الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
آسفة.. ظروفى لا تسمح بلقائكم فى عيد الحب

آسفة.. ظروفى لا تسمح بلقائكم فى عيد الحب

عندما سافرت لأمريكا أول مرة عام 2003 فى مهمة عمل.. كان من أحلامى زيارتها.. فالكل يتمنى  رؤيتها أو الهجرة إليها.. وأقمت بها ثلاثة أسابيع.. ومن حسن حظى حضرت الاستعدادات لأعياد الكريسماس.. وأول ليالى رمضان.. وكنت منبهرة بهذه الأجواء، ولكن فى نفس الوقت كنت أجلس مع المصريين من الأصدقاء والمعارف المقيمين هناك وأستمع لحكاياتهم فى العيش فى بلاد الأحلام أمريكا.



 

وبالطبع كانت اللقاءات قليلة والاعتذارات أكثر... فلقاء الأصدقاء رفاهية ليست متاحة للجميع.. فالكل يعمل طول الأسبوع من الصباح وحتى المساء ويوم الإجازة الأسبوعية يستغل فى الأعمال المنزلية.. وشعرت أن الناس كأنها فى ساقية تدور بانتظام.. ولو توقفت.. كل شىء يتلخبط ويمكن (مايلقوش  ياكلوا) حسب كلامهم.. وسمعت عن حكايات مأساوية من أجل الحصول على لقمة العيش.. فقلت لنفسى: عمار يامصر يا بلد المحبة والمودة ودفء الأهل والأبناء.

 

 

 

ولكن مرت السنين.. وتغيرت الأحوال.. وتغير نظام العمل فى الشركات الخاصة والمصانع الخاصة والصراع من أجل فرصة عمل تكفى متطلبات الحياة.. وقلّت المودة وتباعد الأهل والأصدقاء وانغمس الأبناء فى الصراع من أجل  الحفاظ على وظيفة تتيح لهم المعيشة الكريمة.. وهذا لا يحدث لفئة بعينها.. بل الكل يعيش فى هذا الصراع.. ونتيجة ذلك كثرت الاعتذارت عن اللقاءات بين الأصدقاء والأقارب وأصبح الغياب حتى عن الواجبات الأساسية.. كالعزاء والأفراح.. أو زيارة مريض أو حتى حضور تجمع أصدقاء فى مكان عام.. أو حتى حضور الاحتفالات والمناسبات العامة.. فالكل معذور والاعتذار يكون بسبب مقنع.. فتلتمس لهم الأعذار.. فالأسباب كثيرة.. إما لبعد المسافات.. وصعوبة المواصلات وارتفاع تكلفتها.. أو مرافقة لمريض.. أو مرافقة لأحفاد أبويهما فى عمل من الصباح للمساء.. أو أم طوال اليوم تقوم بأعمالها المنزلية، ثم تنتظر أولادها لمراجعة الدروس والواجبات  المدرسية.. الله يكون فى عون الجميع.. ونتقبل الأعذار لبعضنا البعض.. لأننا أصبحنا فى زمن  من لا يعيش فى هذه الساقية الدوارة من  أبنائنا  لا يجد قوت يومه.. فالعالم أصبح كله يعيش حياة المجتمع الرأسمالى الذى يتحكم فيه صاحب رأس المال بلا قلب.

 وآسفة أصدقائى على اعتذاراتى الدائمة لعدم الحضور للقائكم. وكل عيد حب واحنا أ3حباب وبخير.