الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السيسى يرسم خارطة طريقه فـى قصـر الاتحاديـــة

السيسى يرسم خارطة طريقه  فـى قصـر الاتحاديـــة
السيسى يرسم خارطة طريقه فـى قصـر الاتحاديـــة


فى أول خطاب له كرئيس.. وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى الملامح الأولى التى سيرسم عليها خارطة طريقه فى قصر الاتحادية، فأمام الملايين التى وقفت تشاهد رئيسها المنتخب، وهو يلقى بكلمته الأولى من قصر القبة.. وقف الرئيس السيسى يعد المصريين بغد أفضل لكنه لن يأتى عشية يوم تنصيبه، سيكون نتاج عمل وجهد منه ومن الشعب المصرى أجمع.
 
بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته الأولى بتأكيده أنه يعى ويقدر تماما الإرث الثقيل من التجريف السياسى والتردى الاقتصادى والظلم الاجتماعى وغياب العدالة التى عانى منها جميعا المواطن المصرى لسنوات ممتدة، وأنه لن يدخر جهدا لتخفيف معاناته ما استطاع، فلن يعارض مقترحاً فى صالحه وسيتخذ ما يمكن من إجراءات للبدء فى تحسن أوضاعه، ولن يتوانى يوماً أن يضمد جراح أى مصرى أو أن يساهم فى تخفيف آلامه أو تبديد خوفه على أحد من أبنائه.
 
وأكد السيسى أنه يتطلع إلى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن، تصالح مع الماضى وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه، وتصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا فى حقه أو اتخذوا من العنف منهجا.
 
كما أنه يتطلع إلى انضمام جميع أبناء الوطن، كل من يرون مصر وطنا لنبنى سوياً مستقبلا لا إقصاء فيه لمصرى، وتحقيق العيش والحرية والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، أما من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر، فلا مكان لهم فى تلك المسيرة، فلا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذى نريده لأبنائنا، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.
 
وتحدث السيسى أيضا عن تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها، وأكد أن ذلك يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب، ومن ثم فإن دحر الإرهاب وتحقيق الأمن يعد على رأس أولويات مرحلتنا المقبلة، ولذا فإنه سيعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام، وإعادة الأمن والاطمئنان النفسى للمواطن المصرى.
 
وذلك لأننا بحاجة إلى تحديث المنظومة الأمنية وقدرة العاملين بها وإعادة نشر الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى وإرساء علاقة صحية بين أجهزة الأمن والشعب، تحكمنا مبادئ القانون وصون الكرامة واحترام الحرية، ويتعين أن يتواكب مع ذلك اهتمام مكثف من النواحى الوظيفية والإنسانية لرجال الشرطة البواسل وأسرهم غاية تتناسب مع حجم التضحيات التى قدموها والتى سيقدمونها من أجل سلامة هذا الوطن وأمن مواطنيه، كما أن المرحلة المقبلة تتطلب دوراً وطنياً لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لازدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم.
 
 وأشار إلى أننا مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية ولاسيما فى بلادنا التى يتوفر فى مقوماتها فرص جيدة لنجاحنا معاً دون تعارض بل يكمل كل منهما الآخر، وتنعكس تنمية كل قطاع منهما إيجابيا على الآخر، ويتعين النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصرى والسبيل إلى خلق فرص العمل وتشغيل الشباب، لا سيما من خلال تشجيع إقامة الصناعات كثيفة العمالة.
 
∎ خطاب متوازن
 
يعقب على الخطاب الرئاسى د.جمال عبد الجواد - رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيقول: أرى أنه خطاب جيد جداً به رؤية واضحة للقضايا المتعلقة بالتنمية بأوجهها المختلفة، متوازن لا يوجد به تطرف لأى اتجاه دون الآخر.. تكلم عن الاستثمار ورجال الأعمال والمشروعات الصغيرة، كما تحدث عن المدينة والقرية، ولم ينس شيئا.
 
لكن أهم ما لفت نظرى هو تركيزه على الثقافة ودور المثقفين والحركة الثقافية فى المرحلة المقبلة، وتركيزه على الأخلاق والسلوك الذى عادة ما يخاف السياسون الحديث عنه، والحقيقة أن ذلك ليس بجديد عليه، فقد تحدث عنه فى لقاءاته قبل ذلك.
 
وأنا أعتقد أنه عندما قال إنه لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها كان يقصد الإخوان على وجه التحديد، فهم يحاولون خلق دولة داخل الدولة لأنهم كانوا تنظيما سريا، ويقصد أيضا الجماعات المتطرفة الأخرى.
 
كما أعجبنى أيضا رسائله للشباب عندما قال: إن الشباب هم من سيبنون مصر، ولن تكون هناك نهضة إلا بهم.
 
∎ إنجازات حقيقية
 
وأنا أرى أن الشباب لن يقتنع إلا بوجود إنجازات على الأرض،كما أنه من الممكن أن يقدم بادرة حسن نية كالإفراج عن بعض الشباب الذين لم يرتكبوا مخالفات جسيمة،فقط اشتركوا ببعض التظاهرات ليثبت لهم أن الدولة لا تستهدفهم بل على العكس.
 
نفس الأمر عندما تحدث عن سد النهضة،فاختياره للدبلوماسية كان صائبا فكونك تعترف بحق أثيوبيا فى التنمية،وتطالبهم وتضغط عليهم ليعترفوا بحق مصر فى الحياة،وكما قال النيل حياة.ونلاحظ أن عبدالفتاح السسيسى القائد العسكرى يتحدث بالدبلوماسية كحل، ولم يلجأ للتلويح بالقوة فى كلامة بعكس الرئيس السابق.
 
أما عن المشهد الصباحى وقت تسلم وتسليم الحكم، فأنا أرى أن الحضور العربى والإفريقى والدولى يعكس تحالفات مصر الفترة القادمة، فقد رأينا حضوراً خليجياً مكثفاً بالإضافة إلى التمثيل الإفريقى وأنا اتصور أنهم الكتلة التى ستسير مصر من خلالها الفترة المقبلة، فكل الرؤساء الذين حضروا التنصيب يبعثون برسالة وهى نريد صداقة مصر.
 
أما الآخرين فحضورهم كان بروتوكوليا أكثر، فالمستوى الأمريكى والأوروبى جاء ضعيفاً، ويعكس التوتر الذى مازال يسود الأجواء بيننا وبينهم، لكن الأمر فى مجمله كان جيداً ونحن الآن أمام عبدالفتاح السيسى وهو رئيس يستند إلى قوة إقليمية كبيرة وقوية فاعلة، ويكفى التكتل الخليجى الذى يعتبر الأهم فى العالم هذه الأيام.
 
وعن تجديد الخطاب الدينى فإن أهميته تنطوى على تعزيز الجانب القيمى والأخلاقى تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الإسلامى الحنيف وتشكيل عقول ووجدان المسلمين سفراء هذا الدين الذين يقدمونه إلى العالم.