السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيطرةالأعمال القصيرة

عادة ما يقترن السباق الدرامى الرمضانى بالأعمال الدرامية الطويلة ذات الـ30 حلقة على مدار الأعوام الماضية، إلا أن هذا العام جاء على خلاف الأعوام السابقة، فقد فرضت الأعمال ذات الحلقات القصيرة نفسها على الموسم الدرامى الحالى، وذلك بعد تحقيقها نجاحا كبيرًا خلال الآونة الأخيرة.



 

هذا الموسم يوجد قرابة 14 عملا دراميا تنتمى لنوعية الأعمال الدرامية القصيرة (15 و10 حلقات)، أبرزها مسلسل «تحت الوصاية» للفنانة مُنى زكى، و«تغيير جو» للفنانة منة شلبى، و«رسالة الإمام» للفنان خالد النبوى، و«جت سليمة» للفنانة دُنيا سمير غانم، و«رشيد» للفنانة ريهام عبدالغفور والفنان محمد ممدوح، و«كامل العدد» للفنانة دينا الشربينى، و«الهرشة السابعة» للفنانة أمينة خليل، و«مُذكرات زوج» للفنان طارق لطفى، و«علاقة مشروعة» للفنان ياسر جلال.

سيطرة الأعمال الدرامية القصيرة على السباق الدرامى الرمضانى 2023 تقودنا للعديد من التساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة، وارتباط السباق الدرامى بالأعمال الدرامية المكونة من 30 حلقة رغم عدم تحقيق الكثير منها للنجاح المأمول، وعلاقة ظهور المنصّات الرقمية ونجاح أعمالها بتراجع العاملين بالدراما عن فكرة ارتباط رمضان بأعمال الثلاثين حلقة، فضلا عن تخوف النجوم والعاملين من توقيت عرض أعمالهم فى منتصف السباق أو أوله، وهل العمل الجيد يمكن أن ينساه الجمهور فى 15 يومًا.

 

 

 

تقول السيناريست شهيرة سلام إن سيطرة الأعمال الدرامية على الموسم الدرامى الرمضانى 2023 ظاهرة مُفرحة ومُفيدة للصناعة الفنية، وتعود هذه الظاهرة إلى أن هناك أعمالا درامية قصيرة عُرضت خلال الفترة الماضية وحققت نجاحات كبيرة عبر المنصات الرقمية، وتوحّد معها الجمهور ومع أبطالها ومشكلاتهم وقضاياهم.

كما أوضحت سلام خلال حديثها لمجلة «صباح الخير» أن الأعمال الدرامية القصيرة ليست «فورمات جديدة»، بل متعارف عليها عالميا ومنذ فترة طويلة، فكانت فرصة لظهور مواهب فنية جديدة ونجاح عدد من الأعمال الدرامية القصيرة خلال الفترة الماضية، مما شجع القائمين على الصناعة ليخوضوا بها السباق الدرامى الرمضانى الحالى

تابعت: «مُنذ بداياتى فى عالم الفن كتبت كافة أنواع الأعمال الدرامية الطويلة والقصيرة، فقد خُضت كافة الفورمات، فالأعمال القصيرة لا تختلف فى كتابتها سوى فى تغيير حرفة الكتابة من حيث البناء وسرد القصة».

 

 

 

المنصّات مهمة

من جهتها، ترى الناقدة الفنية حنان شومان أن ظاهرة سيطرة الأعمال الدرامية القصيرة على دراما رمضان 2023 ظاهرة ممتازة، فقد جاءت بعد جهد جهيد، خاصة عندما تأكد المنتجون وصُناع الدراما بأن فكرة الالتزام بالثلاثين حلقة أمر فاشل ويؤثر على الدراما بشكل سلبى، وجعل الكثير من أعمالنا مليئة بالمط والتطويل دون سبب.

وفى مطلع حديثها لمجلة «صباح الخير» أكدت شومان أنه على مدار تاريخ الدراما التليفزيونية لم نجد شيئا اسمه عمل درامى مكون من 30 حلقة منذ أعمال الأبيض والأسود، ولا نعلم من الذى قرر من المُعلنين ربط الموسم الدرامى الرمضان بالـ 30 حلقة مما أثر بشكل سلبى على المارثون الرمضانى، وأفسدت معظم الدراما العربية على مدار سنوات عديدة بسبب الالتزام بهذا العدد.

ولفتت الناقدة الفنية إلى أن المنصّات الرقمية ونجاح أعمالها كان عاملا أساسيا فى تراجع القائمين على صناعة الدراما عن فكرة ربط دراما رمضان بالـ 30 حلقة، حينما تأكدوا أن النجاح ليس له علاقة بعدد الحلقات خاصة بعد تحقيق أعمال المنصّات نجاحًا باهرًا وأصداء أكثر من رائعة حول أفكارها ونجاحاتها.

كما أشارت الناقدة الفنية إلى أن تخوف الفنانين أو العاملين من فكرة نسيان الجمهور لهم بسبب عرض أعمالهم فى مطلع رمضان أو فى آخره ليس فى محله، خاصة أن العمل الجيد يفرض نفسه على الجميع، فهناك أعمال فنية جيّدة قدمت مُنذ 35 عاما مثل المُسلسل الدرامى «ليالى الحلمية» لم ينسها الجمهور حتى الآن، فالأعمال الجيدة والمُتميزة لا تُنسى فى 15 يوما.

 

 

 

السيناريو أم توقيت العرض؟!

  «قائمة على السيناريو وليس توقيت العرض».. هكذا يرى الناقد الفنى أحمد سعد، موضحًا أن الدورة البرمجية كانت من 13 لـ 15 حلقة والمُسلسلات ذات الثلاثين حلقة كانت للمسلسلات التاريخية أوالدينية أو للمسلسلات الاجتماعية الكبيرة، ويفترض أنه عمل واحد وليس كل الأعمال التى تُعرض على الشاشات، ولكن لظروف إنتاجية حدث العكس على مدار العشرين عاما الماضية.

ويُشير سعد إلى أن ظهور المنصّات الرقمية حرّك المياه الراكدة، فبدأ الصُناع يقدمون أعمالا ذات 5 و6 و7 و15 حلقة، خاصة أن معظم الكتاب تيمة مسلسلاتهم لا تستحق الـ30 حلقة، ولو ضغطنا على العمل لا يتعدى الـ 10 حلقات، فالأعمال القصيرة أحداثها سريعة وتترك أثرًا بشكل كبير مع الجماهير. واختتم الناقد الفنى حديثه لمجلة «صباح الخير» بأنه من المفترض أن تكون الدراما أولا وأخيرا سريعة خالية من المط والتطويل، وتكون دراما اجتماعية يرى الإنسان فيها ذاته عبر الشاشة، ولا يشعر بغربة، فالأهم فى الأمر ليس فكرة عرضه فى أول المارثون الرمضانى أو آخره بقدر ما يكون متميزا ومُختلفا، فالأعمال القصيرة سواء الخماسية أو السباعية والـ 15 تصب فى صالح الدراما والفن. ولا يوجد شيء اسمه تخوف الفنان من العرض فى توقيت مُحدد، فالفنان الصحيح والموهوب والذى يفهم جيدا يعلم أنه من الممكن أن يترك بصمته فى أى وقت، فالدراما الجيدة قائمة على السيناريو وليس توقيت العرض.