حكايات تشرين

لتشرين حكايات.. وتشرين هو أكتوبر، وأكتوبر هو الشهر العاشر من شهور السنة.

لأكتوبر حكايات.

 اشتق اسم أكتوبر الأشهر فى التقويم الجريغورى من الكلمة اللاتينية octo والتى تعنى ثمانية نسبة إلى ترتيبه فى التقويم الرومانى القديم.

والترتيب الرومانى القديم تألف من عشرة

أشهر فقط أول الأمر تبدأ بمارس (أذار) وتنتهى بديسمبر (كانون الأول). إذا كان الرومان القدماء يعدّون شهور السنة ابتداء من شهر مارس قبل إضافة شهرى يناير وفبراير للتقويم وأكتوبر واحد من أجمل شهور السنة وهو واحد من الشهور السبعة التى يصل عددها إلى 31 يومًا وهو شهر التأمل والهجرة للطيور والأحلام.

(أحب طيور تشرين) تسافر حيثما شاءت.. وتأخذ فى حقائبها.. بقايا الحقل من لوز وتين وأنا أيضًا أحب أكون مثل طيور تشرين).

 

 

وهناك أسطورة صينية تقول إن تشرين هو شهر الوقوع فى الحب فهل هذا صحيح هل تصدق؟.

فى مجتمعاتنا العربية مرت الأسطورة، وتجسدت من خلال الأغانى والشعر والسينما.

فتقول فيروز: (الوادى شو بيشبهك تشرين)، ويقول نزار: (أنا تشرين شهر الريح والأمطار والبرد.. أنا تشرين فانسحقى كصاعقة على جسدى.. أحب أضيع مثل طيور تشرين.. بين الحين والحين). 

أما الأمثال الشعبية فتقول (اللى ما شبع عنب وتين يشبع من مية تشرين).

 فلماذا يعتقد الكثيرون أن أكتوبر هو الشهر المميز؟ تشرين هو الشهر الذى يبدأ فيه الانتقال من حرارة الصيف إلى برودة الخريف، بداية الطقس المعتدل فى نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر. البعد عن حرارة الصيف التى تشد الأعصاب وتزيد من التوتر والإرهاق فى الروح، فيما يتسبب الطقس المعتدل فى شهر أكتوبر فى استرخاء الأعصاب والهدوء والنشوة فى الروح التى تدعو إلى التأمل.

الطقس عادة فى هذا التوقيت لطيف ورومانسى ومناسب للوقوع فى الحب. 

 الكثيرون يعتقدون أن أكتوبر خريفى دافئ ما يثير أجواء رومانسية لطيفة وجميلة تناسب العشاق الذين يفضلون الخروج والمشى فى مثل هذا الطقس المعتدل والجلوس فى مكان هادئ مع مشروب دافئ يليق بالعبارات الرومانسية اللطيفة. 

 

 

 كذلك أكتوبر مناسب للأزواج الذين يفضلون الجلوس فى المنزل وقضاء أمسية أمام التليفزيون أو استعادة فيلم جميل.

كذلك يعتبر طقس أكتوبر عن ملامح بدايات العلاقة الأنسب للجميع للقيام برحلات وجولات والتنقل بين المتنزهات والأماكن السياحية. 

ويُعرف شهر أكتوبر فى أوروبا بشهر الشموع المعطرة، ووفقًا لموقع thelovetrep فإن الخريف مثالى للأنشطة التى تأخذ طابعًا رومانسيًا لأنه على أقل تقرير مناسب لتمشية فى الهواء الطلق أو الخروج فى نزهة مع شخص مميز، هو أيضًا ملائم لإيماءات رومانسية مثل تغطية كتفى فتاتك بسترتك بسبب لسعة برد مفاجئة. 

 لكن على خلاف ذلك هناك آراء أخرى تقول إن الصيف هو الوقت الأفضل بيولوجيًا لمقابلة شخص جديد لأننا نتواجد حول المزيد من الناس فى هذا الوقت، لكن يظل أن السائد هو أن الوقوع فى الحب فى الخريف أكثر ترجيحًا لأن يؤدى إلى علاقة طويلة الأمد.

إذا كان أكتوبر لدى البعض شهر الحب، فإن تشرين لدى رواد مواقع التواصل هو شهر إصابتهم بالأمراض، والزكام، والفيروسات الموسمية.

 

 

وتشرين أيضًا هو شهر التقلبات النفسية والمزاجية، بسبب تغير الحالة الجوية، فالبعض يصيبهم بالحب والبعض يصاب بالرغبة فى السفر ووضع الخطط، وآخرون على الجانب الآخر يصيبهم بشيء من خيبة الأمل بسبب مزاج لا يقوى على تحمل أجواء تشرين. 

 وأكتوبر هو شهر الاحتفال بالفعاليات والمهرجانات على مستوى العالم، وكذلك يوجد فيه بعض الأحداث الوطنية، فهو الشهر الذي أحرزت فيه مصر نصرًا مستحقًا على العدو عام 73، وفي الهند 2 أكتوبر واحد من الأيام المهمة، حيث يحتفلون بـGandhi jayanti، اليوم الذى ولد فيه المهندس كرمشاند غاندى، الذى يعرف باسم المهاتما غاندى. 

 ويوم 11 أكتوبر هو اليوم العالمى للفتاة فى دعوة عالمية لمزيد من تمكين النساء، ودعوة دائمة لمناقشة الاحتياجات التى تواجه الفتيات فى بلدان العالم.

وفى أكتوبر (تشرين) يحتفل العالم بعيد (الهالوين) أو عيد الأشباح، المعتقد بأن الاحتفالات بالهالوين تعود إلى تقاليد كلتية (أو سلتية) قديمة، والكلت (أو السلت) هى مجموعة الشعوب التى تنتمى إلى الفرع الغربى فى مجموعة الشعوب الهندو – أوروبية، ومن امتداداتهم اللغوية والأثرية والتراثية الشعب الأيرلندى والأسكتلندى،حسب النظريات التاريخية. 

 

 

 وكانت تلك الاحتفالات التى تطورت لعيد الهالوين مرتبطة بمواسم الحصاد وجنى المحاصيل. والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة شائعة فى التاريخ. 

وكانت تلك الاحتفالات سابقًا تتضمن طقوسًا (للتنبؤ باالمستقبل) فى ما يتعلق بالموت والزواج وأمور شبيهة.

   ولعل أكثر الاحتفالات ثراء بعيد الأشباح تقام فى المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، حيث يعد الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا. 

 من مظاهر الاحتفال فى العيد أن تقوم العائلات ببناء مذبح فى منزلها وتزينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بالإضافة إلى مأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة. 

 

 

كذلك ينظفون المقابر ويضعون الزهور على القبور، وفى بعض الأحيان يضعون شخصًَا حيًا فى تابوت ويجولون به الحى أو القرية، بينما يلقى الباعة الفواكه والزهور على التابوت. وفى بلدان أوروبا يطوف الأطفال بأكياس فارغة على البيوت ليضع لهم الكبار الحلوى والشيكولاتة اتقاء لغضب الأشباح. 

 إنه تشرين.