زوجى صندوق أسود أزواج: بنريح دماغنا من «لت» الستات

نهي العليمي وريشة كريم عبد الملاك
«مرتبه كام؟ أخته هتتجوز إمتى؟ بيحكى إيه لصحابه» وأمور أخرى عديدة تخص الزوج على هذه الشاكلة قد تكون عادية ولا تعد من الأسرار الحربية ولكنها لدى العديد من الزوجات أسئلة إجابتها غامضة خاصة عندما يتقمص الزوج دور الصندوق الأسود ويتعمد إخفاءها عن زوجته خاصة الأمور المادية منها والتى يحتفظ بها بعض الأزواج كنوع من الحرص من إسراف زوجاتهم أو كنوع من الخصوصية التى يريدون الاحتفاظ بها وهو ما تعده بعض الزوجات فجوة بينهن وبين أزواجهن ونوعًا من عدم الثقة وقد يشعرن بالغربة بين بعضهم البعض بسبب تلك المشكلة... ما بين غموض ودفاع الأزواج وفضول وتذمر الزوجات تدور السطور القادمة.
∎ الحسابات السرية بين الأزواج
ليلى طبيبة تبلغ الثلاثين من عمرها متزوجة منذ أربع سنوات من طبيب زميل لها تصف مشكلتها مع زوجها فتقول: «مع أن زوجى إنسان كريم وفيه كثير من الصفات الجيدة إلا أنه عندما يصل الأمر لدخله المادى من العيادة أو أى دخل مادى ينقلب تماما وكأنى أطلب أن أعرف سرًا حربيًا، أعتقدت أول الأمر أنه من الممكن ان يكون كذلك فى أول زواجنا، ولكن اكتشفت أن هذا طبعه ومع أنه يعرف عنى كل شىء لأنى «عبيطة وبحكى كل حاجة»، إلا أنه كتوم جدا فى أموره المادية ويتحجج بأن ذلك من حقه فهو لا يسألنى عن مادياتى وأنى حرة وأننى أنا التى أحكى دون أن يطلب منى ذلك فلا يجب أن أرغمه على ذلك».
ن.م 36 سنة محاسبة بإحدى الشركات، تواجه نفس الموضوع مع زوجها الذى يعمل محاميا وعلى الرغم من مرور 12 سنة زواجا إلا أنها تشعر بغربة شديدة بينهما بسبب الماديات على حد قولها فتقول: «موضوع سرية مادياته تشعرنى بمسافة كبيرة بيننا ومهما حاولت تطمينه بأننى سره ولا يجب أن يخبئ عنى أى أمور تخصه يكون جوابه أنه يكفى بيته ولا يوجد أى شىء نحتاجه فى البيت إلا ويلبيه، فلماذا أسأل عن أمواله؟ فهو لا يجد سببا لذلك ويرى أن ذلك أمر طبيعى وكل مرة نبدأ فى النقاش حول هذا الموضوع «ينقلب لخناقة».
«هو من جعلنى كتومة» هكذا تصف حالها المهندسة س.ع مع زوجها وتقول عن حياتهما: «أنا من بيت تعودت فيه أن أبى وأمى كيان واحد ولا فرق بيننا ولا أسرار وعارفين كل شىء عن أبى وعما يملكه ثم تزوجت واكتشفت عالما آخر مع زوجى فاعتبر سؤالى عن دخله الشهرى من شركة المقاولات الخاصة به بعد زواجنا تدخلا غير مبرر وهذا هو الحال فى كل مليم يحصل عليه وهذا خلق بيننا فجوة كبيرة، وأشعرنى بأنى بعيدة عنه واستمر هكذا الحال فتوقفت بعد أن كنت أتكلم بوضوح عن كل خصوصياتى، وأصبحت لا أقول كما يفعل هو ولم يطالب بمعرفة مرتبى أو الحوافز خشية أن أسأله أنا الأخرى عن دخله».
أما م.م فزوجها يطالبها بأن يعرف هو كل شىء عنها وليس من حقها العكس فتقول: «لم أعرف على مدى سنوات زواجنا السبع مرتبه من شركة الاتصالات التى يعمل بها فقد اكتفى أن يخبرنى بأن مرتبه «كويس» على حد قوله، وأن هذا هو المهم، أما أنا فمسئولة منه، ويجب أن يعلم كل مليم فى ذمتى من إرث أو مرتب أو حوافز حتى أنه يسأل «عينى عينك» عن مرتب أخى الذى تخرج حديثا وعمل فى أحد البنوك وفشلت أن أفهمه أنه مطالب كما يسأل أن يجيب ولكن دائما له مبرراته التى لا تقنعنى وتأقلمت على الوضع حتى لا أثير مشكلة ولكن ذلك ترك فى نفسى أثرا كبيرا».
∎ الزوجة آخر من يعلم
ندا أحمد 28 سنة متزوجة منذ 4 سنوات من زميلها فى العمل بعد قصة حب يعرفها كل زملائهما، ومع ذلك فقد اكتشفت بعد الزواج خصلة غريبة فى زوجها أنه يخبئ عنها أمورا كثيرا حتى لو تافهة على حد قولها فتقول: «أيام ارتباطنا وأيام الخطوبة لم أدرك تلك الخصلة لأنى تلقائية وعفوية فى تصرفاتى فأتكلم عن كل شىء وفى كل شىء وإذا علمت عنه أمرا من صديق لنا أو أهله لم أكن ألقى بالا، وأظنه نسى أن يخبرنى وكنت آخذه بحسن نية، ولكن بعد الزواج كثرت التفصيلات والأحداث التى جعلتنى ألتفت لأن زوجى «تقيل جدا» على عكسى ويحسن الاستماع ولكنه لا يحكى شيئا فعلمت أنه اشترك فى نادى لنا كأسرة بعد اشتراكه، وأنه سيسافر خارج البلاد آخر الشهر وكل من حولنا من زملائنا وأهله يعرفون إلا أنا، وأنه سيدخل فى شركة خاصة مع صديقه ويجهز لها منذ سنوات دون إخبارى بمجرد تفكيره فى ذلك وتخطيطه لها، وبالطبع لا يقول لى عن الزيادة فى مرتبه أو عن حسابه فى البنك الذى عرفت عنه من أخته التى تعمل فى نفس البنك بالصدفة».
سيرين رأفت 37 سنة، تعتبر إخفاء زوجها لعديد من الأمور هو أكبر عيوبه فتقول: «زوجى إنسان غامض وقليل الكلام فى معظم الأحيان، والغريب أنه كذلك معى بالذات فأجده مع أخته الكبرى على العكس تماما وأحيانا أتصل بأخته لمعرفة بعض الأمور عنه بأسلوب غير مباشر حتى أحفظ ماء وجهى حتى مع أولاده لا يخبرهم عن أشياء بسيطة وغير سرية كموعد سفرنا للمصيف مثلا أو تقديمه لملف الأولاد فى مدرسة أخرى فقد فوجئت أن أخته لها علم بكل هذا ونحن أصحاب الأمر لا نعلم ومع أنى وحيدة ليس لى أب أو أم أو إخوات قد يخاف أن أحكى لهم عن خصوصياته، إلا أنه يفضل أن يخبر أخته بكل شىء التى بالتالى تحكى لزوجها قبل أن نعلم نحن أسرته أى شىء عنه، وأشعر بأن هذا العيب يخلق بيننا مسافة كبيرة وجعلنى ألجأ لصديقاتى فى مشاكلى ولا أصارحه بأى شىء كما يفعل معى».
«كل أمور تخص زوجى وعائلته أسرار عسكرية» هذا ما تؤكده ياسمين 34 سنة ربة منزل ومتزوجة منذ 8 سنوات فتقول: «دائما كلام زوجى معى غير كامل وهناك جزء يحتفظ به لنفسه فمع أنه يتكلم معى كثيرا والحمد لله لا نعانى من ظاهرة الخرس الزوجى بين الأزواج إلا أنه يتكلم «بمزاجه» أى يخبرنى بما يريده ويخبئ ما يريده، والذى دائما يختص بأمور عائلته فلا يخبرنى أنه ذاهب لمقابلة عريس لأخته إلا بعد أن يقرأ الفاتحة ولا يخبرنى بموعد سفر والديه للعمرة إلا قبل السفر بيومين مع أن أختيه يأتيان ليقيمان معى لسفر والديهما فى تلك الفترة ويجب أن أقوم بالاستعداد لذلك.. لا يخبرنى بأن أخاه وجد عملا مع أنه كان يوصينى بالبحث عن وظيفة له فى شركة أخى، وقد لا يهمنى كل تلك الأمور لو لم يكن يطلبنى بحكى كل شىء يخصنى ويخص عائلتى فيغضب كثيرا إذا لم أخبره عن تفصيلات خاصة بأبى وأمى وتحركاتهما وموعد سفرهما للمصيف وبأمور تخص إخواتى ويسألنى بالتفصيل الممل عن كل شىء فمثلا كيف تعرف أخى على خطيبته.. وكم سيدفع مهرا وشبكة.. وتكاليف تجهيز شقته.. حتى أنه غضب منى لأنه عرف أن أختى تنوى الانتقال لسكن آخر مع أنها مجرد نية ولم تنتقل أو حتى تجد السكن المناسب بعد».
∎ جوزى مكبر دماغه
هناء الشريف 55 سنة ربة منزل تقول: «جوزى من زمان مكبر دماغه لا يحكى أى شىء عن عمله أو أهله وزمان عندما كنت «أتقمص» من أنه لا يحكى لى شيئا كان يقول: «معلش نسيت».. أو «مابحبش أدوشلك دماغك»، وأشياء من هذا القبيل فتعودت على طريقته و«رميت طوبته»، ولا أستغرب عندما أعرف عنه شيئا من أى صديق له».
سامية 54 سنة صيدلانية، يقلقها جدا زوجها الكتوم مع محاولاتها التأقلم مع طبعه فتقول: «جوزى لا يغلق فمه طالما على الكافيه مع أصحابه.. أو فى بيت أهله.. أما فى البيت «دماغ» فلا يكلف نفسه أن يخبرنى أنه سيتأخر فى عمله أو أنه سيسافر يومين فى عمله إلا يوم السفر حتى أوضب له شنطة السفر ولا أن أخته وأولادها سيأتون لنا المصيف وأشياء عديدة أفاجأ بها وأظل دائما مترقبة لتصرفاته المفاجئة».
∎ سر عسكرى
من الأمور الشائكة التى وجدت العديد من الزوجات تقر بأنها أسرار للزوج ترقى لمرتبة الأسرار العسكرية كل ما يتعلق بقدرة الرجل الجنسية، فالسيدة «ل. م» تقول: اكتشفت بعد زواجى بسنة تحاليل لزوجى بتاريخ سابق بشهور خاصة بتحاليل للإنجاب والخصوبة، والغريب أنه طيلة السنة لم يكشف لى عن قلقه أو رغبته فى إجراء تلك الفحوص والتحاليل، وعندما طلبت منه حين تأخر حملى 6 أشهر إجراء تحاليل لمعرفة إذا كانت هناك مشكلة أعانى منها سخر منى وقال: براحتك اعملى التحاليل لكنى أرى ذلك باكرا جدا، فلننتظر بعد السنة، ولم يخبرنى أنه أجرى التحاليل ومع أن تحاليله ممتازة إلا أنه فضل أن يخبئ عنى هذا السر.
أما «س. ر»، موظفة، فتقول: بعد زواجى بعام طلبت من زوجى أن نجرى تحاليل لعدم إنجابنا ورفض بشدة أن يجرى أى تحليل لأنه - على حد قوله - «يمس رجولته»، وطالبنى أنا بإجراء التحاليل، وعندما ذهبت للدكتور أخبرنا أنه يجب أن نجرى نحن الاثنان التحاليل، وعندما قدم زوجى التحاليل الخاصة به وعرفت أنه ذهب دون أن يخبرنى وبرر ذلك: تحاليل الخصوبة والإنجاب تمثل كرامة الرجل، ولن تتخيلى حجم الإحراج الذى أشعر به عندما طلب ذلك مني معمل التحاليل.
∎ بريح دماغى من زنها
الأزواج كان لهم رأى فى اتهام زوجاتهم بأنهم كالصندوق الأسود يكتمون عنهن العديد من الأسرار حتى التافه منها:
أحمد القاضى 38 سنة محامى متزوج منذ 4 سنوات يقول: صراحة أنا بريح دماغى من الزن فعندما أحكى لها عن أختى ستسافر تقول «أشمعنى سفرنى أنا كمان» وقد لا يكون عندى من الوقت والمال هذه الأيام لأسفرها وأحيانا قد تتذكر أمورا حكيتها لها فى السابق وتستخدمها ضدى وتظل تزن وتزن فأريح نفسى ولا أحكى شيئا».
يوافقه الرأى الدكتورعلى عبد الرحمن 04 سنة متزوج منذ 10 سنوات فيقول: «الستات دائما «يلتوا ويعجنوا» وأول زواجنا عندما كنت أخبرها بنيتى ورغبتى فى أن نسافر وأنى سأحاول إيجاد الوقت للسفر ثم أفشل فى أخذ وقت للسفر من الشغل والعيادة «تضرب البوز التمام» وتقول «أنت وعدتنى ووضبت نفسى على السفر» بدلا من أن تتفهم الظروف فبطلت أحكى لها وأصبحت أخبرها بعد إعداد كل شىء ولكن «برضه مش عاجبها».
أما المحاسب محمد محمود 28 سنة متزوج حديثا فيرى أن هذا الرأى فيه قدر من التهويل فيقول: فى كثير من الأحيان تكون أمورًا تافهة لا تشغل بالى لأحكيها لها فما المهم فى إخبار أبى وأمى؟ وما المهم فى معرفة مرتبى بالتفصيل طالما ألبى كل طلباتها وطلبات البيت؟ ولماذا تشغل دماغها بكل هذه التفاصيل التى ليس لها أى تأثير فى حياتنا؟؟ كما أن معرفة كل مليم يدخل لى تجعلها تطلب أكثر مما تحتاج ولن أستطيع ادخار شىء لمستقبلنا نحن الاثنين ولطفلنا القادم».
المهندس سأمر محمد 33 سنة يقول: «المرأة التى تحشر أنفها فى كل شىء تخنق الرجل وقد يخبئ عنها بعض الأمور كرد فعل لأسلوبها فالحياة أبسط من ذلك فلماذا تقارن ما يحكيه لها بما يحكيه لزملائه أو أصدقائه أو حتى لأهله؟؟ فقد يكون كل ذلك غير متعمد، ونظرية المؤامرة من صنع خيالها كما أنى مع نظرية عدم معرفة الزوجة بكل ماديات الزوج لأنها أمور خاصة به طالما لا يقصر فى احتياجات بيته وأى مليم يحصل عليه فهو لبيتها ولأولادها طالما لا يصرفه فى سفه والمرأة نفسها تخبئ الكثير عن زوجها من مرتبها وإخبار أهلها ولا يشغل الزوج نفسه بمعرفة كل هذه الأشياء كما تفعل هى».
عبد الهادى مرزوق 39 سنة سائق يقول مع أن زوجتى تعرف كل شىء عنى إلا أن شيئا صغيرا قد أنسى أخبرها به تجعل «من الحبة قبة» وتقلب الدنيا وتتهمنى بأنى لا أخبرها بأى شىء وهذا غير صحيح وغير متعمد وقد تكون هناك أشياء تخص أختى أو أخى ويطلبون منى عدم حكيها فأحترم طلبهم».
∎ العلاج يتطلب الزوجين
ترى الدكتورة ايمان عبد الرحيم استشارى العلاج النفسى والعلاقات الزوجية، الطبيعى أن يكون كل شريك غطاء لزوجه وكاتم لأسراره، لكن الواقع والظروف قد تفرض بعض الاستثناءات التى قد تكون متعمدة فى بعض الأحيان وغير متعمدة فى البعض الآخر، ويكون أمامنا أكثر من حالة: أولا: أسباب تخص الزوجة وليس الزوج مثل: أن يكون إخفاء الزوج بسبب طبيعة سمات شخصية الزوجة نفسها، فمثلا قد تكون الزوجة من النوع الغيور أو الشاكى فتدفع زوجها لعدم الاستفاضة فى الحكى لأنه يعلم من تجارب سابقة ومترسخ فى عقله الباطن أكثر من خناقة السبب فيها أنه حكى ما دفع زوجته للشكوى أو المقارنة أو تكون الزوجة من النوع الذى لا يأتمن سره، فوجد الأخبار عند حماته أو إخوات زوجته أو حتى عند إخواته هو عن طريق زوجته هذه الحالة فى معظم الوقت هى ما تدفع الزوج للإخفاء أو الاختصار فى كلامه مع زوجته، وكذلك الظروف المادية وتصرفات الزوجة فى المقابل فمثلا هناك أنواع من الزوجات كلما علمت بزيادة فى المرتب زادت طلباتها وتحججت بأنه معه المال وأنه يبخل عليها به.
ثانيا: أسباب تتعلق بالزوج نفسه مرجعها من بيئته التى تربى بها فقد يكون قد تعود على الخصوصية المادية بين والديه أو تعرض لتجارب سابقة أو سمع عن تجارب من حوله تفقده الثقة فى الزوجات وتدفعه للإخفاء والكتمان خاصة فى الأمور المادية..
والحل يكون بالمصارحة من قبل الزواج أن يتفقا على أسلوب حياتهما التى تناسبهما، وتأتى هنا أهمية مرحلة الخطوبة والحوار الواعى بين الشريكين فى كل الأمور وعلى شكل الحياة المستقبلية التى ترضيهما وإذا لم يحدث هذا فأيضا يمكن بعد الزواج من جلسة يخبر فيها كل طرف ما يضايقه من الآخر وتحكى الزوجة عن الآثار النفسية التى تولدت لديها من إخفاء زوجها عنها وتصارحه برفضها لذلك السلوك الذى يشعرها بمسافة بينهما، أما إذا وجدت صعوبة فى التعامل وعدم الوصول لنقطة رضا بينهما فيأتى هنا دور الخبير النفسى وأهمية اللجوء له من قبل الزوجين معا لمعرفة مبررات الطرفين والوصول لنقطة التقاء للحفاظ على العلاقة الصحية بين الأزواج.