الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بطلات الرياضة والفكر المعطوب

بطلات الرياضة والفكر المعطوب

هل من وسيلة أو طريقة أو أداة أو منصة لتوصيل فكرة أن اللاعبة الرياضية ليست أنثى تقرّر أن تعرض جسدَها لإثارة الشهوات وتأجيج الرغبات لدَى الذكور فى مصر؟!



هل من فكرة أو ابتكار أو اختراع يمكن أن يقنع هذه الجيوش المتربصة خلف الشاشات المتصلة بالإنترنت والرابضة على أثير المنصات الرقمية والمعشّشة فى أدمغة قطاع ليس قليلاً ليس فقط من الذكور؛ بل من الإناث اللاتى وقعن ضحية نشر سموم دونية المرأة وأنها ليست إلا وعاء يفرغ فيه الرجل رغباته وشهواته بأن البطلة الرياضية التى شاء حظها العاثر أن تكون أنثى لم يطرأ على بالها أو تخطط أو تدبّر فى كيفية إغواء هؤلاء المرضى بأنها تمارس رياضة وتتفوق فيها حتى تدغدغ الشهوات والرغبات؟

هل من وسيلة لكبح جماح هذه الشهوات التى أطلق سراحها «أشخاص» عامدين متعمدين فى سبعينيات القرن الماضى، وتُرِكت ترتع فى ربوع مصرنا لعقود؟ هل من طريقة لتوصيل فكرة مفادها أن على ظهر هذا الكوكب مَن يعيش ويتعلم ويتدرب ويفكر ويتطور وينجز ويتفوق فى مجالات ومناطق لا تتصل بالضرورة بالنصف الأسفل من الجسم؟!

هل يعقل أن نكون فى العام الـ23 من الألفية الثالثة وبيننا كثيرون، ويشجعهم كثيرون، ويتركهم كثيرون وهم غارقون من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم فى منظومة فكرية قوامها كما قال «علماء» قبل سنوات قليلة أن الأنثى، أى أنثى، هى «مصرف طبيعى إن هاجت غرائزك بطبيعتها وجدت لها مصرفًا، أو أن خروجها من البيت- باستثناء الخروج من بيت الأب إلى بيت الزوج- حرام إلا فى حالات الضرورة مثل عدم وجود رجل ينفق عليها، وإن خرجت فالشرط عدم اختلاطها بالرجال، أو غيرها كثير من الأفكار التى كنا نسمع عنها فى ستينيات القرن الماضى فنضحك ونعتقد أنها خيال غير علمى أو مادة كوميدية؟ هل يعقل أن تكون هذه الأفكار هى التى تسود وحدها، دون منافسة، بين كثيرين اليوم؟

أقابل وأعرف وأتحدّث مع كثيرين يعتقدون أن المرأة كائن يختلف تمامًا عن الرجل، لا الاختلافات البيولوچية المعروفة؛ ولكن اختلافات ترقى بالمرأة إلى كونها كائنًا مشكوكًا فى امتلاكه عقلاً أو انتمائه لعالم البَشر وليس لعالم الحيوان. هذه ليست مُبالغة. وحين تركت هذه الأفكار «المستوردة» التى نبذها أهلها حديثًا؛ هيمنت على عقول الملايين من النساء والرجال.

لذلك من الطبيعى أن نجد مَن لا يرى فى بطلة تنس أو اسكواش أو سباحة أو جمباز أو عَدْو أو رفع أثقال أو كرة قدم أو غيرها سوى كائن جنسى وجب تغطيته حماية للغرائز التى تم زرع أفكار معطوبة ومغلوطة عنها، قوامها أن غرائز الرجال لا مجال للتحكم فيها أو تهذيبها أو ترتيبها، وأن المهمة الرئيسية للرجل هى التحرش بالنظر والقول والفعل واللمس والتفكير ما أن يتواجد الكائن المشار إليه أعلاه وهو لا يتلزم المقاييس التى تم سَنُّها فى سبعينيات القرن الماضى. 

الرياضة فكر وفن وقوة وغاية وتفوُّق وإنجاز، واللاعبة الرياضية بطلة بكل المقاييس وليست غانية.