الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

متى تنتهى مشاكل «الفار»؟

لحظة فارقة ستعيشها لعبة كرة القدم خلال كأس العالم فى قطر نوفمبر المقبل مع بداية تطبيق الجيل الثانى من أجهزة «الفار» الذى يعتمد على سرعة اتخاذ القرار الصحيح فى 3 ثوان فقط بالنسبة لحالات التسلل حيث سيحدد لحظة انطلاق الكرة من اللاعب إلى المهاجم ويرسم الخط من تلقاء نفسه ويمنح القرار لحكم الفيديو دون أى تدخل بشرى.



وتسبب إلغاء بعض الأهداف فى الدورى الموسم الماضى بسبب عدم رسم أو دقة خط التسلل بصورة واضحة فى إثارة موجة كبيرة من الجدل، خاصة أن هذه الأخطاء قد تحرم بعض الفرق من فرصة الفوز بمركز مهم أو النجاة من الهبوط فى بعض الحالات.

ورغم تعيين الحكم الإنجليزى مارك كلاتنبيرج فى منصب رئيس لجنة الحكام باتحاد كرة القدم المصرى خلفا لعصام عبدالفتاح الذى تقدم باستقالته، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت مع بدء تدريب الحكّام على اتخاذ القرارات داخل غرفة الفار لاسيما أن الخبير الأوروبى قرر إطلاق تحد من نوع خاص بأن يمنح الجمهور فرصة سماع ما يدور من نقاش بين حكم الساحة وزميله فى غرفة الفيديو كى يتيقن الجميع من نزاهة ما يدور فى الكواليس.

وقال الحكم المونديالى جهاد جريشة: إنه من الصعب أن يجلب الدورى المصرى الجيل الجديد من أجهزة الفار بسبب التكلفة العالية لاسيما أن المباراة الواحدة فى الأجهزة المستخدمة حاليًا يصل سعرها إلى 3 آلاف دولار بينما سترتفع أكثر بكثير مع النظام الجديد المنتظر طرحه عالميًا خلال المونديال.

وأوضخ أن واقعة مباراة الأهلى وفاركو وإلغاء هدف بيرسى تاو كمثال على الأخطاء البشرية لن تكون مطروحة لأى نوع من الجدل مع الجيل الجديد من أجهزة الفار خاصة أن الكمبيوتر سيقوم بنفسه برسم الخط وتحديد لحظة خروج الكرة من القدم ثم يقرر ما أذا كان هناك تسللا من عدمه دون أى تدخل من العنصر البشرى على الإطلاق وسيكون دور حكم غرفة الفيديو إبلاغ من يدير اللقاء بالقرار فى زمن قياسى.

واستكمل حديثه بأن النظام الجديد تقييمه سيبدأ فى الظهور من خلال الدوريات الأوروبية فيما ستكون تكلفته مرتفعة للغاية شأنها شأن تكنولوجيا عين الصقر المستخدمة فى الدورى الإنجليزى والتى تمنح الحكم إشارة عبر ساعة مثبتة فى يده بأن الكرة دخلت المرمى وعليه احتساب الهدف دون مراجعة لأى خطوط.

وشدد على أن الاتحاد الدولى لكرة القدم يسمح دائمًا بالتكنولوجيا لمساعدة الحكام ولكنه لا يمكن أن يتخلى عن العنصر البشرى سواء داخل غرفة الفيديو أو إدارة المباريات داخل الملاعب.

وواصل بأن الحكّام عليهم التدرب باستمرار على استخدام الجيل الحالى من نظام «الفار» كى لا يسقطوا فى فخ الأخطاء التى ينتج عنها حرمان الأندية من حقها.. خاصة أن التكنولوجيا الجديدة قد تتوافر فى الدورى المصرى بعدما ينخفض سعرها.

ويرى جريشة أن طاقم التحكيم اليونانى الذى أدار لقاء الزمالك وبيراميدز فى الدورى المنتهى كان لديه لعبة أصعب فى احتساب هدف للزمالك ولم يستغرق الأمر أكثر من ثوان معدودة لمنح القرار السليم وهو ما يؤكد أن التدريب المتواصل هو السر وراء رفع كفاءة الحكام المصريين.

واعتبر سيد فاروق نائب رئيس قسم التكنولوجيا السابق بنادى مانشستر يونايتد أن الجيل الجديد من أجهزة «الفار» سيقضى تمامًا على مشكلة الخطوط المرسومة بناء على النقطة التى يحددها الحكم داخل غرفة الفيديو.

وأشار إلى أن الجيل الجديد من «الفار» جرى استخدامه بصفة غير رسمية فى مباراة تحديد المركز الخامس فى كأس العالم للأندية بين الدحيل القطرى وهيونداى الكورى, وذلك قبل التطبيق المنتظر فى كأس العالم القادم فى قطر.

وأوضح أن النظام حاليًا غير مستخدم فى أى من الدوريات العالمية ولكن سيكون متاحًا بعد مونديال قطر للبيع ولم يتحدد السعر المتوقع ولكنه سيكون أغلى نسبيًا مقارنة بالجيل الحالى.

وأشار إلى أن الوقت المستغرق لمنح القرار بشأن الأوفسايد من عدمه سيكون مجرد ثوان معدودة وبالتالى لن يتعطل اللعب لفترة طويلة تصيب المشاهدين بالملل بسبب لعبة جدلية.

ولفت إلى أن التكنولوجيا المستخدمة تسمى «semi automated offside» وهذه التقنية جرى إجراء اختبارات لها منذ فترة طويلة تعتمد بالأساس على استخدام الذكاء الأصطناعى ونظام التتبع للكرة.

وأضاف: إن التكنولوجيا ستكون مدعمة بكاميرات هدفها تحديد لحظة خروج الكرة نحو المهاجم ومن ثم منح قرار صحيح للحكم فى زمن قياسى.

وقال فاروق: إن الاتجاه كان واضحًا من خلال سياسة سباستيان رونج رئيس قسم التكنولوجيا فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بأن اللعبة الشعبية الأولى حاليًا تميل إلى تتبع الأطراف مثل الأذرع والأقدام، وبالتالى كان يجب أن تظهر تقنية تواكب السرعة التى من المفترض أن تكون عليها الساحرة المستديرة وذلك عبر ما يسمى بتقنية «limps technology».

واختتم فاروق حديثه بأن الحكم المساعد سيكون لديه الأدوات اللازمة لاتخاذ القرار بسهولة وهو الغرض الرئيسى الذى تسعى إليه التكنولوجيا وبالتالى إضفاء مزيد من العدالة.

ومن جهته أكد الخبير التحكيمى أحمد الشناوى أن الفار وحده لا يمكنه منح نتائج دقيقة بشكل كبير ويجب معه أيضًا الاستعانة بالكاميرات عالية الدقة بالإضافة إلى توزيعها بشكل صحيح داخل الملعب.

وأكمل الشناوى حديثه بأن الجيل القادم من أجهزة «الفار» لن يخلو من الخطأ البشرى ولكن ستقل نسبتها إلى حد ما.

وأوضح الشناوى أن بعض الحكام أصبحوا يعتمدون أكثر على الفار ولا يحافظون على تركيزهم لأن هناك من سيراجع قراراتهم ويمنحهم فرصة لتصحيح الخطأ ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، إذا تعطل جهاز الفيديو كيف سيتصرف الحكم؟.. فوفقًا للوائح سيجرى إقامة المباريات دون الاستعانة بهذه التكنولوجيا إذا توقفت، لذلك على قضاة الملاعب رفع تركيزهم جيدًا لأنهم قد يتعرضون لمثل هذه المواقف خاصة فى القارة السمراء.

واعتبر أن مستوى الحكام المساعدين فى الدورى المصرى تفوق على زملائهم فى الساحة، لذلك يجب أن تكون الفترة المقبلة فرصة لمزيد من التدريب والتعلم من الأخطاء للارتقاء بمستوى التحكيم المصرى.