السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ذاكرة التاريخ

ذاكرة التاريخ
ذاكرة التاريخ


فيها حب. عنف. انتصار. انكسار.. فيها ثورات ورسائل.. سنأخذ من ذاكرة التاريخ الطازجة رسالتين.. كتاب للأستاذة الباحثة الدكتورة «عزة عزت» وكتاب للدكتور «منير عبدالمجيد السيد».
 
∎ الرئيس الذى نريد
 
الرئيس الذى نستحق عنوان كتاب للأستاذة د. «عزة عزت» وقد صدر هذا العام 2014 وقبل أن أتحدث عنه أحب أن أشير إلى الكتاب البحثى السابق الذى صدر لها عام 2005 بعنوان «صورة الرئيس»، وقد كان خلال الفترة التى ظهرت فيها بدعة التوريث الجمهورى!!.
 
وضحت فيه صياغة الصورة الذهنية للشعوب عن الحكام والأبطال أصبحت علماً جديداً منذ منتصف القرن العشرين.. وتحدثت عن صورة الرئيس فى أمريكا والغرب عموماً وصورة الرئيس العربى، بحث تاريخى مفيد.. تحدثت عن تاريخ مصر قديماً وحديثاً، وتناوب الحكام عليها من الخارج.. وقد عرفت مصر نظم حكم مختلفة لسنين طويلة، وبعد طول صبر واحتمال المصريين لحكم أجنبى جائر جاء الوقت الذى تنسموا فيه عبير التحرر، وشعور الاستقلال بحكم فرد منهم فى ظل نظام جمهورى.. تحدثت الباحثة د.عزة عزت عن الرؤساء «محمد نجيب، جمال عبدالناصر، أنور السادات، وقد حذفت صورة حسنى مبارك من كتابها هذا بسبب رفض نشره فقد كان عاما لانتخابات الرئاسة بشكل ديمقراطى!!.. وكان مهماً نشره ذلك الوقت، وعلى أى حال نشرت ذلك الجزء عن «مبارك» فى هذا البحث الجديد عن «الرئيس الذى نريد.. الذى نستحق».
 
∎ سمات فى شخصية الرئيس
 
وليس فى صورته
 
فى هذا الكتاب تكتب د. عزة عزت عن السمات الشخصية وليس الصورة للرئيس والفرق شاسع بين الاثنين.. وتحدثت بإفاضة عن هذا الفرق وقد تتبعت الباحثة بالفعل ما يقوله المصريون تعبيرا عما يرغبونه من سمات الرئيس منها.. فاهم الواقع الحالى ومعطياته، لديه مشاريع لمصر، يكون همه الأول والأخير شعبه ويشعر بهمومه، تكون له إنجازات ترفع من شأن البلد، يوجد شكل من الحوار بين السلطة والشعب.. و.. و.. سمات كثيرة جيدة ذكرتها، وأثر السمات الشخصية فى الاختيار.. تحدثت عن اللعب على وتر التدين وما تريده الفئات المختلفة فى المجتمع.. وتعجبت الباحثة عن طرح أسماء المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية المصرية قد جاء بعد ثورة يناير 2011 مباشرة وقبل أن يقر دستور دائم للبلاد يحدد مواصفات هذا المسمى الوظيفى رئيس الجمهورية، وكتبت د. عزة عزت عن حوالى عشرين مرشحاً محتملا بالتحليل لشخصيته ووسيلته فى الدعاية.. تحكى الكاتبة الباحثة عن حال المجتمع المصرى المنقسم بعد اختيار الرئيس محمد مرسى بفترة قصيرة إلى أن جاءت الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو 2013 وتشرح لماذا فشل هذا الرئيس، وتشرح كيف عمت الفوضى فى البلاد بين مؤيدين للرئيس مرسى وشرعية وبين باقى الشعب المصرى.. وظهور حركة «تمرد» التى دعت إلى المظاهرة الكبيرة العارمة للإطاحة بالرئيس «مرسى» وجماعته.. ومساندة الجيش للمظاهرة وظهور نجم «عبدالفتاح السيسى» رئيس الجيش.. وقائده.. وكتبت عن رسالة التاريخ الطازجة التى عشناها و إنقاذ ثورة 25 يناير 2011 بالثورة الثانية 30 يونيو 2013، ومن مشاهدات د. عزة عزت كتبت عن احتمال كبير أن يختار معظم الشعب المصرى قائد الجيش رئيساً للجمهورية إذا رشح نفسه.. وظهر هذا الكتاب قبل أن يرشح نفسه وقبل احتفالات القوة الكبيرة من الشعب المصرى بنجاح الرئيس الذى نستحق.. عبدالفتاح السيسى.
 
∎ الصحة النفسية للمواطن المصرى من ثورة 25 يناير إلى ثورة 30 يونيو
عنوان كتاب للدكتور «منير عبدالمجيد السيد»، موسوعة كبيرة وكاتبه أيضاً موسوعة من دراسته للتاريخ والصحافة ثم تحوله إلى الدراسات النفسية وبالذات الإرشاد النفسى الذى درسه فى جامعات أمريكية.. متشجان وأنديانا. ثم الدكتوراه فى علم النفس التعليمى من جامعة المنصورة، وقد عمل سنين طويلة فى منظمة اليونسكو مستشارا فى تخصصه، وقد صدر كتابه هذا العام 2014 شارحاً الصحة النفسية للمواطن المصرى منذ طفولته وإلى جميع مراحل عمره، ليفهم أن الصحة النفسية تؤثر على الصحة الجسدية ليعرف ما ينفعه وما يضره فى عدة فصول من الكتاب، ويضيف إليها شرح بعض نظريات علماء النفس القدماء والمحدثين فى أساس الصحة النفسية مثل نظرية «فرويد» ونظرية «يونج» وغيرهما من علماء النفس ليفهم المواطن المصرى أهمية معرفته بنفسه.
 
ويتحدث د. منير عن التكوين البيولوجى للفرد وأهميه صلاحية الجهاز العصبى وكيفية المحافظة عليه ويشرح لماذا تغير السلوك للمواطن المصرى بما رصده العالم النفسى المصرى د. «أحمد عكاشة» وبدراسته التاريخية والجغرافية يشرح البيئة المصرية وأثرها على الصحة النفسية وما يعترى مصر من تغيرات مناخية شديدة من الحرارة والبرودة ويضيف إليها الضوضاء والزحام وكلها عوامل مثيرة لأعصاب البشر.
 
ويكتب عن حقوق الإنسان كما رصدها قديماً وحديثاً، ويشرح حقوق الإنسان العربى من الميثاق الذى صدر فى أوائل تسعينات القرن الماضى وحقوق الطفل بشكل خاص.
 
∎ المثالية فى كل أمور الحياة
 
فى كتابه يركز د.منير على التعليم الجيد منذ الطفولة وكيفية تعليم الطفل الوطنية، ويشرح طرقاً مبتكرة للتدريس وكيف يجب أن تكون الإدارة المدرسية، وضرورة الأنشطة الرياضية والعلمية والفنية، والثقافة المتنوعة، والأسرة من الأبواب الهامة.. يتحدث عن الحب والخطوبة والزواج وتربية الأطفال.. ويشرح الأسباب التى تقود إلى الزواج الناجح وأسباب فشل الزواج.. ويجمع آراء شباب من الجنسين عن اختيارهم لشركاء الحياة، ويهتم د. منير فى كتابه بالتربية السياسية وكيف يجب أن تكون بعد ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو 2013.
 
∎ يوميات الثورة
 
يخصص د.منير جزءا من الكتاب عن بعض أحداث ثورة 25 يناير بتاريخ اليوم الذى حدثت فيه وما كتبته الصحف، ويرصد أسباب ثورة 30 يونيو والانقسام الذى حدث بين المواطنين، وانتشار الخوف والتوتر وتوقع المصائب وفقد المواطن المصرى الشعور بالأمن، ويعتبر أن هناك أسباباً فى جذور المجتمع المصرى تؤدى إلى هذه النتائج المؤسفة!! يشرحها من وجهة نظره.. كما يكتب فى هذ اليوميات وقائع تشكيل الوزارات المتعاقبة من بداية ثورة 25 يناير 2011 إلى ثورة 30 يونيو 2013 باعتبار إنه جزء خاص للتاريخ لمن يقرءون الكتاب فيما بعد.
 
∎ التوصيات
 
أهمية هذا الكتاب أن يشعر المواطن بالأمن والثقة بالنفس التى تدفعه إلى الاختيار الصحيح لحياته عموماً، وسمات مثالية للتعاون وقبول الآخر والترابط بين أبناء المجتمع لصحة الفرد النفسية وصلاح الوطن.. وفى نهاية الكتاب يكتب د. منير بعض التوصيات لمؤسسات المجتمع أولها الأسرة وما عليها من تربية الأبناء بالحب والاحترام والتشجيع وعدم القهر.. ويشرح ما تقوم به المدرسة بالطرق المبتكرة للتدريس، وما يجب أن يقوم به الإعلام المصرى من مراعاة أسلوب الحوار، وأن تهتم الجامعات بالبحث العلمى.. وما يجب أن تقوم به الأحزاب السياسية التى زادت أعدادها، وما يجب أن تنشره النوادى الرياضية بإعلانها عن تنويع الرياضة البدنية وتسهل للشباب الانضمام لها فهى ضرورة له جسمانياً ونفسياً كما أنها الزاد الذى يعتمد عليه المسنون فى صحة جسمية وعقلية ونفسية.
 
وكما كتب د. منير فى مقدمة كتابه.. إن كان المصريون قد ثاروا فى يناير 2011 ويونيو 3102. ثورتان عارمتان نتيجة للظلم والقهر، وظهرت للأسف صراعات بين المواطنين فى أعقاب ثورة يونيو لكن هاتين الثورتين إن شاء الله تنفضان عن كاهل الشعب آثار السنين الماضية وتكون بداية الاستقلال والحرية والإبداع والإنتاج والفاعلية والعدالة الحقيقية والسير فى طريق التقدم والصلاح والصحة النفسية.