الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الحلم لسه مخلصش

عادة سنوية يحرص عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى وهى المشاركة مع المواطنين فى إفطار الأسرة المصرية، وهذا العام شارك الرئيس السيسى فى إفطار الأسرة المصرية بحى الأسمرات مع المواطنين بالحي وبعض القيادات الشعبية وأعضاء مجلس النواب..  وذلك بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.



وفور دخوله لمكان الإفطار، استقبل الرئيس مجموعة من الأطفال الذين رحبوا به قبل أن يتفقد معرضًا للأسر المنتجة، حيث اطمأن على أحوال العارضات والعاملات بالمعرض،  قائلاً: طمنونى على أحوالكم فى المساكن الجديدة.

وقالت إحدى العارضات، إنها تعلمت بقصور الثقافة النحت على النحاس والطباعة والرسومات، وقالت عارضة أخرى: لدينا المشغولات اليدوية والكروشيه من بواقى القماش، والشنط المطعمة بالخرز، ويعمل معى العديد من الأفراد وتدربنا بقصر الثقافة، ونستطيع الآن تدريب فريق كامل، والعمل سارٍ بشكل جيد ونقوم شهريًا بعمل معرض بمجمع الخدمات لعرض منتجاتنا.

 

 

 

وشرحت أخرى منتجاتها قائلة: مادة الريزن نضعها فى قوالب سيلكون ونضع بها الأشكال وعليها المادة الصلبة، ويعمل معى 7 أشخاص وكلنا من أهالى الأسمرات.. وتساءل الرئيس عن حركة بيع المنتجات وهل عليها إقبال، فأجابته بأن العمل يسير بشكل جيد، كما سأل الرئيس عن أحوالهم فى المساكن الجديدة وهل هى مناسبة أم لا، فأجابوه: بأن الحى يوفر لهم كل شيء، بالإضافة إلى عنصرى الأمن والأمان، وأعربن عن شكرهن للرئيس.

كما تفقد الرئيس الأعمال اليدوية لإحدى العارضات بصحبة المهندس حسن الغندور رئيس حى الأسمرات، قائلة: نشكر حضرتك لأنك وفرت لنا حياة كريمة لنا ولأولادنا ونشكر قصر الثقافة أيضًا.

ووجه الرئيس بتوفير كافة الإمكانيات للأسر المنتجة فى الأسمرات، قائلًا: هنوفر أى ماكينات أو معدات محتاجينها.

وطلب أحد الأطفال من الرئيس التقاط صورة تذكارية معه ومع الطلاب والطالبات. وعقب ذلك توجه الرئيس لمقر مأدبة إفطار الأسرة المصرية مع أهالى مدينة الأسمرات. وأدار الرئيس حوارًا مفتوحًا مع أهالى حى الأسمرات، موجهًا التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك واستمع لطفلة تدعى نورهان السيد أحمد، عمرها «10 أعوام» وهى من أبناء منطقة الأسمرات وتتمتع بموهبة الشعر، أثناء إلقائها قصيدة بعنوان «طوبة الأخضر» للشاعر حشمت الصادق.

 

 

 

وعقب ذلك، أعرب الطفل يوسف عبدالله أحد طلاب مبادرة «جيل جديد» عن شكره العميق للرئيس، على مبادرة «جيل جديد» التى استفاد منها الكثير وأطلعته على العديد من المجالات المهمة فى مصر، متمنيًا فى الوقت نفسه أن يصبح فى المستقبل أحد ضابط الشرطة أو الجيش حتى يستطيع أن يدافع عن بلاده مصر.

ووجه الرئيس رسالة إلى الطفل يوسف، قائلًا: «كنت بمشى بشوف مناطق صعبة وأنا إنسان عادى زيك كدا، وكنت أقول لو إيدى طالت هعمل، ودا كان حلم وربنا أراد.. الحلم خلص، لأ.. الحلم لسه مخلصش.. وأتمنى أن أرى كل المصريين وهما فى أحسن حال». مضيفًا: «طالما الناس فى خير وسلام وفى أحسن حال يبقى حلمى ماشى فى طريقه الصحيح.. احلم  واوعى تبطل حلم.. ضرورى تحلم لأن ربنا موجود وتحلم ويحققلك حلمك، وتجرى عليه.. وكل ما كان حلمك مخلص وأمين وكمان جميل، هتلاقى ربنا دايما بيساعدك فى تحقيقه».

وعقب ذلك، رحبت إحدى أهالى منطقة الأسمرات «نعمة إمام» والدة الطفل محمد محمد أحد طلاب مبادرة «جيل جديد»، قائلة إنها تتشرف بانتمائها إلى حى الأسمرات بفضل الرئيس السيسى، وقاطعها الرئيس قائلًا: والله العظيم ده شرف لينا إننا قدرنا ننقل الناس لحى الأسمرات.

وقال الرئيس: أرحب بكم الأول، وأقول لكم، كل سنه وأنتم طيبين جميعًا.. ورمضان كريم.. وكمان أقول لأشقائنا المسيحيين وأهلنا لأن هما كمان صايمين زينا كده.. كل سنة وهما طيبين.

 

 

 

وأضاف الرئيس معلقًا على كلام نعمة: زى ما قلت ليوسف، احنا كنا بنحلم بالموضوع ده وربنا أراد وكل ما هتعملوا أكتر هتخلوا الحلم له معنى أكبر بكثير، وبالمناسبة محدش مننا ليه فضل عليكم، لأن الفلوس دى فلوس مصر، ومحدش بيجيب حاجة من جيبه، وجميل قوى أننا نحس أنكم بتحبوا بعض أكثر، وبتساعدوا بعض أكثر.

طريق الأمل

قال الرئيس: دائمًا بقول للمسئولين عاوزين نعمل برامج مخلصة بنجرى ونغير ونساعد بعضنا.. علشان انتوا أهلنا وأنا بتشرف أن أنتم أهلى وأنا راجل بسيط زيكم والبركة فى ربنا والشكر دايمًا موصول لله وهو اللى قدرنا نعمل ده.

وتابع الرئيس: بنقول لربنا متشكرين يا رب والحمدلله.. الحمد مش كلام.. الحمد مسار يعنى طريق نمشى فيه.. الطريق ده نعظم كل حاجة موجودة معانا.. لو حد فينا مش بيقرأ ويكتب ما نستكترش على نفسنا إننا نعلمه.. لو حد فينا مبيشتغلش وحد فينا بيشتغل شغلانة كويسة ما نستكترش أن احنا نعلمه.. مفيش حد بينا ضعيف.. محدش منا يبقى فقير.. أنا بقول الكلام ده لكل المصريين مش لأهالى الأسمرات ولا البشائر ولا أهالينا، لكل الناس.. طول ما القلوب مع بعض ربنا هيساعد بأفكار ودعم ومساندة.. وربنا يقدرنا على كل حاجة جميلة واللى اتعمل مش بيا لوحدى، ده بينا كلنا وكل المسئولين لهم دور فى هذا وبقولهم متشكرين ونشتغل أكثر.

وقال الرئيس ردًا على إحدى السيدات من أهالى الأسمرات: المفروض ولادنا ما يشوفوش فينا تعبير مش جميل وحتى لما نلاقى عمل فى الدراما المفروض نتكلم ونحسن من كلامنا ومن سلوكنا ومحتاجين نراقب نفسنا يعنى حسيب رقيب والنهاردة يوم جميل بيكم كلكم وأنا فى وسطكم فى نعمة كبيرة.

 

 

 

وقالت السيدة منال على سعيد غارمة من الغارمات أفرج عنها فى أول يوم رمضان: بنقولك شكرًا يا ريس إنك فرحتنا فى أول يوم رمضان وسط عيالنا، وربنا يسعدك، إحنا كنا فى ضيقة وكرب شديد، وحضرتك فكيت كربنا، جبنا احتياجات أكبر من طاقتنا ونوعدك عمرنا ما نعمل كده تانى، ربنا ما يرميك فى ضيقة ويقدرك ويسعدك ويجبر بخاطرك.

وقال الرئيس: فرصة إن انتو موجودين معانا، وانتى تعتبرى تجربة حية، مشيتى فى الطريق دا وشوفتيه ومهم إننا، مش إننا حلينا المسألة بالطريقة دى، والناس اللى بتسمعنا وأهالينا اللى بيعملوا كده، وحتى اللى بيشتغلوا معاهم وبيعملوا عليهم إيصالات، من فضلك قوليلنا التجربة دى، وشوية تفاصيل نسمعها كلنا.. والحكاية دى بتتعمل ازاى، والرقم حقيقى ولا مبالغ فيه.

وأوضحت السيدة: الرقم كله 45 ألف جنيه، كان الحكم اللى بيتنفذ فيه أكتر من 70 سنة، وقضيت اللى قضيته وجيت حضرتك فكيت الكرب ده.. بس أنصح كل واحد ميحتاجش لإيصالات الأمانة وميخليش حد يكسره محدش يمضى إيصالات الأمانة، أكتر حاجة كسرتنا حرماننا من عيالنا، ومهما نتكلم مش هنقدر نشكر حضرتك، والأمل اللى اديتهولنا من جديد.. والدنيا اللى رجعتنا ليها واللى كنا فقدنها خالص.

وتابع الرئيس، قلتى نجيب على قد التزاماتنا، ليه بتقولى على القد، وردت السيدة: مكناش بنجيب على قدنا، وكل واحد بيعاند على اللى جنبه، بصينا لأكتر من طاقتنا.

وواصل الرئيس: كان معاكى زمايلك اللى كانوا بنفس الظروف، وأكيد سمعتوا من بعض حكايات، ايه العنوان والنصيحة اللى إحنا  نقولها لكل الناس، حتى الناس اللى بتشتغل وبتاجر وبيعملوا الإيصالات، تقوليلهم إيه؟.

فردت منال: نقولهم اتقوا الله، وقاطعها الرئيس قائلا: الـ 45كانوا محسوبين عليكى كام؟..ردت قائلة: محسوب عليا أكتر من 200 ألف، لكل واحد فيهم.. يعنى اللى له 5 طالبهم 50 و70، وأنا مضيت على كده.

وأوضح الرئيس: المحكمة هتاخد فى النهاية بالورق، وعشان كده بنقول ايه، طب أنا خدت 45، أمضى على 45، لو فى فايدة تتكتب الفايدة، إنما ميبقاش رقم كبير كده يعنى.

 

 

 

وأنهت منال كلامها: الحمد لله مرينا من التجربة دى وكان ممكن نقع فى تجربة أكبر من كده. وعلق الرئيس قائلا: ألف مبروك وربنا يوفقكم.

ورد الرئيس على محمد أحد المشاركين فى حفل إفطار الأسرة المصرية بالأسمرات، الذى توجه بالشكر للرئيس على إقامة شبكات الصرف الصحى والكهرباء والاهتمام بتطوير المدارس والتعليم..  قائلًا: أنا عايز أقولك على حاجة، كلامك جميل ومهم أن إحنا كلنا كمصريين نعرف أن الكلام اللى محمد بيقوله ده كان ضرورى قوى وأنا بقوله تانى عشان الناس تسمعه.

وأضاف الرئيس،  مكنش فيه حل تانى إن إحنا نسيب بعد أحداث 2011 حالنا من غير ما نغيره ونجرى عليه مع الوضع فى الاعتبار.. إحنا من 2011 لحد النهاردة دخلنا فى أكتر من 11 سنة وبقولك أن إحنا زدنا حوالى 25 أو 20 مليون وده رقم كبير قوى وزدنا 2.5 مليون سيارة.

واستطرد الرئيس، الدولة لازم تتحرك لمعدلات نموها، أولا عشان تعوض النقص اللى كان موجود قبل كده أو العجز اللى كان موجود قبل كده فى مرافقها.. انت بتقول حياة كريمة، إحنا شغالين فى المرحلة الأولى وبنتمنى أن احنا نخلصها قريبا..وفى مرحلتين تانيين.

وتابع الرئيس:  أن حياة كريمة تسعى لتحسين حياة 60 مليون إنسان من مشروعات صرف صحى ومياه، لأن الصرف الصحى كان غير آدمى بعدد من القرى.. واحنا بنتكلم عن ملايين.. نفس الكلام فى مياه الصرف والكهرباء بشكل أو بآخر.. ثم الحاجات الأخرى اللى بنعملها. وأشار الرئيس إلى أن تكلفة المشروعات التى تمت إقامتها كان كبيرا، مبينًا فى الوقت ذاته أن من سبقه لم يتمكن من فعل هذا نظرا للتكلفة الكبيرة.

حياة كريمة

وقال الرئيس إنه يجب ألا نرى المجتمع يعانى ويقاسى، ولا نتحرك من أجله، ونساعده، وشدد قائلًا: «إن الله يساعد من يقوم بالمساعدة»، وأضاف الرئيس خلال حوار مفتوح مع أهالى الأسمرات: هناك 300 ألف شقة فى الأسمرات وفى الإسكندرية ومناطق أخرى ولو اتسعروا انهارده هيكونوا 300 مليار جنيه.

وتابع الرئيس، لو كنا انتظرنا وقولنا لما ربنا يسهل، وربنا يكون معانا، ونشوفهم بيعانوا ويأسوا هما وولادهم ونعدى عليهم ونقول ملناش دعوة.. طب لما عملنا كده، ولسه بنعمل هو إحنا هنبطل عمايل.. لا لسه هنعمل أكتر وأكتر ونحسن على قد ما ربنا يقدرنا.

قال الرئيس إننا فى حياة كريمة نتحدث عن 60 مليون مواطن وهى نسبة كبيرة، والصرف الصحى فى القرى كان 12 % ونريد أن نصل لـ100 %.. فلابد أن نتضافر كلنا.. وكلنا بنآسى يا محمد عشان الأزمة الاقتصادية.. بس فى الآخر الناس البسيطة اللى زى حالتنا بتقول «البطن مبتتفتش».

وأضاف، بس المهم حياتنا الكريمة لكل أهلنا، لكل الناس اللى ظروفها صعبة وبتآسى..منقعدش نتفرج عليهم.. والكرم هيجى إمتى؟.. وأنا بحلم بالكرم، وأقول للناس فى البيوت ادعوا لنا بأن يفيض الله علينا من بركاته، ويدعى إخوانا المسلمين والمسيحيين فى الأيام المباركة، أن يفيض الله من بركاته، عشان نعمل أكتر.. واحنا مبنعملش شر أبدا.. هيبقى على طول بُنى وتعمير وإصلاح وتنمية.

 

 

 

وفيما يتعلق بملف التعليم، أكد الرئيس أنه فى حال تمكنا من عمل تعليم جيد ستكون مصر فى مكان آخر، موضحًا أنه حينما كان متواجدا فى الأكاديمية العسكرية، تم جمع مجموعة طيبة من المعلمين ذوى خبرة 10 و15 سنة، حتى يتم اختيار منهم مديرى مدارس.

وأضاف: الفكرة أن نختارهم ونقوم بعمل دبلومة تأهيل لمدة 6 أشهر، وبدلا من أن نقول إننا سنصلح كل المدرسين، فهذا شيء صعب حيث يقدرون بمليون ونصف مليون مدرس، لكن إذا كان لدينا 500 مدير مدرسة وقمت بتجهيزهم بشكل جيد، وأدخلتهم على المدرسين فسيكون هناك روح مختلفة لهذه المدرسة، بعدما أهلنا مديرى المدارس والنظار لأن التعليم الذى نحلم به أكثر كثيرًا مما نحن فيه، عندنا 25 مليون تلميذ فى التعليم الأساسى وحوالى 4 فى التعليم الجامعى يعنى 30 مليون طالب.. ودول دولتين أو تلاتة.. إنما لو ربنا وفقنا وقدرنا نوفر تعليم جيد هنكون فى مكان آخر.

وأضاف الرئيس: الكلام اللى قلته من أوله لآخره، سواء مع نورهان أو يوسف أو الحاجة نعمة أو الحاجة منال، ومحمد، هو أن احنا دايما كأسرة واحدة، أسرة مصر، لازم يكون عندنا أولا أمل كبير وثقة كبيرة فى نفسنا، لأن اللى اتعمل بفضل ربنا وفضل جهدكم كتير أوى، ولسه شغالين، وهنعمل أكتر.. فى ظروف صعبة مفيش كلام، لكن الدنيا ماشية، وربنا يجعل الأيام دى أيام مباركة وجميلة علينا، والصيام اللى بنصوموا مسلمين ومسيحيين ده معناه شيء جميل جدا.

وأشادت إحدى أهالى المنطقة وتدعى منال صالح بالإمكانيات والإنجازات التى تتوفر فى حى الأسمرات، داعية الرئيس إلى توفير فرص عمل للشباب، ووجه الرئيس كلماته إلى منال قائلا: إنه منذ توليه مسئولية البلاد إلى اليوم، تم تنفيذ 2 مليون وحدة سكنية، و25 % منها ينفذها المطورون العقاريون، غير مساكن الأهالى، وبالتالى توافر فرص عمل كثيرة فى هذا الشأن.

وأضاف: إن كل ما تم إنجازه خلق العديد من فرص العمل للشباب من خلال مشروعات البنية الأساسية التى تنفذها الدولة، مشيرا إلى أن الدولة تحتاج إلى 700 ألف فرصة عمل خلال العام الواحد للشباب الخريجين.

وأوضح الرئيس أن الدول المتقدمة لم تستطع توفير ذلك فى ظل الظروف الاقتصادية التى تواجه الجميع، مشيرا إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 7.4 فى المائة، لافتا إلى أن هذه النسبة تعتبر جيدة بالنسبة لدول كثيرة فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التى يعانى منها الكثير، مشددًا على أن الدولة تبذل كل ما فى وسعها لتوفير فرص عمل للشباب.

وقال الرئيس فى ختام الكلمة : «إننا نسير فى برنامجنا ونحلم.. ونثق أن الله سبحانه وتعالى، بصبرنا وجهدنا وإخلاصنا وأمانتنا وشرفنا.. سوف يكلل المسيرة بفضله تعالى بالنجاح».