الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البساط لم ينسحب مـن القــارئ المصــرى!!

البساط لم ينسحب مـن القــارئ المصــرى!!
البساط لم ينسحب مـن القــارئ المصــرى!!


بصوت عذب تتدفق حروف القرآن الكريم من بين شفتيه، فيتسلل حبه إلى قلوب مستمعيه ويسرى الخشوع فى المكان، حباه الله فمنحه صوتا ذا بصمة قليل من يخطئه، فحمل على عاتقه مهمة توصيل القرآن وتلاوته، وطاف على أثر ذلك الدنيا بشرقها وغربها، فقد فتحت له أبواب العالم حتى إنه نشر عبير القرآن فى أكثر من ثمانين دولة عربية وأجنبية، كما رتل القرآن أمام ملوك ورؤساء من شتى الدول، واليوم يحمل على عاتقه مسئولية نقابة المقرئين بما يعانيه أعضاؤها من مشاكل وهموم، إنه شيخ المقرئين ونقيبهم الشيخ محمد الطبلاوى الذى استضافنا فى منزله لنجرى معه الحوار التالى:
 
 
∎ أثيرت أزمة الشيوخ الذين رفعوا الأذان الشيعى فى العراق وقررت فصلهم من النقابة ثم تراجعت فى القرار، ما السر فى ذلك؟
 
 
- بداية لا يمكن وصف ما قمنا به مؤخرا بالتراجع، فالقرار كان فصلهم من نقابة المقرئين ومنعهم من التلاوة فى الإذاعة والتليفزيون أيضا، وقد طبق القرار فعلا حتى أن الشيخ طه نعمان قد ذهب لتلاوة قرآن الجمعة قبل عدة أسابيع وأعادوه من حيث أتى تنفيذا للقرار، لكن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قد اجتمع بى منذ عدة أيام، وكان معنا الشيوخ المفصولون، وطلب منى منحهم فرصة أخرى إعمالا بقول الله تعالى (إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وهم بالفعل تابوا وأنابوا، برغم أن هناك بعضا منهم ظل يجادل بالباطل أمثال الشيخ عبد الفتاح الطاروطى والشيخ طه نعمان، وقد طلبت منهم مغادرة الجلسة، إلا أن الوزير طلب منى منح الجميع فرصة وأخذ إقرارات عليهم ألا يعودوا إلى ذلك الأمر مجددا، ومن يقوم بتكرار ذلك الفعل يفصل نهائيا من النقابة وجميع المؤسسات الدينية.
 
 
∎ لكن الشيخ أحمد نعينع ادعى أنه يمتلك تسجيلا صوتيا لك وأنت تؤذن الأذان الشيعى، ماتعليقك؟
 
 
- عليه أن يظهره فورا إن كان صادقا، فالله يقول فى كتابه{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وأنا أيضا أطالبه بذلك، فلم يحدث مطلقا أن قمت بأداء الأذان الشيعى رغم زياراتى المتعددة لدولة العراق، وقد ألحوا على مرارا أن أقوم بذلك، لكنى أقسمت لهم إن استمروا فى إلحاحهم لن أعود لزيارتهم مجددا وهو ماحدث، لكن نعينع (بتاع كلام) ويحاول جاهدا تبرئة نفسه.
 
 
∎ وماذا عن الصورة التى تجمعك بالزعيم الشيعى مقتدى الصدر والذى قام بتسريبها أحد خصومك؟
 
 
- الصورة حقيقية وأنا لا أنكرها مطلقا، ومقتدى الصدر رجل محترم، وأنا دائم الشكر فيه، لأنه قابلنى مقابلة طيبة عند زيارتى للعراق، ولم يعرض على أن أؤدى الأذان الشيعى من الأساس، فقط قمت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فهم مسلمون مثلنا، ويحفظون القرآن، وقد حضرت عندهم العديد من المسابقات القرآنية وكانت جيدة.
 
 
∎ وهل التخوف من وصول المد الشيعى إلى مصر فى الآونة الأخيرة مبالغ فيه أم أنه خطر ولا بد التصدى له؟
 
 
- فى الحقيقة لا يمكننى أن أصفه بأنه مبالغ فيه، فنحن دولة سنية وسطية، فما الذى يدفعنا للتشيع من أجل حفنة أموال؟، فرغم كونهم مسلمين كما قلت سابقا إلا أنهم يمتلكون طقوسا تختلف عنا تماما، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى المدينة وأمر بلال أن يؤذن، أذن بلال بالصيغة الحالية التى نرددها فى مساجدنا، أما إضافة ألفاظ مثل «على حجة الله» أو «حى على خير العمل» فهو أمر مخالف عن مذهبنا، كما أنهم يجمعون بين الصلوات، والتخوف من المد الشيعى أمر مشروع جدا حتى لا يفسدان علينا عقائدنا، وهم قادرون على ذلك، لأن الأمر ينتشر مثل العدوى.
 
 
∎ اتفقت مع وزير الأوقاف على عودة الكتاتيب مرة أخرى، ما هى الآليات التى ستعمل بها؟
 
 
- بالفعل، فقد طلبت من وزير الأوقاف فى اجتماعى الأخير معه أن يكون هناك محفظ قرآن فى كل المساجد الكبرى أو الصغرى الملحق بها مقرئة، حتى يعلموا الناس أصول حفظ القرآن الكريم كما تعلمناها قديما.
 
 
∎ وما وجه الاختلاف بين الكتاب ودورات تحفيظ القرآن المقامة حاليا فى بعض المساجد؟
 
 
- الفرق أننى طلبت من الوزارة أن تدفع أجرا معقولا للمحفظ، لا يقل عن ثلاثمائة جنيه، حتى يعلم بشكل جيد، لكن المحفظين الحاليين لا تتجاوز مرتباتهم المائة جنيه، وهو ماينعكس على طريقة التعليم وكفاءته.
 
 
∎ ما هى المشاكل التى تعانى منها نقابة المقرئين اليوم؟
 
 
- نقابة المقرئين تواجه عدة مشاكل تمويلية، حيث إن راتب المقرئ لا يتجاوز خمسين جنيها، بالإضافة إلى تقاعس المقرئين بما فيهم الميسورون عن دفع مستحقات النقابة بمجرد حصولهم على الكارنيه الخاص بها، رغم أن قيمته لا تتعدى اثنى عشر جنيها، لذلك أطالب وزارة الشئون الاجتماعية بتقديم مساعدتها للنقابة.
 
 
∎ تقدمت أكثر من ست مرات إلى الإذاعة حتى تم قبولك، أتذكر أسباب ذلك؟
 
 
- السبب لا يتعلق بإتقانى قراءة القرآن أو تمكنى منه، لكننى لا أجيد الموسيقى ولا أحب القراءة النغمية ولا أعترف بها حتى الآن، وكان ذلك سببا فى تأخرى فى الالتحاق بالإذاعة.
 
 
∎ هناك أزمة مثارة حاليا بين الإذاعة ونقابة المقرئين لاستبعادهم لك كممثل للنقابة من اختبارات مقرئى الإذاعة.. على ماذا انتهت تلك القضية؟
 
 
- سبب الأزمة هو وجود محمد عبد العزيز فى لجنة التحكيم، الذى يقف عائقا فى كثير من الأحيان أمام الشيوخ الممتحنين، وكما يقولون (لايعجبه العجب ولا الصيام فى رجب) وأحيانا يعجبنى مقرئ وأقول عليه جيد، فأجده يعترض، لذلك يمكن أن نسميه انسحابا بهدوء، والآن لا يوجد ممثل للنقابة داخل لجنة الاختيار، وكل ما أستطيع فعله هو أن أنصحهم بتقوى الله، فهناك شيوخ مجيدون، وأصواتهم جميلة، ومعظمهم أعمارهم كبيرة، لكنه يرفض قبولهم، رغم أن قبولهم فى الإذاعة قد يسبب لهم فرحة كبيرة يستحقون أن يشعروا بها قبل الممات، وفى المقابل هناك أشخاص دخلوا الإذاعة لا أعرف كيف؟!
 
 
∎ لكن لا يوجد لدينا أسماء لامعة من المقرئين الشباب، ما السبب؟
 
 
- للأسف المقرئون الآن تختلط أصواتهم ببعضهم البعض، فلا يمتلك أحد شخصية مستقلة، أو بصمة يمكن أن تميزه من خلالها، فأنا رغم أننى قارئ للقرآن الكريم لا أستطيع التميز بينهم إلا بعد أن يذكر المذيع اسم الشيخ القارئ، وأذكر أن الكاتب محمود السعدنى رحمه الله كتب يوما فى مقاله أن الطبلاوى هو آخر حبة فى عقد المقرئين القدامى، فقد سبقنى جيل عظيم كالشيخ مصطفى إسماعبل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى وغيرهم الكثير.
 
 
∎ فهل يصح أن نقول إن البساط قد انسحب من القارئ المصرى لحساب الخليجى؟
 
 
- مطلقا، فالشيوخ الخليجون يستمع لهم الناس تبركا بالمكان المقيمين به، كالشيخ السديس مثلا، إمام المسجد الحرام، لكن الحقيقة أنه لا يعلو على القارئ المصرى أى قارئ، فنحن من علمناهم كيف يقرأون القرآن، حتى أن الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله قد قال لى أثناء زيارتى له عام 79، جملته الشهيرة وهى أن القرآن نزل فى مكة وطبع فى اسطنبول وقرئ فى مصر.
 
 
∎ ومن الملوك والرؤساء الذين تلوت أمامهم القرآن الكريم وتتذكرهم جيدا؟
 
 
- الشيخ زايد على رأس القائمة، فقد كان لهذا الرجل أيادٍ بيضاء فى شتى مناحى الخير، كما كان يحب تقريب العلماء وحفظة القرآن إليه، كما قرأت أيضا أمام الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، وهو أيضا محب لعلماء الدين، وغيرهما الكثير.