الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وزارة الشحات الأنيــق

وزارة الشحات الأنيــق
وزارة الشحات الأنيــق


شحات واتنين وتلاتة.. كل متر فيه شحات.. أرض مصر تم تقسيمها ملكية خاصة للشحاتين.. فى المواصلات شحات.. فى الشارع شحات.. على باب الشقة شحات.. بجوار شباك السيارة شحات.. أنا شخصياً أصبحت ملكية خاصة للشحاتين.. لم يصبح الهدف فقط هو استنزافى مادياً.. بل أصبحت على يقين من أن هناك خطه لاستهدافى.. انتمائى مستهدف.. فأى بلد تستطيع أن تحبها إذا شعرت بأن بها كماً هائلاً من المرضى والمعاقين والمشردين والأطفال والكبار السن ليس لهم مأوى... لا يملكون عملاً ما.. لا يملكون قوت وجبة وليس يوم كامل.. حالتى النفسية مستهدفة.قل لى كيف تبدأ يوم عملك وقد صادفك ما بين عشرة إلى خمسة عشر شحاتاً فى فترة ما بين خروجك من منزلك صباحاً ووصولك إلى مقر عملك وقد يصبح هذا الرقم مضاعفاً وأنت فى طريقك إلى بيتك بعد الانتهاء من العمل.. .
 
حقيقة أن الشحاته لم تعد مقصورة على الشحات نفسه بل هى أصبحت نوعًا من أنواع «البونس»، على عدد من الوظائف الأخرى.. السايس شحات.. البواب شحات.. عامل الديلفرى شحات.. عامل البنزينة شحات هل تستطيع تتبع كلمة شحات فى المقدمة السابقة؟.. قواعد الصحافة المهنية توصى بعدم تكرار كلمة واحدة بشكل كبير فى فقرة واحدة ولكننى كنت فقط أحاول تقريب الصورة ووضعك عزيزى القارئ فى «مود» شبيه بحالتى حتى يتم استفزازك فكريا وتشاركنى الرأى والتفكير والقرار فى صنع وزارة «الشحات الأنيق».
 
وزارتى ليس الهدف منها القضاء على الشحاتة ولكنها مجموعة من القرارات لتقنين الشحاتة.. لتجميلها وإضفاء قليل من الرقى عليها.. وفى ظل عهد رئاسى جديد لا يليق أبدا بمصر أن تكون بهذا القدر من القبح والمهانة، لذا أنا أقدم للحكومة الجديدة حقيبة وزارية إضافية من صنع يدى وأفكارى على أمل أنها قد تعدل فى الأمر شيئًا.
أولاً: مواصفات الوزير
 
صغير السن مبدع... ولديه أفكار خلاقة... معتاد على السير فى الشارع وركوب المواصلات.. مجبر شهرياً على دفع ربع دخله للشحاتين.. مقتنع بفكرة التكافل الاجتماعى ولكنه يمتلك جهازًا حساسًا لمعرفة الشحات الكاذب من الحقيقى.
 
ثانياً: أهداف الوزارة
 
تقوم الحكومة بتجهيز عدد لا بأس به من المراقبين المتخفيين للتواجد فى الشوارع والأماكن العامة لمراقبة سلوك الشحات وأماكن تواجده.
 
تعطى الوزارة مهلة 6 أشهر لأى شحات للتوجه إلى مقارتها وتسجيل بياناته وبحث حالته.
 
بعد إجراء بحث الحالة تعطى الوزارة رخصة العمل للشحات الذى يستحق وسيكون لها شكل مميز يعلن فى التليفزيون وعلى الجمهور أن يتعامل فقط مع الشحات الذى يملك الرخصة ويجب أن تتوافر به شروط محددة وهى:
 
1- يمنع منعاً باتاً إعطاء الشحات رخصة العمل إذا كان فى الشريحة العمرية ما بين 18 و55 عاماً.
 
2- يمنع منعاً باتاً إعطاء الرخصة للأطفال دون السن.
 
3- يمنع إعطاء الرخصة لأى شخص مريض بمرض معدٍ أو لديه إعاقة ما مؤذية للنظر.
 
4- يمنع أن تمنح الرخصة لرجل وسيدة متزوجين .
 
5- يمنع أن تمنح لشخص لديه عائل مثبت فى الأوراق الرسمية مثل الزوج أو الأب.
 
منح جائزة سنوية لأكثر شحات ملتزم بالقواعد وأكثر شحات مبتكر فى طرق الشحاتة الأنيقة.
 
فرض ضرائب سنوية على الشحات يقدرها المراقبون فى الشوارع.
 
تقنين عدد الشحاتين فى كل شارع بموجب اثنين فى كل شارع مع منع الشحات الواحد من العمل لأكثر من ثلاثة أيام فى الأسبوع.
 
يوم الجمعة إجازة إجبارية للشحاتين ويحظر تواجدهم فى الشوارع وفرض الغرامة على أى شحات يخترق النظام وأى شخص من الجمهور يتعامل معهم.
 
منع البقشيش منعاً باتاً داخل المحلات والكافيهات وفى البنزينات والجراجات مع إجبار أصحاب الأعمال على دفع مرتبات مرضية لتلك الأعمال.
 
منع الشحات من حمل طفل سليم أو مريض أو اختلاق عاهة أو مرض وفرض عقوبات وغرامات صارمة على من يخالف ذلك.
 
تلزم المستشفيات الخاصة بعلاج حالات الأمراض الحقيقية بدون تكاليف مع حظر تواجدهم فى الشوارع بعد تماثلهم للشفاء.
 
إنشاء دار كبيرة فى كل محافظة لتجميع الشحاتين أصحاب الإعاقات المزمنة ومنحهم حياة كريمة آدمية ودار مماثلة لتجميع أطفال الشوارع وإجبارهم على تعلم القراءة والكتابة وإتقان حرفة محددة حتى يعمل بها فور وصوله إلى 18 عامًا ويمكن فتح باب التبرع للصرف على تلك المؤسسات.
 
ثالثاً: الخطة الخمسية الأولى
 
تقنين عدد الشحاتين فى جمهورية مصر العربية على ألا يزيد عددهم عن خمسة آلاف شحات خلال أول خمس سنوات.
 
محاولة البحث عن مواهب فنية فى عدد من الشحاتين وممارستها فى الشوارع أسوة بأوروبا والدول المتقدمة.
 
قتح باب التطوع لحملة «مصر بدون شحاتين» لعدد من الشباب المؤمن بالفكرة لتوعية الجمهور وتقليل عدد المتعاونين مع الشحاتين.
 
توقيع اتفاقية للتعاون المشترك مع عدد من المصانع والشركات لتدريب وتوظيف خمسة من الشحاتين والمشردين وفى حالة زيادتهم عن خمسة يتم خصم نسبة محددة من الضرائب فى المقابل.
 
التعاون الفعال ما بين وزارة الداخلية ووزارة الشحات الأنيق حتى يتم القبض على كل عصابات التسول وتغليظ العقوبات عليهم حتى تصبح الشحاته عملاً فرديًا لا جماعيًا ولذلك يسهل تقنينه وضبطه والتعامل معه.
 
منع الشحات من التواجد فى أماكن التجمعات العامة مثل المواصلات والأسواق التجارية والمطاعم والكافيهات والأماكن السياحية وفى حالة العثور على أى شحات فى تلك الأماكن يتم سحب كل ما فى حوزته من أموال تم جمعها بواسطع موظفى الحكومة. 
 
تلك كانت أهداف حقيبتى الوزارية الجديدة.. حاولت فيها طرح عدد من الأفكار قابلة التنفيذ لم أشطح بخيالى كثيراً بل حاولت قد الإمكان التعامل مع واقع أليم.. فقط أردت رؤية شوارع أجمل وأرقى... فقط حاولت رؤية نفسى وشعبى أصحاب عزة وكرامة كما كنا من قديم الأزل.. إذا استمررنا على هذا الحال لا أستبعد أن تحظى مصر بالمرتبة الأولى عالمياً فى عدد الشحاتين كما حزنا بجدارة على مرتبة متقدمة فى التحرش الجنسى .. ومرتبة متقدمة أخرى فى الطلاق وأطفال الشوارع والباعة الجائلين والأزمات المرورية والتلوث.. كلها كوارث تستحق وزارات تعمل بجد واجتهاد.. نسيت نقطة مهمة من أين ستأتى وزارتى الجديدة بميزانيتها.. الأمر ليس بالصعب أبدا ليس مطلبًا من كل مواطن أن يقوم بدفع ربع ما كان يدفع للشحاتين والبقشيش وستتوفر لدينا ميزانية مهولة لتنفيذ أهداف الوزارة ولن يكون هناك أزمة ثقة.. فبمجرد أن يرى المواطن شوارع خالية من الشحاتين سيبادر بدفع نصيبه من الميزانية.