السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لكـل لون معنى ومغنى

كيف صور الفنانون التشكيليون المرأة فى أعمالهم وما مفهومهم للجمال الأنثوى؟ وما هى الأفكار والمعانى الإنسانية التى ركز عليها هولاء الفنانون وما علاقة ذلك بإبراز مفاتن المرأة؟ 



وهل يختلف تناول هذا المفهوم عما إذا كان الفنان رجلا أو امرأة، وهل الأمر يرتبط بالدلالات الإنسانية والجمالية التى تتأكد من مفهوم فن التصوير نفسه أم أن الموضوع له علاقة بخبرات الفنان أو الفنانة ؟

كل هذه الأسئلة وعلامات الاستفهام، حاول معرض «تجليات الجمال الأنثوى فى التصوير المصري»، المعاصر الذى نظمته «قاعة ضي» بالزمالك مؤخرا الإجابة عليها، كما قامت القاعة بإصدار كتاب مهم للدكتور الفنان رضا عبد السلام بنفس العنوان ليجيب عن السؤال المطروح.. ما هو الجمال الأنثوى،وكيف يعبر عنه الفنانون والفنانات؟

المعرض شارك فيه 20فنانا وفنانة من مختلف الأجيال التشكيلية «11فنانة و9فنانين»، وكل واحد منهم ركز فى مشاركته على رؤيته الفنية للمرأة وكيف يراها موضوعا تشكيليا، أو بمعنى آخر كيف تتجلى المرأة فنيا للفنانين وكيف يستلهمونها كموضوع للفن.

وقد تنوعت رؤية هولاء الفنانين والفنانات ما بين من يراها رمزا للعطاء والخصوبة والأمومة، وبين من يراها رمزا للفتنة والإغواء، وهناك من استوحى تجربته النفسية والذاتية ليعكسها فى أعماله الفنية.

وكشف د. رضا عبد السلام فى الكتاب المصاحب للمعرض عن مفهوم الجمال الأنثوى وشرح فكرة التجلى التى تعنى الانكشاف أو الاتضاح عن المتجلى به من مواطن الجمال الأنثوى المبتكر الذى صاغه عدد من المصورين المصريين المعاصرين فى أعمالهم الفنية وفقا لرؤاهم وتقنياتهم وأساليبهم المتنوعة مؤكدا على أن تلك الرؤية تختلف من فنان لآخر وفقا لثقافته وخبرته ولا يرتبط ذلك بمدى جمال المرأة سواء كانت فائقة الجمال ام أقل حسنا وفتنة.

وأصل عبدالسلام مفهوم الجمال الأنثوى وشرحه باستفاضة فى الحضارات المختلفة وصولا الى رؤية الفن المصرى المعاصر وكيف اهتم بموضوع المرأة فنيا ومع التأكيد على أن تعامل الفنانين مع المرأة يظل موضوعا أثيرا ومحببا فى الفن التشكيلى فى كل الحضارات وباختلاف الجنسيات.

ورجوعا إلى معرض مفهوم الجمال الأنثوى فى التصوير المصرى المعاصر، فيحسب للقائمين عليه أنهم جمعوا بين أكثر من جيل سواء الرواد أو جيل الوسط أو جيل الشباب.

 

 

ففى المعرض تجد أعمالا للفنان الكبير الرائد محمود سعيد الذى تميزت أعماله فى رسم المرأة وخصوصا فى فن البورتريه سواء كانت لسيدات  من المجتمع الراقى أو لنساء شعبيات. ويضم المعرض أيضا مجموعة من الأعمال للفنان الكبير الراحل راتب صديق صاحب الأسلوب المميز فى رسم النساء وتأكيده فى أعماله على السرد والتعبير القوى.

أما الفنان الكبير حامد ندا فهناك لوحات فنية له بالمعرض تؤكد أسلوبه التعبيرى القوى واستلهام الفولكلور والتراث الشعبى مع إبراز فكرة الجمال الأنثوى المحتشد بتفاصيل العمل الفنى الذى يعالجه.

ومن جيل الرواد الى جيل الوسط يشارك فى المعرض الفنان صلاح عنانى بمجموعة من الأعمال التى تعبر عن أسلوبه الفانتازى الساخر والتقاط تفاصيل مدهشة من واقع المجتمع.

اما أعمال الفنان عادل ثروت ففيها تزاوج موحى بين التراث والتجديد وقدرته على تأكيد الهوية المصرية الممزوجة بسمات غنية على المستوى الجمالى والفلسفى.

ويشارك د. رضا عبد السلام بعدد من اللوحات التى تعبر عن رؤيته الفنية لعالم المراة التى مزج فيها بين التمثيلات الحسية والحروف الأبجدية.

ومن الأعمال المتميزة فى المعرض أعمال الفنان وليد عبيد التى تتميز بالجراءة وتتمرد على الواقع وتكشف عن معاناة المرأة النفسية والحسية ومشاكلها مع المجتمع أيضا.

 

 

 

وهناك أعمال مميزة للفنانة إيمان أسامة تهتم فيها بالجانب المفرح الذى يبعث على الامل والتفاؤل. 

أما الفنانة ميرڤت شاذلى فلها أعمال تستلهم فيها ملامح المرأة المصرية من واقع تجربتها الحياتية وخصوصية المكان الذى نشأت فيه «أسوان».

وتتألق أعمال الفنانات راندا فخرى وهند الفلافلى وفيروز سمير.وكذلك الفنان جرجس لطيف ابن الاسكندرية الذى يستلهم التراث القبطى فى أعماله بمهارة للتعبير عن قضية المرأة وكذلك أعمال الفنانة كاريل حمصى التى تمتلئ بالألوان والتفاصيل التمثيلية. 

وتميزت أعمال الفنانة أمينة سالم بالمزج بين الواقع والخيال لتعبر عن اهتمامات المرأة الحالية، وهناك أيضًا أعمال الفنانة عبير السيد بألوانها الموحية وحكاياتها المعبرة باللون والرمز.

 

 

 

كل هولاء الفنانين والفنانات نجحوا فى أن يعبروا عن مفهوم الجمال الأنثوى. وبالتأكيد فإن تجليات الجمال الأنثوى معرض مهم لموضوع يشغل بال الجميع دائما وهو المرأة.