الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تتجــوز فى الـ20؟!

هل الفلوس هى المانع من التفكير فى الجواز فى بداية العشرين؟ أمْ أن الأصل فى شباب النهارده للجواز منح أنفسهم فترة بداية الحياة لبناء النفس أولاً والاستعداد لحياة المسئولية فترة لأن «الخنقة» بالزواج فى العشرينيات تَهَوُّر؟!



الملاحظة هى عودة تفكير بعض الشباب «بنات وأولاد» خلال السنوات الأخيرة فى الدخول لتجربة الزواج فى العشرينيات، ولسان حالهم: «لو الفلوس متوفرة والشقة موجودة أتأخر ليه»؟!

 

فى الوقت الذى يرى فيه آخرون فى المقابل أن الجواز فى مرحلة العشرينيات مش بس «مشكلة فلوس».. والمسئولية عن أسرة فى السّن ده مش بس مسئولية مادية.. ويقولون إن عودة التفكير فى الزواج فى العشرين لدى بعضهم تهور ومغامرة.

سنوات طويلة ارتفع فيها معدل سن الزواج بين الشباب خلال الثلاثين سنة الماضية لأسباب مختلفة، منها التأنى فى تحمل مسئولية قرار خطير يترتب عليه إدارة أسرة كاملة. لكن السنوات الماضية، عادت فى بعض الأوساط لدى شباب تقبل فكرة الزواج مبكرًا وليس مجرد التفكير فقط، إنما أيضًا السعى إليها.

أحمد محمد ابن الـ18 ربيعًا أخذ قرار الارتباط بابنة الجيران التى يحبها منذ الإعدادية، هو الآن فى عامه الأول بكلية السياحة والفنادق.

«أحمد» جاد فى قراره، ووالده لم يعترض على الخطوة لعلمه بقصة الحب التى يعيشها، لذلك فإنه لا يمانع على أساس مستواهم المادى الجيد الذى يسمح بزواج «أحمد» خلال الفترة القصيرة المقبلة.

يقول أحمد إن لديه شقة فى نفس العقار الذى يقيم فيه والده، ويساعد والده فى سلسلة المحلات التجارية التى يمتلكها، وعندما يتزوج سيطلب منه راتبًا شهريًا كبيرًا يساعده على إدارة منزله.

«ندى عصام» وافقت على الارتباط بابن خالتها الذى يكبرها بـ 3 سنوات فقط بعد انتهاء دراستها بالثانوية العامة ودخولها كلية الإعلام التى تمنت الالتحاق بها منذ طفولتها، مؤكدة أن هذا الارتباط وافق عليه الأهل بعد قصة الحب التى يعيشها كل منهما منذ طفولتهما.

وترى «ندى» أن الارتباط مبكرًا لن يمنعها من تحقيق حلمها؛ خصوصًا أنها ستستكمل دراستها خلال الزواج وقررت تأجيل الإنجاب حتى التخرج، وترى أنها «قد المسئولية»، وأن مسئولية الزواج والأسرة ليست قضية كبرى لو «الواحد قدّها»!

أمّا إسراء حسن فقد أعجبت بزميل لها فى الجامعة، وطوال الـ 3 سنوات كلية كانت والدتها على علم بهذه العلاقة، وبعد انتهاء امتحانات الثانوية طلبت منه والدتها أن يتخذ خطوة رسمية، وأكدت أن هذا الطلب كان لإثبات حُسن نيته.

وخلال أشهر قليلة تمت الخطوبة فى السنة الثانية بكلية الهندسة، لم تعترض والدة إسراء على الخطوبة لفترة طويلة؛ خصوصًا أنها على علم بتفاصيل الارتباط، ففضلت أن تكون الأمور بشكل رسمى لتتأكد من صدق الشاب، وحتى يعلم المقربون منهم بارتباطها.

إسراء أيضًا مع فكرة «الزواج فى مقتبل العمر» وترى أن فكرة تأخير الجواز لبناء النفس أصبحت قديمة وكلما كانت الأمور ميسرة ماديًا للزواج فلا مانع.

 

 

 

أمّا مهند طارق فقد بدأ فى إقناع أسرة الفتاة التى يريد الارتباط بها انطلاقًا من مستوی أسرته المادى، ووافق على كل طلبات عائلتها بداية من الشبكة ومؤخر الصداق وحتى تأثيث جناح خاص للعروسين فى منزل الأسرة بمدينة الشروق.

يبدو أن أول ما اطمأن عليه أهل العروس كان المستوى المادى، ولم يمانعوا فى إتمام الارتباط بشكل سريع رغم أن العروس فى بداية العشرينيات، لخوفهم من تأخر سن زواج ابنتهم الذى تعانى منه بعض بنات العائلة بسبب تمسكهن بالعمل وبناء النفس أولاً.

ويوضح استشارى العلاقات الأسرية دكتور محمد هانى أن فكرة الزواج فى العشرينيات، لم تنته؛ لأن هناك الكثير من العائلات تفضل زواج الأبناء وهم فى مقتبل العمر. وأضاف: إن هذا الفكر غير مرتبط بفئة اجتماعية معينة، فكثير من الأسر ذات المستوى الاجتماعى والمادى المرتفع تتبنى هذا الفكر.

يوافق «هانى» على ملاحظة تقول إن هناك عودة لفكرة الزواج مباشرة بعد الجامعة لدى قطاع من الشباب خلال الفترة الماضية؛ خصوصًا بين جيل الألفينيات، وهو ما يرجعه لعدم مسئولية هذا الجيل، فأغلبهم تربى على أن طلباته مجابة ولا يمكن معارضتها، بالإضافة إلى الانفتاح على العالم والتعرف على ثقافات الدول الأوروبية التى تسمح بالارتباط العاطفى والجنسى فى عمر مبكر، فأصبح اتجاه أغلب أبناء هذا الجيل يميل للفكر الأوروبى، فاضطر الآباء للخضوع لرغباتهم بدلاً من الدخول فى أزمات، لكن ماذا عن القدرة على إدارة مسئولية الحياة فى إطار أسرة لشاب أو شابة فى بداية العشرينيات بلا خبرات؟!

حذر استشارى العلاقات الأسرية من زيادة نسب الطلاق بسبب ظاهرة الزواج فى العشرين؛ خصوصًا أن الشباب أغلب مشاعرهم فى هذه الفترة غير مستقرة، ومن الوارد الانفصال بعد وصول الطرفين لمرحلة النضج أو تطور عمرى يؤدى لإعادة التفكير فى العلاقة.

أمّا آمال محسن استشارى العلاقات الزوجية؛ فأرجعت عودة أفكار الزواج فى العشرين لظاهرة البلوجرز والإنفلونسر على السوشيال ميديا التى أصبح لها تأثير كبير فى زيادة الرغبة - خصوصًا البنات - فى  الارتباط، فكثير من هؤلاء البلوجرز أعمارهم فى بداية العشرينيات وباستمرار يكشفون تفاصيل الحياة الزوجية السعيدة المليئة بالسفر والسهر فى أفخم الأماكن على حساباتهم، ولأن كثيرًا من أبناء هذا الجيل يعتبرون البلوجرز قدوة فأصبحوا يقلدونهم فى كل شىء حتى الارتباط المبكر وأغلبهم فى تلك السّن يعتقدون أن الزواج سهر وخروجات وسفر ولا يعرفون الكثير عن مسئولياته.