الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

علاقة حب.. انتهت بالسم

انتحرت كليوباترا السابعة بسم الأفعى، كما يروى، بعد وصول خبر انتحار أنطونيو. 



بعض الخبراء قالوا إن حكاية الأفعى «حبكة» أضيفت إلى القصة الحقيقية، وفى بعض الروايات التاريخية، أن انتحار الملكة السابعة، لم يكن له علاقة بموت أنطونيو. 

لكن تظل قصة حب كليوباترا السابعة لمارك أنطونيو واحدة من كلاسيكيات العشق والهوى.. فى تاريخ البشرية.

وتظل تفاصيل قصة الحب بين أنطونيو.. وكليوباترا، مليئة بالأسرار، والتفاصيل، ومحاطة بالغرائبيات.. ومصدرًا لإلهام الكثير من الأدباء.. وكتاب المسرح والسينما على مر التاريخ، مهما اختلفوا فى تلك التفاصيل.. مهما أضافوا لها ما لم يكن فيها.

تقول مصادر التاريخ إن كليوباترا أنهت حياتها، بعد أن تأكد انتصار القائد الرومانى أكتافيوس على أنطونيو.. وبدلاً من المخاطرة بالسقوط فى أيدى أوكتافيوس لتصبح أسيرة.. قررت الملكة المصرية الانتحار.. وفى واقعة تحدد لها يوم 12 أغسطس 30 قبل الميلاد، وكان انتحارها نهاية للعصر الهلنستى والمملكة البطلمية.

بدايات العشق 

فى الروايات أن اسم «كليوباترا»  يعنى «ابنة المجد» باليونانية القديمة. وكليوباترا حبيبة أنطونيو هى السابعة بين سلسلة ملكات حملن نفس الاسم. أخذت من اسمها نصيبًا كبيرًا فكانت تتوج بالمجد أينما ذهبت فى المعارك، وفى الحب أيضا. 

شهر عن كليوباترا وفقًا لما نقله المؤرخ الرومانى بلوتارخ تأثرها الكبير بالإسكندر الأكبر وبالعقيدة المصرية، لذلك فقد اعتبرت نفسها مصرية لا مقدونية، وتعلقت بالآلهة المصرية إيزيس التى رأت فيها الأم القوية، وبنت لها معبدًا بجزيرة فيله قبل أن تعلن نفسها بعد فترة.. ابنة الآلهة. 

تحدث البطالمة اليونانية خلال فترة حكمهم ورفضوا الحديث باللغة المصرية القديمة، ربما هذا هو السبب فى استخدام اليونانية إلى جانب اللغة المصرية فى وثائق المحكمة الرسمية، لكن كليوباترا، حسب بعض مصادر التاريخ.. اعتمدت المصرية.. بعدما قدمت نفسها «ابنة ايزيس». 

وجاءت جميع أعمال كليوباترا ومنحوتاتها على الطريقة المصرية، وأخذت لنفسها اسمها دينيا مصريا، وأتقنت اللغة الديموطيقية التى كانت لغة شعبية فى مصر ذلك الزمان. 

ولدت كليوباترا حوالى عام (69 ق.م).. بعد مرور 300 عام على بداية حكم البطالمة لمصر، وتزوجت من يوليوس «قيصر روما» عندما جاء إلى مصر، وهو الزواج الذى أحدث جدلًا فى روما.. وكان واحدًا من أسباب إقدام أشراف الرومان، ومنهم أنتونيو فى قتل قيصر. 

بعد وفاة يوليوس قيصر، استدعى أنطونيو كليوباترا إلى مدينة طرسوس. للتفاهم فى شئون السياسة. دخل الاثنان الاجتماع حلفاء.. وخرجا عاشقين. 

يرى البعض أن كلا منهما رأى فى الآخر فرصة لتحقيق الأهداف، قبل أن يدخل كيوبيد بينهما. 

وجدت كليوباترا فى أنطونيو فرصة لدعمها ضد أختها أرسينوى التى تعد منافستها فى الجلوس على عرش مصر، أما أنطونيو فقد أراد أن تدعمه كليوباترا فى حربه ضد الباراثنيين. 

بعد الاجتماع، عاد الاثنان إلى مصر.. لكن سرعان ما توترت الأوضاع فى روما، التى عاد لها أنطونيو، واضطر إلى الزواج من أخت القائد أكتافيوس أوكتافيا فى تسوية سياسية. 

ورغم فشل أنطونيو فى الفوز فى حربه على الباراثنيين، فإنه عاد إلى الإسكندرية، وأقام احتفالاً مهيبًا بعودته، ظهر فيه مع كليوباترا محاطين بكل مظاهر الأبهة فى شوارع الإسكندرية. 

فى الاحتفال، أعلن أنطونيو نيته توزيع أراضيه فى روما وبارثيا بين كليوباترا وأبنائها، فى خبر أثار الغضب فى روما، حيث سرت الشائعات أن أنطونيو سيقوم بنقل عاصمة روما إلى الإسكندرية، ما أدى بمجلس الشيوخ الرومانى بإعلان الحرب على أنطونيو وكليوباترا. 

ظل الحب مشتعلًا بين أنطونيو وكليوباترا، فيما تصاعدت دقات طبول الحرب.. بعد تصاعد الخلاف بين أنطونيو وأوكتافيوس. وفى 31 ق.م؛ اتّحدت قوات كليوباترا المصرية مع قوات أنطونيو على الساحل الغربى باليونان، فى مواجهة الجيش الرومانى.. بقيادة أكتافيوس. 

خسر مارك أنطونيو وكليوباترا المعركة بشكل قاطع وتمكنا من العودة سريعا هربا إلى مصر. ورغم هروبهما، فإن قوات أوكتافيوس طاردتهما حتى أمسكت بهما فى الإسكندرية. 

يروى أن أكتافيوس هو الذى أشاع خبر انتحار كليوباترا بالسم حتى يصل إلى أنطونيو، الذى بدوره قرر الانتحار بعد هزيمته العسكرية.. وموت حبيبته. 

ويروى أنه لما وصل الخبر الكاذب لأنطونيو بموت كليوباترا، تعمد أنطونيو أن ينتحر بالسقوط على السيف، وهى الرواية التى نقلها وليم شكسبير فى مسرحيته الشهيرة، والتى يرى كثير من التاريخيين أن فيها كثيرا من الإضافات. 

قبل 6 قرون من الآن وضع شكسبير قصة حب كيلوباترا وأنطونيو على مرأى ومسمع البشرية فى مسرحية شهيرة. اختلفت تفاصيل شكسبير عن كثير من الروايات الأدبية التى حكت القصة نفسها، وربما اتفقت أغلبها فى موت كليوباترا بسم الثعبان. 

وفى بعض الروايات أن سبب هزيمة أنطونيو العسكرية، جواب مزور منسوب لكليوباترا، اعتقد منه أنطونيو فى خيانة كليوباترا له، وموافقتها على الاستسلام لأكتافيوس غريم أنطونيو. 

بعضهم يرى أن شكسبير قد منح جزءا كبيرا من مسرحيته لقصة خيانة كليوباترا، وصدمة أنطونيو قبل أن يتبين أن مليكته المنتحرة ماتت مخلصة.