الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

للمرة المليون: نتفليكس فى مرمى النيران

مشاهدون بالملايين لأفلام «فظيعة»

البطلة آنى والفتاة المحظوظة على قيد الحياة
البطلة آنى والفتاة المحظوظة على قيد الحياة

تجددت الاتهامات لشبكة نتفليكس بدعم الشذوذ والإباحية، إضافة إلى اتهامات جديدة بدعم العنف الجنسى وسط جدل أحدثه آخر إنتاجها على مواقع التواصل ببلدان أوروبا والعالم العربى.



وفى بعض البلدان الأوروبية تداول رواد مواقع التواصل والأوساط النقدية ما أسموه «قائمة أفلام رائجة رغم فظاعتها»، فى الوقت الذى تصاعدت فيه حملة هجوم مضافة بعد عرض فيلم «فتاة محظوظة»

منذ إطلاقه أول أكتوبر تعرضت «نتفليكس» لانتقادات بسبب المفاجأة بمقاطع وحشية من العنف الجنسى، فى فيلم «فتاة محظوظة» الذى تم تسويقه على أنه فيلم إثارة يعكس أهمية تمكين المرأة والاحتفاء بها.

والفيلم بطولة ميلا كونيس، وهو مقتبس من رواية حققت مبيعات خيالية تحمل الاسم نفسه من تأليف جيسيكا نول. ويحكى قصة «آنى فانيلى» الصحفية التى حققت نجاحات فى سيرتها المهنية، بعدما عانت من أحد أكثر حوادث إطلاق النار دموية فى تاريخ المدارس فى الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، تحاول الفتاة إعادة اكتشاف نفسها لتصبح امرأة ناجحة فى نيويورك مع خطيبها الثرى.

إلا أن كل ما تقوم به يتعرض للخطر عندما يبدأ أحد العاملين فى التحقيق فى ماضيها، ليكشف تعرضها لتنمر حاد فى مدرستها على يد بعض ضحايا إطلاق النار.

 

ليوناردو دى كابريو وجينفر لورانس فى «لا تنظر إلى الأعلى»
ليوناردو دى كابريو وجينفر لورانس فى «لا تنظر إلى الأعلى»

 

الجانب الأكثر ترويعًا تكشف فى تعرضها لاغتصاب جماعى.؟

هذه الانتهاكات تم تصويرها كاملة. 

تعرضت آنى للاغتصاب من ثلاثة من زملائها، بمن فيهم صديقها ليام.

الاغتصاب الثالث والأخير كان الأصعب من حيث المشاهدة. فقد لاحظت آنى أنها تنزف، وبعد محاولتها الحصول على الماء، ألقى دين الشاب المتنمر فى المدرسة بها على السرير، وقام باغتصابها فيما كانت تصرخ وتكرر القول «لا» و«توقف» مرات عدة، حتى تمكنت فى نهاية المطاف من إبعاده عنها والفرار.

اللحظات المأساوية للغاية، لم يتوقعها المشاهدون لأنها كانت مفاجئة إضافة لعدم وجود تنبيه مناسب إلى المحتوى فى بداية الفيلم.

وأدت المشاهد إلى غضب واسع وبدأت رابطات النساء الناجيات من الاعتداء الجنسى إلى التعبير صراحة عن انتقادات واسعة تداولتها الصحافة ووسائل الإعلام فى الولايات المتحدة.

وكيارا تشارتريس المؤسسة المشاركة لموقع  «I Am Arla» هى منصة للناجيات من الصدمات، قالت إنها «فوجئت بالمشاهد المعروضة» لم أكن مستعدة لها على الإطلاق. إنه يتعارض مع العمل الذى أقوم به، ليس فقط بصفتى إحدى الناجيات، ولكن كإنسانة، كى أتمكن من اتخاذ خيار عملى فى شأن ما إذا كنت مستعدة لمشاهدة حوادث صادمة على الشاشة أم لا».

وبعدما نشرت رأيها فى هذا الإطار على وسائل التواصل الاجتماعى، تلقت تشارتريس فيضًا من ردود الأفعال من الناجيات الأخريات وسط حملات هجوم متزايدة.

أما جاين باتلر الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «ريب كرايسيس» الخيرية (التى تساعد ضحايا العنف الجنسى والاغتصاب)، فقالت إن «من الأهمية أن يتمكن المشاهدون من اختيار ما إذا كانوا يريدون  مشاهدة فيلم من شأنه أن يؤثر فى صحتهم وسلامتهم. إن أى تجسيد للعنف الجنسى فى وسائل الإعلام، وعلى وجه الخصوص من خلال الصورة، يمكن أن يكون صادمًا للغاية بالنسبة إلى الضحايا والناجيات، ولا يزال عدد منهن يتعامل مع الآثار السلبية لتجاربهن».

بعيدًا عن مسألة عدم التنبيه المسبق لتلك المشاهد القاسية.

أخطأ الفيلم، حسب الحملات المضادة، بإلقائه اللوم على آنى الضحية والطريقة التى أثر بها الاغتصاب سلبًا فى حياتها الجنسية.

ودخل فيلم «فتاة المحظوظة» ضمن قائمة الـ8 أفلام الدائمة على «نتفليكس» رغم فظاعتها، وقال الذين أعدوا القائمة إنه إذ يشاهد الجمهور أعمالا يعترفون بفظاعتها على الشبكة فإن مفهوم الشعبية على «نتفليكس» يصبح بعيدًا فى شعبية ورواج عن الجودة.

وجاء فيلم «6 تحت الأرض» ثانى الأفلام على القائمة للأكثر فظاعة، وعلى الرغم من حقيقة أن «6 تحت الأرض» للمخرج مايكل باى جاء من بين أفضل 10 أفلام كإنتاج أصيل لـ«نتفليكس» فقد اعترفت المنصة بأنه كان غلطة.

وسبق وأشار سكوت ستوبر، رئيس قسم الأفلام الأصلية فى «نتفليكس» إلى أنه عمل لم يكن إبداعيا.

ويلعب رايان رينولدز بطولة الفيلم فى دور رئيس مجموعة من الأشخاص (يحملون أرقامًا من واحد إلى سبعة) يعملون على قتل مجرمين ضمن «مهمة جريئة ودموية».

تكلف الفيلم 150 مليون دولار ورأى كثيرون أن هذا الإنتاج هدرًا حقيقيًا للأموال.

أما فيلم «من النافذة» فرغم أنه حاز عناصر تسويقية قوية لكن للأسف جاء فاشلاً.

أدت «إيمى آدامز دور عالمة النفس» «آنا» التى تصاب برهاب اجتماعى عقب حادثة مأساوية تعرضت لها تنقلب حياتها رأسًا على عقب، حينما تعتقد أنها شهدت جريمة قتل فى منزل على الجانب المقابل من الشارع.

هنا فيلم «سبايدر هيد» الذى وصل للمركز الأول ضمن أفضل الأفلام التى اختارتها «نتفليكس»، فيلم يتلخص تقييمه فى المئة على موقع «روتن توماتوز» (و29 فى المائة ضمن تقييمات الجمهور) ما يشير إلى دليل آخر على أن أسماء النجوم الكبيرة ليست كافية وحدها لصنع فيلم يستحق المشاهدة.

فى حين، من الممتع رؤية هيمسورث (النجم المفضل فى أعمال مارفل والرجل اللطيف جدا) يؤدى دور عالم شرير مجنون، إلا أن هذا التجدد يتلاشى بسرعة وتجد نفسك أمام فيلم مبعثر يستند إلى قصة قصيرة صدرت فى صحيفة «ذا نيويوركر» عام 2010 بعنوان «الفرار من سبايدر هيد» جرى مطها لدرجة لا تغتفر.

حينما يتعلق الأمر بالأعمال التى تحفز النقاش بين الناس «من هناك عدة عناوين على «نتفليكس» أثارت ضجيجًا بأكثر مما فعل فيلم «لا تنظر إلى الأعلى».

الفيلم وصفوه بأنه صدمة للبيئة للمخرج آدم ماكى، بطولة ليوناردو دى كابريو وجنيفر لورانس يلعبان دورى عالمين يحاولان إنقاذ العالم من زوال وشيك.

المشكلة فى الفيلم نفسه، الذى دفع أجورًا خيالية لنجمى الصف الأول كى يمثلا فى عمل كوميدى فضفاض ومنافق وغير مضحك بطريقة موجعة فى بعض الأحيان كما قيل.

حياة مارلين مونورو .. وهجوم على نتفليكس
حياة مارلين مونورو .. وهجوم على نتفليكس

 

 

وعلى المنوال نفسه هناك جوانب كثيرة يمكن انتقادها فى فيلم الإثارة «الكئيب المخيب للآمال» «إشعار أحمر» ويمتد النقد من نصه الضعيف والمثقل بالدعابة إلى الأداءات غير المتحمسة لنجومه دوين جونسون وريان رينولدز ريجال جادوت.

ربما العنصر الأكثر فظاعة هو المبلغ الهائل الذى يصل 200 مليون دولار، الذى أنفق على هذا الفيلم رغم أن المشاهد يشعر طوال مدة ظهوره على الشاشة بأنه رخيص وحصل على 36 فى المئة على «روتن توماتوز»، لكن الجمهور شاهده بأعداد كبيرة.

أما فيلم «قلوب أرجوانية» فقد أحاطه ضجيج يصفه «عمل أصلى خالد»، وبرز بوصفه أحد أكثر الأعمال المفاجئة التى لاقت رواجًا كبيرًا.

يركز الفيلم على جندى محافظ على مشاة البحرية الأمريكية يغرم بمغنية وكاتبة أغان ليبرالية. ولا يزيد الفيلم على كونه ميلودراما رومانسية تافهة ومتكلفة. إذا تجاوزنا الأعمال الموسيقية البسيطة والدعاية المبهرجة، فإن كل ما يتبقى لدينا هو فيلم بليد دراميًا وتافه سياسيًا لكن بغض النظر عن هجوم النقاد فقد تمكن «قلوب أرجوانية» من إثارة إعجاب نسبة كبيرة من مشاهد «نتفليكس».