الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنـــا بــــابــــا يــــلا

الأبن لأبوه

هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟! 



غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.

 

الأب: يا وليد.. تعالَى.

وليد: أيَْوَه يا بابا.

الأب: أختك فين؟

وليد: معرفش.

الأب: أمّك فين؟

وليد: معرفش. 

الأب: يا ابنى إنت دائمًا معندكش فكرة عن أى حاجة؟!

وليد: يا بابا أنا مالى! هو أنا هنزل وراهم! 

الأب: لا تهتم.. تاخد بالك من أهل بيتك.

 

 

 

وليد: وأنا مين ياخد باله منّى؟

الأب: كلنا واخدين بالنا منك يا عديم النظر والإحساس.

وليد: يا سلام! فين ده؟!

الأب: مين بيفطرك؟ مين بيغسلك هدومك..مين بياخد باله منك وانت عيان؟! مين لمّا بتزعل بيدخل يسألك مالك؟ مين اللى لمّا بتتأخر بيسأل عليك؟ ويقلق عليك؟!

وليد: وينكد عليك ويزعق فيك ويبعتك مليون مشوار وينتقد كل حركة وكلمة ويحسّسك إنك فاشل ومش نافع!!

الأب: إنت إيه يا ابنى؟ شايل فى قلبك كده ليه؟! ده احنا أهلك مش أعداءك. 

وليد: بابا.. حضرتك عايز منّى إيه دلوقت؟! 

الأب: عايزك تبقى بنى آدم.

وليد: أنا بنى آدم على أد ما أنا قادر! 

الأب: يا ابنى دلوقتى أنا لمّا أموت.. إنت هتبقى إيه؟ 

وليد: يتيم؟! 

الأب: شحط ويتيم! ماشى يتيم وإيه؟! 

وليد: يتيم ووارث؟! 

الأب: يخرب بيتك! مااااشى يتيم ووارث وإيه؟! 

وليد: وحُر طليق؟!

الأب: نهارك أسْود.. هو أنا كابس على نفسك يا ابنى؟! 

وليد: يا بابا بقى بطَّل فوازيرك دى! 

الأب: يا ابنى أنا مش بقول فوازير أنا بسأل على حاجة مهمة.. أنا مش موجود مين مكانى؟! 

وليد: ماما.

الأب: ممممم.. وماما هتبقى محتاجة معاها إيه؟ 

وليد: آه وحضرتك مش موجود يعنى؟

الأب: أيوه.. يا مسهل.

وليد: فلوس كتير.

الأب: أدعى عليك بإيه وإنت فيك كل العِبَر.. غير الفلوس مين هيساعدها؟! 

وليد: آه فهمت.. منّة.

 

 

الأب: أستغفر الله العلى العظيم.. ومين بقى هيواجه معاها الحياة ويصبّرها إنى مش موجود؟! 

وليد: لا ماما قوية.. دى هتمشى الدنيا أحسن من الأول على الأقل هترتاح من الخناق!

الأب: أقوم أطفش.. أروح أرمى نفسى من البلكونة؟ إيه يا ابنى انت مش طايقنى؟ أنا أقصد إنت تبقى مكانى.

وليد: اااااه.. فهمت.. يا ريت أبقى مكانك.. أقعد كده الصبح يتحضّر لى فطار.. عايز أى حاجة أطلبها منهم حتى الريموت على الترابيزة.. أمَشّى رأيى حتى لو غلط.. أرجع أنام أصحى آكل وأرجع أنام … ياااااه موافق. 

الأب: هو ده أنا ؟! إنت شايفنى كده؟! ماليش لازمة يعنى؟!

وليد: لا أكيد يا بابا لك لازمة بس إنت مرتاح يعنى.

الأب: وإنت بقى تعبان!

وليد: أنا شقيان.

الأب: قوم من وشّى.. قووووم.

وليد: آه وأزعق لمّا النقاش مايعجبنيش وأطردهم من قدامى.

الأب: اطلع بَرّه يا عاق.

وليد: يا بابا. 

الأب: أنا بابا؟! ده انت اللى بابا! 

وليد: سؤال.. هو ليه أنا المفروض أبقى عارف ماما ومنّة فين وحضرتك لأ؟! 

الأب: وليد.. أنا آسف.