الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قولى لـه أيـوه!!

قولى لـه أيـوه!!
قولى لـه أيـوه!!


مارى منيب راح زمنها وولى: عندما كانت تدخل بقيمتها وبحسبها ونسبها حتى تخطب لابنها بنت الحلال التى تصون عرضه وتكرم أصله!! كانت (دَخلتها) على أهل العروسة لها هيبتها ... تورتتها فى ايدها؛ ابنها فى ظهرها؛ وكله حسب الأصول..!.. فبعيدا عن جو الرسميات (بتاع تسمح لى يا عمى أطلب ايد بنتك...).. قرر الشباب أن يواكب عصره و(يكلفت أموره).. فكيف يكون فى عصر السرعة والتكنولوحيا والإنترنت والفاست فوود ويظل متمسكا بعادات وموروثات فكرية تليدة جار عليها الزمن.. فقرر أن ينقل تجارب الغرب و(يمصرها) ويخلق لنفسه تقليعة جديدة يتذكرها هو وحبيبته بعيدا عن كل الأعراف والتقاليد التى تربى عليها منذ نعومة أظافره.
 
ترى ماذا سيكون شعور أى بنت عندما يركع شاب على رجليه ويقدم لها خاتما من الماس ويطلب منها -على مرأى ومسمع من الجميع الغريب قبل القريب - الزواج ويفاجئها بأجمل وأصدق إحساس لن يصدر إلا من قلب عاشق فى ثورته!! أراد أن يشهد الجميع على إلقاء البذرة الأولى فى شجرة حبهما بطريقة مختلفة وغير نمطية مقتبسة من الغرب فيما سُمى بحفلات الـ ٌفَُُِِّْ!!.. وفى المقابل؛ ماذا ستكون مشاعر كل فتاة عبر لها حبيبها عن حبه بطريقة كلاسيكية تقليدية قديمة افتقرت إلى عناصر المفاجأة والإبهار؟! ألن تحركها مشاعر غيرة وحقد على فتيات الطبقة الارستقراطية أو المتيسرة ماديا ممن تقام لهن تلك الحفلات كل يوم..!
 
فى هذه السطور رسمنا لكم صورة لنموذج إحدى حفلات .proposal
 
الراسل: مودى
 
المرسل إليه: شلة كبيرة من الشباب والفتيات
 
الحدث: proposal party
 
الزمان: مفاجأة (هاقولكم قبلها)
 
المكان: قرية ... بالعين السخنة
 
بعد أيام من التفكير الطويل فى مراسم اليوم الذى ينتظره منذ سنوات وسنوات؛ قرر مودى (72 عاما) - مهندس اتصالات تخرج فى إحدى الجامعات الخاصة و يعمل بشركة والده - وبالمناسبة مودى ليس شابا (سيكى ميكى) كما يبدو من اسمه .. فمودى ليس من الشباب (الصايص) البايظ ولكن أصدقاءه اختاروا له هذ اللقب لينادوه به.. قرر مودى أن يفاجئ حبيبته -التى ولع قلبه بها عشقا منذ سنوات الدراسة فى المدرسة- بمفاجأة لعلها تسر قلبها وتظهر لها كم هو يعشقها.. ففكر ولم يجد سوى الطريقة الأكثر (شياكة) وانتشارا بين صفوف الشباب وخاصة شباب الطبقة الارستقراطية المتيسرة ماديا وربما هى الطريقة الأكثر رومانسية - فى عيون الفتيات - هى أن يقيم لها حفل Proposal ومن أجل هذا قرر أن يدخل على صفحته الخاصة على الفيس بوك ويدعو الأصدقاء المشتركين بينه وبين شيرى حبيبته وسمى الحدث!! say yes sherry
 
أجواء صاخبة وترتيبات تجرى على قدم وساق وتوزيع منظم للأدوار بين الأصدقاء والصديقات حتى حانت اللحظة الفارقة التى استعد لها الجميع: وصلت الشلة إلى القرية المتفق عليها فى العين السخنة وكانت شيرى قطعا وسطهم.. أخذوا يلهون ويمرحون تحت سماء السخنة الساطعة ورمالها الصخرية حتى جاءت ساعة الصفر عندما أشار مودى لأصدقائه «بالسيم»
 
فجاء باسم وقال: (ماذا لو لعبنا القطة العامية؟)
 
فهلل الجميع بالموافقة.
 
فقال باسم: وبما أنا الذى اختار اللعبة فأنا الذى سيختار من ستكون القطة العامية.. ولتكن مثلا شيرى!!
 
تصفيق حار من الجميع وقام مودى بتعصيب عينيه.
 
فى هذه الأثناء اصطف الشباب والفتيات فى صف واحد متسق ورفع كل منهم لافتة مكتوبا على كل منها كلمة بلون معين بطريقة إذا قرأت اللافتات مجتمعة تكون جملة واحدة مفيدة؛ أما باسم فقد حمل كاميرا فيديو ليصور هذه اللحظة .. ما هى إلا ثوان بسيطة تفصل شيرى عن الحدث الجلل الذى لن تنساه بعمرها ...
 
صاحت صافرة الانطلاق والاتفاق كالآتى: أن تطوف شيرى على الرمال لتمسك فى النهاية بيد مودى وبحينئذ تتم المراسم التى رسمها مودى مع أصدقائه.. 
 
جاءت اللحظة الحاسمة ابتعد الجميع عن شيرى حتى لن يبقى أمامها سوى مودى لتمسك به وهى معصوبة العينين وقتها ركع مودى على (رجل و نصف) وبيده الأخرى أخرج من جيبه علبة صغيرة أما أصدقاؤهما فاصطفوا خلفه وهم يحملون اللافتات.
 
وبصوت هامس يغلفه الحنان والرومانسية قال مودى وهو يزيح الإيشارب من على عينيها: (افتحِ عينيك..!! )
 
ما إن فتحت شيرى عينيها وجدت حبيبها راكعا وفى يده علبة بها خاتم سوليتير وأصدقاؤه يحملون لافتات مكتوبا عليها بالإنجليزية: would u marry me؟
 
اغرورقت عيناها بالدموع ووضعت يدها على فمها غير مصدقة ماذا يجرى!! وتعالت أصوات أصدقائها من حولها وهم يصرخون بالعربية: (قولى له أيوة!!) وبالإنجليزية: (say yes)... لم تجد شيرى نفسها سوى بين أحضان حبيبها والدموع تملأ جفنيها وهى تردد بصورة هستيرية ( sure yes)
 
وفى اللحظة ذاتها قام مودى بوضع الخاتم فى أصبعها الرقيق ثم قبله وسط تصفيق حاد من الأصدقاء بل وأيضا نزلاء القرية...!!
 
هذا جانب واحد من جوانب حفلات الـ proposal فتراوحت تلك العروض بين صخب ورومانسية ... فتارة نجد الحبيب يتقدم لحبيبته فى مقر عملها وسط زملائها فى الشغل وهى من المواقف الأكثر إحراجا للفتاة... تارة أخرى نجد الشاب يحشد كل أصدقائه ليتقدم لمحبوبته على قارعة الطريق وهو العرض الأكثر شرعية لأنه يحظى بتأييد شعبى..!! هناك عروض خيالية تتم بين أحضان الجبال وفى عز الليل وكأن الحبيب يتبع قول الشاعر: (أنا الخيل و الليل والبيداء تعرفنى..!!)؛ وأخرى أكثر رومانسية كذلك الشاب الذى اتفق مع إحدى قاعات السينما بكتابة جملة (سارة تتجوزينى.. حبيبك عمر..!!) وسط تصفيق من كل جمهور الفيلم ...الخ.