الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ارتق بخلقك + حفز رقيبك الأخلاقى تكون من الـ «مهذبين»!

ارتق بخلقك + حفز رقيبك الأخلاقى   تكون من الـ «مهذبين»!
ارتق بخلقك + حفز رقيبك الأخلاقى تكون من الـ «مهذبين»!


«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، هكذا وضع أمير الشعراء أحمد شوقى قبل عشرات السنين دستورا للأخلاق المستوحى من سنة رسول الله (ص).. لتعود اليوم تلك الكلمات ترن مجددا فى أذاننا من خلال صحوة أخلاقية برعاية وزارة الأوقاف المصرية، حيث كانت هى الشرارة الجديدة للدعوة إلى مجتمع أكثر أخلاقا.. تبعتها صفحات إرشادية على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «مهذبون» تدعو فيها المجتمع إلى عودة الأخلاق التى افتقدناها كثيرا بالشارع المصرى فى الفترة السابقة.
 
 
 وبعد طرح هذه المبادرات الأخلاقية كان التساؤل بينِّ: هل ستلقى تلك الدعوات صدى لدى المتحرشين ومثيرى الشغب والانفلات بالشارع المصرى أم سيكون علينا أن نهذب أنفسنا أولا كى نرى الوجود مهذبا، كما قال أبو الأسود الدؤلى:
 
 
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم وهناك يسمع ما تقول وينفع التعليم.
 
 
تحت شعار ابدأ بنفسك «صلح الأمة» انطلقت مبادرة «مهذبون» التى تحمل صفحتها نفس الاسم على الفيس بوك فى محاولة لإرساء أولى لبِنات المدينة الفاضلة حيث تهتم «مهذبون» بتطوير المجتمع عن طريق الدعوة لتفعيل الإطار الأخلاقى فى جميع جوانب الحياة وتحفيز الرقيب الأخلاقى داخل كل إنسان.. قامت مهذّبون فى الأساس من أجل أدب الحوار والاختلاف ولكنها تطورت خلال سنة لتصبح الارتقاء بالأخلاق فى المجتمع بصفه عامة. تدعو «مهذبون» لتفعيل الإطار الأخلاقى فى جميع جوانب الحياة والتى تشمل على سبيل المثال لا الحصر: السياسة، التعاملات اليوميه، المهن المختلفة، المدارس والجامعات وأغلب مواقع التواصل الاجتماعى المعروفة فى مصر. وتؤمن «مهذبون» بضرورة تفعيل أطر ومواثيق أخلاقية فى جميع جوانب الحياة لأن الأطر الأخلاقية هى المعايير العامة المقبولة لدى الجميع بغض النظر عن دينهم أو ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية كما تعتبر الأخلاق هى العامل الرئيسى فى بناء مجتمع متقدم.
 
 
على أن يتم ذلك من خلال رسالة واضحة وهى إرساء دعائم الأخلاق فى العالم فى محاولة لتحقيق هدف «مهذبون» بأن تصبح محفزا على إحياء فطرة الرقيب الأخلاقى داخل كل إنسان من خلال عمل مؤثر ودائم ويتم ذلك من خلال المحاور الآتية أولها خلق مبادرات تكون ملكا لـ «مهذبون» تديرها وتضع سياستها
 
 
ثانيا؛ تشجيع الأفراد المبادرين فى المجتمع على القيام بمبادرات يقترحوها هم أو تقترحها عليهم مهذبون بغرض نشر الفكرة على أوسع نطاق فى مصر وذلك بالتنسيق مع مبادرات «مهذبون» القائمة و إدارتها.
 
 
ثالثا: التعاون مع مبادرات أخرى فى تحقيق أهداف مشتركة لتطوير المجتمع.
 
 
الجدير بالذكر أن «مهذبون» تضم فريق «مطورون» الذى يختار المعلومات الأخلاقية التى تُنقل للمواطنين، وفريق «مصممون» المختص بتصميم الصور والملصقات، كذلك قامت المبادرة   بتأسيس «مهذبون جونيور» والتى تهتم بزرع الأخلاق فى الأطفال والتأسيس لـ «مهذب صغير» وهذا من خلال الاهتمام بأطفال الحضانة والابتدائى والإعدادى والثانوى.
 
 
تحاول «مهذبون» من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى رسم صورة للمهذّب حتى يسهل لأعضائها ومؤيديها تفعيل الرقيب الأخلاقى وتحقيق أهدافها ومن أجل هذه الغاية قامت «مهذبون» بنشر ملصقات من تصميمها الخاص - يتداولها أعضاؤها الذين بلغ عددهم ما يقارب الـ 2 مليون عضو - تصف فيها المهذب بالشيم التالية: بشر يخطأ ويصيب ويرجع؛ يعتذر إذا أخطأ ويقبل الاعتذار من الآخرين؛ غير ملتفت للإيديولوجيات ويتعامل كإنسان فقط مع الجميع؛ لا ينجرف مع تيار المجتمع، يتعامل، ويتحرك وفق مُرشّح أخلاقى داخلى، يختلف مع الآخرين بأدب، يعبر عن رأيه بحرية دون إيذاء مشاعر الآخرين؛ مغامر دون الحاق أذى بالآخرين، يلتزم بقيمه ويتفهم قيم الأخرين، لا يقبل الإهانة ولكن يصبر عليها.
 
 
ومن أمثلة هذه الجمل التى تستنفر القيم الأخلاقية المتأصلة فى البشر ولكنها خيم عليها غبار الحياة القاسية التى نعيشها مثل: «كن راقيا فى حوارك تجذب الناس إلى جوارك» و«الألسن الراقية تضيف إلى أصحابها هالة من الجمال الجذاب»؛ و«الطيب مش ضعيف»؛ «رائع أن تكون فى قلوب المحيطين بك»؛ والأروع أن يكون لك أجر الاقتداء بك فى الأعمال الصالحة التى تنادى بها»؛ و«كن عزيز النفس.. جميل الخلق.. قليل الكلام.. كثير العطاء.. صبورا شكورا.. تكن كريما بين الناس محمودا عندالله». وغيرها من العبارات التى تؤثر فى العقل الجمعى للناس وتحثهم على اتخاذ الأخلاق منهجا للحياة.
 
 
ويعقب الدكتور كمال مغيث الخبير والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية قائلا: «يبدو أن هناك صحوة حقيقية لمواجهة الانفلات الأخلاقى الذى انتشر بشكل كبير الذى جعل مصر تحتل المكانة الثانية فى معايير التحرش فى العالم صحيح هى خطوة متأخرة لأن ظاهرة التحرش الجماعى التى تعبر عن شكل من أشكال الخلل الهستيرى الاجتماعى.. أنا أفهم أن يقوم شاب بالتحرش بالفتيات لأنه معقد أو مخلول أو عدوانى ولكن أن يتحول إلى ظاهرة اجتماعية منذ فترات طويلة منذ أيام مبارك عندما تم التحرش بالفنانة دينا أمام إحدى سينمات وسط البلد وكانت الدولة غائبة وليست لها علاقة بالموضوع ولكن الآن بعد زيارة الرئيس السيسى لضحية التحرش فى ميدان التحرير ومع التطبيق الحاسم للقانون إلى جانب المجموعات العاملة كل فى مجالها مثل «مهذبون» و«امسك تحرش» تدعو إلى القيم النبيلة الجميلة التى افتقدناها منذ فترات.. أذكر أيام الثورة عندما كنا فى ميدان التحرير كان الجميع جنبا إلى جنب الرجال والنساء والأطفال والشباب والشيوخ.. لم نسمع فى يوم أن اشتكت فتاة من رجل تحرش بها أو نهرها وكان الميدان قد قدم يوتوبيا شديدة الرقى ولكن حكم الإخوان قد أراد أن يعيد عجلة التاريخ إلى الخلف.
 
 
لذلك فإن أى دعوة للتمسك بالأخلاق الحميدة هى محل تشجيع ودعم.