«برازوكـا» تسبب الرعـب للحراس فى البرازيل

محمد عبد العاطي و كريم عبد الكريم
فى كل نسخة من كأس العالم يدور الجدل حول الكرة الجديدة التى ستخوض بها الفرق منافسات البطولة.. وكانت المفاجأة فى ظهور تلك الكرة المسماة «برازوكا» والتى أصبحت بمثابة الشبح القاتل الذى يهدد حراس المرمى بسبب التصميم الغريب لها.. وأصبح الشغل الشاغل لصانعى الكرات التى تستخدم فى كأس العالم هو كيفية إجراء تعديلات كل عام لخداع حراس المرمى من أجل زيادة نسبة الأهداف فى كل نسخة من نسخ المونديال لإضفاء المتعة بين الجماهير.
ولكن جاء التصميم الحالى للكرة «برازوكا» ليشكل ضغطا كبيرا على حراس المرمى بسبب السرعة الكبيرة التى تتحرك بها الكرة والتصميم الغريب الذى يتسبب فى خداع بصر الحراس إذا ما سدد أحد اللاعبين الكرة بقوة، حيث تدور فى الهواء ويعمل التصميم ذو الألوان المتداخلة على خداع البصر ولا يكتشف الحراس مكان الكرة إلا وهى مستقرة فى الشباك.
وتحمل «برازوكا» الرقم 12 بين الكرات المستخدمة فى كأس العالم حيث ستحل محل الكرة «جابولانى» التى تم استخدامها فى كأس العالم الماضى فى جنوب أفريقيا 2010 وتسببت فى الكثير من المشاكل لحراس المرمى.
وجاء تصميم «برازوكا» على شكل الأساور الملونة التى تستخدم بين المواطنين البرازيليين وتجلب لهم الحظ، حيث تتداخل الألوان الخاصة بها وتتكون من ستة أشكال متماثلة ومتداخلة فى الوقت نفسه ورغم أن الكرة يصعب على الحراس الإمساك بها فإنها تمنح اللاعبين الفرصة للسيطرة عليها مما يمثل انحيازها للاعبين ضد الحراس وبالتالى كانت الكرة محل انتقاد من كل من «إيكر كاسياس» نجم ريال مدريد والمنتخب الإسبانى حامل اللقب ولعل الهزيمة الكبيرة التى تعرض لها الفريق بخمسة أهداف قد يكون سببها هو استخدام مثل هـذه الـكـرة والتـى تمنــح أصحاب الأداء الهجومى أفضلية كبيرة عن أصحاب الأداء الدفاعى للخروج من المباريات بأقل الخسائر.
واشتكى «ديفيد أوسبينا» حارس منتحب كولومبيا من الكرة «برازوكا» حيث اعتبرها خفيفة الوزن وبالتالى ستكون سرعتها أكبر من المعتاد..وتزن الكرة 437 جراما وقد اختبرت لمدة عامين ونصف العام من قبل 600 لاعب و30 فريقا حول العالم وتم تجريبها فى ثلاث قارات مختلفة بعد أن منحت الشركة المصنعة لها عدة مرات لكثير من الاتحادات الأهلية لتجريبها.
وقبل أن يتم اعتماد الكرة «برازوكا» قامت شركة برازيلية بتصنيع كرة أطلقت عليها «جوردوشينيا» وثار جدل بين روماريو عضو البرلمان البرازيلى والشركة المصنعة للكرة الرسمية حول عدم اعتماد هذه الكرة التى تحمل هذا الاسم بدلا من برازوكا والتى تعنى «برازيلى» معتبرا أن اسم «جوردوشينيا» أقرب إلى البرازيليين ولكن الشركة المصممة أكدت أنها اختارت الاسم بعد تصويت تم عبر الإنترنت وشارك فيه أكثر من مليون مشجع ولا يمكن تغيير الاسم لتبقى «برازوكا» صامدة أمام الانتقادات التى توجه نحوها.
ورغم الجدل تم إنتاج الكرة «جوردوشينيا» والذى يعود تاريخ ظهور هذا الاسم إلى مطلع السبعينيات عن طريق المعلق أوسمار سانتوس ولكنها لن تكون حاضرة فى المونديال بعد أن استغلت الشركة هذا الجدل الذى تسبب فى زيادة الدعاية للاسم وقامت بتصنيعها.
ويبدو أن استخدام تقنيات الكرات خفيفة الوزن سيستمر طويلا بعد أن بدأ تطويره من خلال الكرة «تانجو 12» التى لعبت بها أوروبا اليورو، والكرة «كافوسا» التى خاضت بها البرازيل كأس القارات العام الماضى ثم جاء التصميم المرعب للكرة «برازوكا» من خلال زيادة الألواح المتماثلة والألوان التى تتسبب فى التداخل وخداع البصر.
ويعود تاريخ إطلاق الكرات المخصصة لكأس العالم إلى 1970 بالمكسيك بعد أن تم إطلاق الكرة «تليستار» والتى أحدثت ضجة وقتها بسبب تصميمها المختلف وغير المعتاد، وحتى مع حلول مونديال 1974 بألمانيا الغربية تم اللجوء إلى الاسم مرة أخرى لاستخدامه فى الكرة الرسمية وكان «تليستار دورلاست».. واستوحت البرازيل الاسم «تانجو» لتمنحه للكرة التى لعب بها مونديال 1978.
واستمر الصخب مصاحبا للكرة التى لعبت بها الأرجنتين المونديال ليصل إلى إسبانيا عام 1982 عندما نظمت البطولة وأطلقت اسم «تانجو إسبانيا» على الكرة الرسمية للمونديال.
ولجأت المكسيك لاسم «أزاتيكا مكسيكو» لإطلاقه على الكرة التى خاضت بها المونديالم 86.
وفى مونديال إيطاليا 90 والتى خاضته مصر وقتها لعب الفراعنة بالكرة التى حملت اسم «ايتروسكو أونيكو».. وفى مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 ظهرت الكرة «كويسترا».. أما فرنسا فقد أستخدمت الكرة «تريكولور» 98.
ومع حلول الألفية الجديدة والتنظيم المشترك بين كوريا الجنوبية واليابان لنسخة المونديال عام 2002 ظهرت الكرة المثيرة للجدل فى تصميمها «فيفيرنوفا» وحل بعدها اسم «تيمجايست» فى مونديال 2006 بألمانيا و«جابولانى» فى جنوب أفريقيا 2010.
ثم أخيراً جاء مونديال البرازيل 2014 وفى جعبته الكرة «برازوكا» التى سببت رعبا لكل حراس المرمى.