الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حلـــم أم كابـــوس

حلـــم أم كابـــوس

 أنا لست ضد الزواج فى سن العشرين أبدًا، حتى أنى شخصيًا كنت أحلم أن أتزوج فى سن السادسة عشر وأنجيب 12 بنت وولد!.



لكن مع الخبرة ومشاهدات كثيرة مؤذية شاهدتها على مدى العمر .. عرفت وتعلمت أن  المرأة  عندما تتزوج مبكرًا يحدث لها شىء غريب جدًا، وكأن عقلها يتوقف عند هذه اللحظة، عند تلك المرحلة! وتصبح كما قال «عمرو دياب» «أنا مهما كبرت صغير» لكن عقلا فقط وليس سنًا!، فتربى أولادها حتى السن الذى تزوجت فيه ويبدأ أولادها بالنضوج الذى لم يسعها أن تمر هى به، وتنقلب  الآية، وتصبح البنت هى المستشارة والآمرة الناهية لأمها الكبيرة سنًا صغيرة عقلاً وخبرة وكل شىء!.

وعندما تنقلب الآية.. تختل موازين الأمور، وعندما تختل موازين  الأمور .. تنهار  القيم، وبالتالى  تنهار  المجتمعات وتتغير للأسوأ.

هكذا ببساطة .. بمجرد أن الأهل قرروا التخلص من ابنتهم سواء بسبب المصاريف، أو بسبب آخر  تكون النتيجة كارثية علينا جميعًا وليس عليها هى فقط. 

 لو دققنا  النظر فى  فكرة الزواج نفسها .. سنجدها كالآتى: وهذا  فى مجتمعاتنا العربية فقط! الفكرة هى رجل يقرر أو يريد الخروج من بيت أهله .. لكنه لم يتعود أن يعتمد على نفسه! فتكون  الأم أو الأخت هى المساعدة الداعمة له طوال الوقت .. هو يقلع وهى تغسل وتنشر وتكوى وتطبق وتضع فى الدولاب  وفى النهاية هو يلبس!.

هو يجوع، هى تطبخ، هو يأكل، هى تغسل الأطباق، هو يطلب الشاى .. هى تعمله، هو يحبس!

هو يفكر فى عمل أى شىء، هى تدبر له الأمر، هو ينفذ هى تفرح، هو يستفيد وحده فقط!

هو يعمل، هى تنتطره، هو يأتى وتبدأ الدورة مرة أخرى !، ويصبح كونه شخص عامل هو الإنجاز الوحيد الذى يفعله فى حياته!

 هو يريد بقى أن يتزوج ! ليه؟! ليس حبًا فى تحمل المسئولية أو عمل أسرة أو غيره من الأسباب  المنطقية..   هو يريد أن يخرج من بيت  أهله ولأن مجتمعنا فى الأغلب ليس من ثقافته الاستقلال فى سن معين فيضطر أن يطالب بخروجه عن طريق الزواج!

 فيطلب الزواج.. يختار إنسانة « الضحية»، لتصبح بديلاً عن أخته أو أمه! مع بعض المميزات الإضافية!

 ويبدأ فى دروته التى عرفناها .. هو يقلع وهى تغسل وهكذا وهو يجوع وهو .. وهو .. وفى الناهية هى تلبس !

إذا حدث ذلك وهى فى سن صغير .. تكون الأسباب كالآتى : 

 أنها هى أيضًا تريد الهروب من بيت أهلها، ظنَا منها أنها ستجد الحرية والاستقلالية وبعض الرحمة فى الخارج !

 وترسم أحلامًا وردية عن الزواج والخروج والفسح والسفر !

لا تعرف أنها تبنى قصرًا فى الهواء وتجد نفسها كما قال «حليم» «ماسك الهوا بإيديا»!

 هذه الطفلة .. عندما تصطدم بالواقع .. تفعل شىء من اثنين .. أما أنها تستسلم وتعيش عيشة والسلام، كالغالبية العظمى .. 

 وهذا كان فى وقت سابق والآن يكون التمرد .. تتمرد وتهرب مرة أخرى طالبة الطلاق لأن الحلم الذى كانت تحلم به عن الخروج من سجن أهلها  والتحليق فى السماء مع ونيس هو كابوس مرعب .. تصارع لتفيق منه!

 والحقيقة أن هذا الكابوس .. لا يؤثر عليها فقط ولا على الأهل فقط بل علينا جميعًا وعلى أجيال قادمة .. هما يتزوجا ! هما ينجبا .. هما يتطلقا .. وكلنا نعيش والسلام!