؟

 «ينقسم دور الأهل فى مثل هذا الوقت إلى ثلاثة أدوار، أولاً: توفير الحماية للطفل، الحفاظ على روتين الطفل  اليومى بما يساهم بشكل أساسى فى شعوره بالاطمئنان ثم التوعية السياسية من خلال مد الطفل بمعلومات عما يحدث تتناسب وتختلف حسب عمر الطفل، وأخيرا مساعدته على التصرف بإيجابية بدلاً من الشعور بالعجز.. من خلال إشراكه فى دعم المساعدات لأطفال فلسطين وفقا لعمره.

 شرح مبسط

 وعن دور مجلات الأطفال فى مصر فى شرح وتبسيط القضية قالت الدكتورة نهى عباس رئيس تحرير مجلة نور :

• كان السؤال الأهم لدينا خلال الأحداث الجارية ماذا سنقدم للأطفال ؟!

كيف نجدد معرفتهم بالقضية؟

أو لمن لا يعرف شيئًا عن القضية كيف نبسطها لهم ونعطيهم المبادئ؟

تكمل : «من المهم عدم تجاهل القضية لأنهم يرون جيدا الأخبار ويشاهدون الفيديوهات عبر مواقع .. التواصل الاجتماعى فالقضية حاضرة بقوة ، ولذلك بدأنا نشرح لهم الكلمات والمصطلحات التى يستمعون لها، فكتبنا  حكايات من فلسطين وماذا تعنى شجر الزيتون والجميز والمقاومة شرحنا الشال الفلسطينى ؟ 

 وعن مشاهد الأطفال من تحت الركام والأنقاض لم نرد أن نعطى سورة سوداوية لهم ،لكننا قدمنا الأمل والتفاؤل وأن من بين الأنقاض ستولد حياة جديدة لتقليل الشعور بالإحباط والهزيمة فالنور سيأتى  من نهاية النفق المظلم.

 وفى أحد أبوابنا قدمنا عرضًا لكتاب الطريق لبئر سبع والذى يتحدث عن أحداث النكبة عن الحرب 20 %.

 

 

عرض كامل 

 أكملت نهى : قدمنا أغلفة مناسبة للحدث وما يقرب من 20 ٪ من محتوى العدد  عن الأحداث الجارية وهى نسبة مقصودة لأننا إذا قدمنا عددًا خاصًا وكاملًا عن الأحداث  سنحرم الطفل من الشخصيات والقصص التى يحبها فى مجلته وستكون جرعة «الألم مكثفة».

وقالت: من واجبنا الاستمرار فى تقديم مستجدات الأمور وتفسير ما يحدث للأطفال والتعبير عنها .. وتقديمها بشكل مبسط ورمزى، والبعد عن المشاهد المؤلمة والمرعبة  والتى يمكن أن تؤذى الأطفال وتسبب لهم الكوابيس والفزع .

وعن الفئة العمرية للمجلة قالت «تستهدف من عمر 8 سنوات إلى 18 سنة وداخل العدد لدينا تقسيمات وتدرجات .. فالتناول ليس واحدا فما يقدم للطفل، فى 8 سنوات غير ما نقدمه لليافعين من حيث قيمة المادة وعمقها وتوسيع مداركهم».

 

تاريخ من الوعى 

 الدكتورة شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير قالت، إن مجلة سمير على مدى تاريخها قامت بتغطية القضية الفلسطينية بشكل كبير وموسع، فدورها منذ أن صدرت هو التوعية والتثقيف.

 لكن من خلال دراستى لهذا الموضوع ورؤيتى وجدت أن مجلة سمير فى التسعينيات كانت قاسية جدا حيث عرضت صورا ومشاهد عنيفة ودموية للمجازر التى كانت ترتكبها إسرائيل.. ذات التاريخ الدموى ، وكذلك أرى أنها لا تناسب الأطفال، والمفترض هو توعية الأولاد بالقضية الوطنية ودورهم فيها دون التعرض لمشاهد الدماء والقتل، فهى مشاهد قاسية لا يجب علينا تعظيمها عند الأطفال حتى إذا كانوا يشاهدونها على الإنترنت أو خلال التليفزيون».

تكمل نعتمد على الكوميكس والقصص المصورة وقدمنا كوميكس عن أرض سيناء وأنها خط أحمر وأن الأمن الوطنى خط أحمر ،بالإضافة لاستخدامنا للكاريكاتير بشكل بسيط لترسيخ الفكرة.

ومنذ بداية الحرب ونحن نتحدث عن القضية بشكل يناسب أعمار الأطفال ووعيهم.

 حكت الدكتورة شهيرة عن موقف حدث معها خلال الورشة الأسبوعية للمجلة، فبعد انتهاء الورشة طلب منها الأطفال رسم علمى فلسطين ومصر ووجدت تعاطفا كبيرا وتأثرا من الأطفال وأهاليهم مما يؤكد أن وعى الطفل المصرى فى زيادة.

 

 

 مساعدات مصرية 

 وتستكمل الدكتورة شهيرة: «قدمنا مجموعة قصص بشكل مبسط توضح مساندة مصر لأشقائنا فى غزة، المساعدات المصرية وجهود الدولة التى تقدم هى زاوية مهمة لتنمية وعى الطفل ضد المشككين الذين يستنكرون على مصر دورها أو يقللون منه، فهذا هو الوعى الوطنى المصرى .. كما أننا قدمنا فكرة مقاطعة المنتجات المستوردة وكيف ساهمت فى دعم المنتج المحلى، فالطفل يجب أن تكون لديه المعلومة الصحيحة بالشكل الذى يستوعبه.