الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صـلاح حافظ الانتصـار على الموت

صـلاح حافظ  الانتصـار على الموت
صـلاح حافظ الانتصـار على الموت


صلاح حافظ مايسترو الصحافة المصرية «مقالات ومعارك لها تاريخ» هو عنوان الكتاب الجديد الذى تصدره مؤسسة روزاليوسف، الكتاب من إعداد الأستاذ رشاد كامل، والذى أخذ على عاتقه مهمة توصيل رسالة للأجيال الجديدة عن تاريخ المؤسسة العريق وكتابها العظماء..فبعد الأجزاء الثلاث من الصرخة والتى وثقت فترة مهمة من تاريخ المؤسسة العريقة فاجأنا بكتاب جديد يضم مقالات الكاتب الكبير صلاح حافظ وكما أكد المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة المؤسسة فى افتتاحية الكتاب أن من لا ماضٍ له لا حاضر له ولا مستقبل لذلك فإن مدرسة روزاليوسف تحيى ذكر أعمدة الصحافة ومؤسسى الفكر الخاص بها لتظل مدرسة متميزة فى عالم الصحافة.
 
 مؤكدا أن هذه الأعمال من تراث روزاليوسف لكى يتذكر من عاصروا هذه الأقلام والأعلام بأعمالهم ولنضع أمام الجيل الجديد من الشباب كيف كان يفكر هؤلاء الإعلام وكيف كانوا يتناولون الموضوعات والشخصيات بالنقد الموضوعى وحلمهم بوطن جميل ومستقر وراق لتسود العدالة الاجتماعية والحب والأمان.
 
وقد أكد رشاد كامل فى افتتاحية الكتاب تحت عنوان سر صلاح حافظ أنه لن يتكرر أمثال حافظ فهو كان ظاهرة إنسانية فريدة قبل أن يكون ظاهرة صحفية نادرة فهو كان أشطر التلامذة الذين التحقوا بروزاليوسف حتى أصبح واحدا من أشهر رؤساء تحريرها.
 
فكان طالبا فى كلية الطب والتى لم يتخرج منها حتى رحيله وكان يكتب وينشر مقالات وقصصا قصيرة فى صحف ومجلات ذلك الوقت الكتلة والجريدة والمسائية والنداء وصوت الأمة وكلفه وقتها يس سراج الدين شقيق زعيم الوفد فؤاد سراج الدين بإصدار مجلة للقصة وهو ما حدث بالفعل ثم مجلتى الستار وما وراء الستار ومن باب الصحافة العامة دخل صلاح حافظ باب الصحافة العقائدية أو اليسارية بحكم انتمائه اليسارى لتنظيم حدتو فشارك فى صحيفتى الملايين والكاتب فى كلية الطب تعرف صلاح حافظ فى كلية الطب على يوسف إدريس ومصطفى محمود كما أصبح حافظ معروفا لدى كثير من الوسط الصحفى كالشاعر الكبير مأمون الشناوى وإبراهيم الوردانى.
 
حيث فوجئ حافظ بأن مأمون الشناوى يبلغه بأن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس رئيس تحرير مجلة روزاليوسف يريد مقابلته وعندما ذهب لمقابلته عرض عليه العمل فى روزاليوسف فوافق.
وفيما بعد قد كتب حافظ أن إحسان اتخذ بشأنه قرارا بالغ الجرأة وهو أن يكون مرتبه خمسة عشر جنيها فى الشهر وكان ذلك عام 1951 ولم يكن قد سبق فى تاريخ روزاليوسف أن بدأ محرر فيها بمثل هذا الرقم ووافقت السيدة فاطمة اليوسف على هذا الرقم ولم تنس أن تخطره بأن محمد التابعى كان يرأس تحرير المجلة بخمسة جنيهات وقد فسرت روزاليوسف منح صلاح هذا المرتب غير المسبوق قائلة له إنت هتبقى كاتب كويس بس عيبك إنك طماع.
 
وبدأ مشوار وتألق صلاح حافظ فى روزاليوسف فكان ذروة نجاحه كتابة بابه الشهير انتصار الحياة.
 
وعندما فكرت روزاليوسف فى إنشاء مجله شبابية اختارت لها اسم صباح الخير قام إحسان عبدالقدوس بتكليف الشاب اللامع الذى لايزال يدرس الطب لكن مقالاته حديث كل مصر وهو صلاح حافظ بوضع مشروع للمجلة فقد أكد حافظ أنه حشد كل ما فى رأسه من أفكار جديدة وشابة واستعان بأقصى ما ملك من قدرة وابتكار ليضع مشروعا يقلب عالم الصحافة رأسا على عقب ويقول لصحافة العواجيز راحت عليكم ووضع إحسان المشروع فى درج مكتبه جاءت الحكومة وقبضت على حافظ ووضعته فى منفى الواحات كان ذلك شتاء عام 1954وغاب صلاح حافظ لمدة ثمانية أعوام لتصدر صباح الخير فى 12 يناير سنة 1965 ويروى حافظ هذه القصة فى مقالة صباح الخير فى المنفى.
 
ويخرج حافظ من منفاه عام 1964 إلى مجلة آخر ساعة ويقفز بتوزيعها ثم يعود مجددا لروزاليوسف كاتبا لامعا ثم نائبا لرئيس التحرير ثم رئيسا للتحرير مع فتحى غانم ابتداء من 17 يونيو 1974 وكان يرأس مجلس الإدارة وقتها الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى والعضو المنتدب والمدير العام الأستاذ لويس جريس.
 
وجاءت لحظة الحقيقة عندما خرجت مظاهرات الشعب من أسوان إلى الإسكندرية التى خرجت غاضبة ضد قرارات السادات برفع الأسعار بينما وصفها السادات بأنها انتفاضة حرامية انحازت روزاليوسف للشعب ووصفتها بأنها انتفاضة شعبية ونشرت كل ذلك فى تحقيق صحفى بارع صاغه صلاح حافظ بعنوان أسبوع الحرائق الحكومة أشعلت الحريق والسادات أطفأه فغضب السادات وقرر عمل تغيير شامل وكامل فى روزاليوسف فترك حافظ موقعه كرئيس تحرير مؤكدا أنه لم يكتف بفضح ما قاله وزير الداخلية بل سخر مما قاله بشدة وقد أكد أن السادات قد اتصل به وقال له «سأشيلك من روزاليوسف شوف مين يجى مطرحك» أى أنه استشاره وكان طيبا معه لكن هذا لم يجعله يؤيده أو يداهنه فقد كان توزيع روزاليويسف وقتها 081 ألف نسخة أسبوعيا وهو أقصى طاقة طباعية تملكها المؤسسة وقتها.. ويؤكد رشاد كامل أن سر صلاح حافظ أنه كان يقول ببساطة ما يشعر به وأنه كان يؤدى مهمته بإخلاص وحماس ويكون له دور فى صياغة المستقبل.. وعندما سئل حافظ عن سر وصول توزيع أعداد أى مجلة يرأس تحريرها لمئات الآلاف من النسخ أكد أن مقومات النجاح هى نفس مقومات الصديق الذى تسعد به عندما يزورك فلابد أن تكون واثقا منه ويكون مخلصا لك ولا يكذب وإذا نصحك بما تكره لا تغضب لأنه يحبك والصحيفة الناجحة هى من تقوم بدور الصديق الوفى.. فالحكومات تستطيع أن تصدق أو تكذب وقد يسامحها المواطن أما الصحيفة فلا يغفر لها القارئ مطلقا ولايلتمس لها القارئ أى عذر.
 
وبعدما أصدر السادات قانون الأحزاب وأصبح من حق كل حزب إصدار جريدة ناطقة له قرر حزب التجمع أن يكون رئيس تحرير جريدته صلاح حافظ واختار حافظ اسم الجريدة الأهالى وكانت حجته أن كان هناك جريدة لها نفس ذات الاسم حيث توقع نزاعا قانونيا يكسب الجريدة شهرة قبل أن تبدأ وساهم فيها بحماس وكان صاحب عمود باسم دبوس.
 
وعندما فاجأ السادات الجميع عن مبادرته بالسفر للقدس كان من بين اليساريين من يؤيد هذه الزيارة وكان من بينهم صلاح حافظ الذى كان مؤيدا لهذه السياسة فاعتذر عن رئاسة تحرير الأهالى مادام أنه مختلف مع الحزب فى قضية سياسية وكان اعتذاره قبل شهرين من صدور العدد الأول للأهالى حيث وصف حسين عبدالرازق موقفه بأنه أمانة تحسب له واتساق مع النفس لكنها كانت ضربة لايمكن التقليل من شأنها.
 
فحافظ كان صادقا مع نفسه معجبا بموقف السادات وهو الذى أقصاه عن روزاليوسف لكنه أعطاه حقه عندما كتب مقالا فى 5 ديسمبر 1977 رحلة السادات وخطيئة العرب مؤكدا أن السادات قلب المائدة وأثار ارتباك العالم واصفا الحملة على السادات بأنها خطيئة كبرى يكرر بها العرب خطاياهم السابقة التى أضاعت فلسطين.
 
وعلى الرغم من أنه قضى ثمانى سنوات فى المعتقل فى عهد عبدالناصر لكنه أيضا أعطاه حقه ودافع عنه فى السبعينيات فلم يكن ناصريا وكان يساريا ولكنه كتب أصدق الكلمات عن عبدالناصر وتجربته ولم يبخس ثورته.
 
كل من اختلف مع حافظ كان يحترمه ويشيد بمهنيته وحماسه للعلم والاستفادة حتى من سنوات سجنه التى كان يحلم فيها برفع رجليه وذراعه فى الهواء بعد ضيق الزنزانة التى لم تضيق بفكره وحماسه يوما.. وقد أشاد به مصطفى أمين وأنيس منصور ونبيل ذكى، فحافظ لم يكتب عن تجربته فى السجن لكن كتب عنها زملاؤه وقتها الذين أكدوا أن حافظ كان نجم المعتقل يشع بهجة وحماسا، فقد كان حافظ هو انتصار للحياة فى المعتقل.
 
ويشيد رشاد كامل بوجوده فى صباح الخير خاصة الأوقات التى كان ينيب فيها عن الأستاذ لويس جريس فى رئاسة التحرير وكيف كان لايهتم بنشر مقالاته فى مقابل اهتمامه بشباب الصحفيين فكان لايبدى رأيا فيكلمه جيل غير جيله يتقدم بخطوات سريعة لا يلاحقها إلا من هم فى نفس أعمارهم.
 
فرشاد كامل هو صاحب أطول حوار مع صلاح حافظ تجاوزت ساعاته العشرين ساعة ونشر على 7 حلقات فى صباح الخير بعدها قام بنشر هذه المذكرات فى كتاب اسماه رشاد الصحافة وسلطان الغضب.
 
وبالعودة للكتاب الجميل الذى أحمله بين يدى وأنا أستعرضه الآن فهو يجمع مقالاته بنفس شكلها وإخراجها الفنى.
 
استعرض بعضها ومنها الكتاب الذهبى «انتصار الحياة» الذى وصف صلاح حافظ مقالاته بأنها مقالات لعينة كانت شهرتها تطارده فى أى مكان أو صحيفة يذهب إليها على الرغم من أنه كتب فى شتى المجالات حتى أدب الأطفال لكن دائما كان يعرف بانتصار الحياة وقد بدأ نشر هذه المقالات فى روزاليوسف أعوام 1951 و1952 و1953 ثم اختفى ثمانى سنوات فى المعتقلات ولم يفرج عنها إلا عام 1972 فى الكتاب الذهبى.
 
والذى حمل بعض المقالات منها «تاكتيك» وهى مقالة رائعة يرد بها على من يدعى أن سياسة إرضاء أمريكا هى مناورة تكتيكية، كما يفعل الطبيب عند معالجة مرض ما بحقن المريض بجراثيم من نفس المرض لدرء خطورته لكن حافظ قد ساق التفسير العلمى لهذا مفندا هذه الأكاذيب المضللة واصفا بأن الحقن فى إرضاء أمريكا ليس إلا حقن بجراثيم نشطة لن تتركنا نتخلص من الإنجليز ولكنها ستربطنا بمشاريعها هى الحربية وأن أموال الاستعمار لن تتوقف عن النمو.. وفى مقال آخر تحت عنوان سكة أبو زيد «الأبواب الخلفية للتسلسل الأمريكى» وهو خطاب مفتوح لخالد محيى الدين موضحا له أن مسالك أمريكا هى مسالك تمتص دم الشعب وليست من الشعب.. ثم ينتقد بلا مداهنة المساعدات الأمريكية وأنها حيلة جديدة للاستعمار تحت عنوان «الدفع بعد التسليم» مؤكدا أن ما ندفعه مقدما من جهود سواعدنا هو أرباح للأموال الأمريكية، حيث إننا نوافق مبدئيا على تسليم جيشنا لأمريكا تدبر الآن فى كل مكان لا لشىء إلا لأن أمريكا وعدتنا بأن تشفينا من مرضنا كذبا كحيلة طبيب معدوم الضمير.
 
وفى مقالة «قصة روشتة» يصف الحكومة بأنها غريبة شاذة كالطبيب الذى لا يعرف تشخيص المرض فيصف دواء لكل عرض ويتناسى الداء الحقيقى وكان يقصد به الاستعمار مؤكدا أن الرجعية تحارب ضد أى تغيير جذرى وتطالب بالإصلاح بدلا من الثورة.
 
وفى مقال آخر تحت عنوان «حقنة ..قطرة.. شربة» ساخرا من نمطية العلاج حتى مع اختلاف المرض مشيرا إلى قصة دكتور بصق على طفل مريض بالكساح لأنه أعطاه حقنا من الكالسيوم ولم يشف وقد تناسى الطبيب أن الطفل يسكن فى حجرة لا يدخلها الشمس فهم يحاولون إخضاع المريض لمعلوماتهم بدلا من إخضاع معلوماتهم للمريض ويستنتجون روشتاتهم على ضوء مبادىء مقروءة بدلا من استنتاجها على أوضاع قائمة.
 
ضاربا مثالاً بالحزبية التى تنادى الأصوات بإلغائها حتى يتحقق الاتحاد وأن الرشوة والفساد ليس لأن الموظفين لا يخشون الله ولكن لأنهم فقراء.
 
 
وفى مقال عقول الحمير يؤكد فيه أن المفكرين فى المجتمع قشرة جديدة من أصحاب المبادئ تريد إضافة مبادئ جديدة لكن وبالتالى يريد البعض سجنها حتى يظل المجتمع مخمورا مقيدا فهم يخشون يقظة هذه القشرة.. وفى مقال آخر تحت عنوان القلب فى أزمة وهو يتحدث بصراحة عن ضرورة أن يكون البرلمان وحده هو قلب مصر هو الذى يحكم.. وفى الجزء الثانى من المقالات بداية من عام 1964 واصل حافظ الكتابة مهاجما انحرافات الثورة لكنه وقف مدافعا عن مبادئها. ورفض حافظ تنحى عبدالناصر عقب الهزيمة، ولم يتاجر بها وانتقد شيخوخة الثورة.
 
وفى زمن مبارك كتب أخطر مقالاته عن التزوير والاستبداد والوساطة، وقد استوقفنى مقال بعنوان قف «كتبه فى 7 يونيو عام 1984» عن تزوير الانتخابات وهو مقال جرىء فلم يكن يجرؤ أحد أن يتهم الحزب الوطنى بالتزوير فبقراءة واعية انتقد حافظ تهليل جريدة الحزب الوطنى بأن الذين أسقطهم الشعب لا يحق لهم الكلام مؤكدا أن على الحزب أن يفطن لخطورة النتيجة بدلا من التهليل لها لأن الديمقراطية يخدمها التوسع.
 
أيضا بتاريخ 15 نوفمبر 1985 كتب مقالا بعنوان أهلا بالاستبداد مؤكدا أنه لا تجرى بمصر مباراة ديمقراطية وإنما مباراة فى رفض الديمقراطية.
 
لم يقتصر حافظ على السياسة بل كان الشباب والمرأة وهموم نساء مصر فى مقدمه اهتماماته الصحفية ومن أهم التحقيقات التى صاغها الشباب سيناريو بلا نهاية وكتب عن عصر الغربة بين الرجل والمرأة وقانون البقشيش النسائى عندما طالبت بعض الأصوات برجوع المرأة للمنزل وحصولها على نصف أجر وكان الأجمل هو موضوعه عريس بأثر رجعى وهى تجربة شخصية له عندما طلبت زوجته أن يتزوجها من جديد بعد عشر سنوات لأن زوجته لم ترتد الفستان الأبيض ولم يكن لديها صورة فى الصالون فهو أحبها وتزوجها فى خمسة عشر يوما فلم تستعد ولم تجلس فى كوشة وهنا يدعو حافظ الجميع لخوض التجربة ويستعرض صوره وهو بالبدلة الاسموكنج بعد عشر سنوات.
ودافع حافظ عن أعراض النساء فى مصر منتقدا هجوم الشيوخ على الكثير من نساء مصر ممن لهن باع فى الحياة السياسية.. «شكرا لكل من اهتم بإخراج هذا الكتاب الرائع الأستاذ رشاد كامل والمهندس عبدالصادق الشوربجى الذى قابل الفكرة بحماس كما أكد رشاد كامل فى مقدمة كتابه»
 
فأنا كصحفية شابة للأسف لم يحالفنى الحظ لرؤية عمالقة الكتاب فى عصر مضى لكن قد أتاح لى من قام على إخراج هذا الكتاب فرصة للإبحار فى سنوات قد مضت فأبعدت عن ذهنى معارك الصحافة الحديثة وتسابق الأحداث على مواقع الإنترنت وعلى مدار يومين عشت مع صلاح حافظ الإنسان والصحفى استمتعت بعصر ذهبى قد ولى وصحافة محترمة وكلمات نقد موضوعية بعيدا عن الهرج والمرج الحاصل على صفحات كثير من الجرائد والمجلات حاليا والتى أحيانا نستخسر تكلفة طباعتها من شدة رداءة موضوعاتها. اسمحوا لى أن أطلق على صلاح حافظ «الانتصار على الموت وليس انتصار الحياة» لأنه حتى وهو بعيد عن دنيانا وعالمنا المادى السخيف لا تزال كتاباته موجودة وذكراه تحيا بين جنبات المؤسسة التى أفخر بانتمائى لها، فالرحيل لدى بعض الأشخاص قد يترك عظيم الأثر فيها هو حافظ يتحدى الحياة والسلطة والموت فى بقاء اسمه عاليا فلا رحيل للكتاب العظماء لا تراب يوارى الأفكار لا قبور مظلمة إنما هى النور الذى يضىء للأجيال القادم.