الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
درس جديد

درس جديد

لم أتخيل أبدًا أننى سأكتب رثاء لك يا أستاذ عبدالنور.. ربما لأنك كنت دائمًا مفعمًا بالحياة والأحلام.. فى الحقيقة أن بداية تعارفنا كانت حلمًا.. حلمك أن تخلق جيلًا جديدًا راقيًا لا يسعى إلا للعمل وحب المجلة والاجتهاد لرفع مستوى المجلة للمنافسة والعودة لمكانتها التاريخية والثقافية.. ونجحت فى جعل حلمك هو نفسه حلمنا.. حتى إننا ودون أن نشعر أصبحت المجلة هى بيتنا ونزهتنا وفرحتنا.. نجحت فى أن تجعلنا جميعًا أصدقاء.. نجحت وجعلتنا جميعًا همنا الأول والأخير هو المجلة ومستقبل المجلة.



حتى بعد خروجك من رئاسة التحرير ظل هذا الحلم موجودًا وظللنا نسعى وراءه.. نجحت فى أن تكون رئيس تحرير ناجحًا.. وأبًا حنونًا لكل واحدة منا.. وصديقًا عنيدًا ومشاكسًا طوال الوقت. 

نجحت يا أستاذ عبدالنور.. انتصرت وخسر الجميع.. خسر كل من راهن على هزيمتك أو ظن أنك اتهزمت.. 

أولاد عبدالنور الآن.. هن الصحفيات الموجودات الصامدات فى مجلتك التى لطالما أحببتها وحاربت من أجلها ونحن نحاول أن نكمل الطريق ولا نيأس. كما قلت لك من قبل.. حساباتنا لم تخرج منها يومًا.. نسير فى الطريق واسمك على أكتافنا وسيظل لآخر العمر يا صديقى.

انتصرت يا أستاذ عبدالنور.. انتصرت على الجميع.. كنت راقيًا.. مهذبًا.. عنيدًا وخلوقًا.. جعلت الجميع يحبك ويحترمك حتى رغم الخلاف.. نجحت يا أستاذى حتى وإن لم تلاحظ ذلك.

لن أعد ولن أحصى مواقفك الإنسانية الراقية معى ومع غيرى.. ولكن سأكتفى بأن أقول إننى فخورة إننى قابلت إنسانًا مثلك.. فتح الباب بطيب خاطر ليعبر منه شباب يبدأ طريقه واختصرت علينا عشرات السنوات من التعلم والحرب والمعافرة.. بالعكس.. كنت حاميًا لنا.. مدافعًا عنا.. معلمًا لا يمل.. تهيئ كل الأمور لتكلل طريقنا بالنجاح فى الصعود.

كعادتك تفاجئنى.. هذه المرة كانت المفاجأة قاسية.. وبها أيضًا درس.. آخر درس يا أستاذ.. وكالعادة فهمته واستوعبته. 

سلام لروحك يا أستاذى وصديقى.. لن أنساك.