بكل فخر.. صنع فى مصر

بسنت الزيتونى
أقيم معرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية للعام الرابع على التوالى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، على أرض المعارض بالتجمع من 9 ويستمر حتى يوم السبت 15 أكتوبر.
ينظم المعرض للعام الرابع على التوالى جهاز تنمية المشروعات بمجهود الأستاذة نيفين جامع، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
سجل المعرض نجاحات كبيرة فى السنوات السابقة، مما شجع العارضين من مصر والوطن العربى على الحضور والمشاركة، ومعرض تراثنا يضم عددًا كبيرًا من المصممين، الفنانين، أصحاب الحرف، والعديد من الوزارات والدول العربية.
تمتلك مصر تراثًا ثريًا ومتنوعًا ممتد من سيناء، الدلتا، بحرى، الصعيد حتى سيوة. يتنوع التراث وفقًا لمعطيات البيئة والظروف المكانية والمناخ وطبيعة كل منطقة، وفى المعرض تألق أصحاب الحرف والفنانون فى تقديم قطع مميزة من المفروشات، اكسسوارات البيت، السجاد، العفش، الملابس، الحقائب، الحلى، فن التلى وفن الباتيك. الكل تبارى بنزاهة لتقديم أفضل ماعنده من فنون تراثية، من الأقصر لفت الانتباه بشغله وفنه محمود احمد بغدادى الذى يقدم رسومًا شعبية على أثاث مصرى، أما فنانة الباتيك سمر حسنين فهى تقدم أزياء ومفروشات منزلية بفن الباتيك التراثى، أما الفنانة نهلة شهوان التى تقدم التطريزات البديعة بألوان معاصرة وتقنيات متنوعة فهى تقدم مجموعة مبهرة من الستائر، مفارش السفرة، الخداديات المشغولة بفن وإبداع، كذلك رباب جابر التى تقدم أنتيكات لديكور البيت بفن وإبداع وتميز، الجميل أن المعرض يفتح ذراعية للجميع دون استثناء.
50 فنانة
فى مدخل المعرض لفت الانتباه مجموعة من المعروضات المميزة والمتنوعة ما بين حلى، كوشنز، مفروشات، قطع أثاث، ومصنوعات جلدية، عرفت أنهن 50 مصممة وفنانة مصرية يضمهن مشروع تعزيز المرأة فى التجارة(she trades Egypt)، امتد المشروع على مدى عام ونصف وهو تحت رعاية وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، مركز التجارة العالم(its) و المجلس القومى للمرأة، يقدم المشروع دورات ومحاضرات للمصممات من متخصصين مصريين وأجانب لكى تواكب منتجاتهن الأسواق التصديرية المستهدفة. ويدير المشروع الأمير محمد ومن بين المشاركات مصممة الحقائب إكرام حميدو، فنانة الديكور بسنت الرملى فنانة الحلى ميرفت رضوان وغيرهن من المبدعات المصريات.

الأشقاء العرب
احتضنت أرض المعارض مجموعة من الأجنحة الثقافية لخمس من الدول العربية هى المملكة العربية السعودية وهى ضيف شرف المهرجان، الإمارات العربية المتحدة، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة ليبيا والسودان الشقيق، وقد تبارا المشاركون فى عرض وتقديم الفنون التراثية لكل دولة، وعرضوا الفنون التراثية من السدو، الخوص، والتلى.
التقيت مع الفنانة التشكيلية التى تعمل على تسجيل تراث الجدات من الحلى واسمها شذى الطنيجى والتى قالت لنا :نعتز بمقولة الشيخ زايد رحمة الله عليه «من ليس له ماض لن يكون له حاضر» لذلك جناحنا فى المعرض يمثل البيت الإماراتى التقليدى، والذى يعتمد أكثر شىء على شغل اليد فلدينا رسالة لنشر الثقافة الإماراتية، وأضافت ابنة الإمارات شذى: فخورة بالتشابة بين تراثنا الإماراتى والتراث المصرى، فهما متشابهان جدا ويعبر عن وحدة الثقافة العربية.وتضيف الطنيجى: لدينا جمعيات تعلم التراث والحرف الإماراتية، من الحناء، صناعة العطور، سحق الكحل الأسمد الإماراتى، تضيف: أحاول بريشتى الرسم على مخلفات النخيل لتسجيل الموروث الثقافى لملابس وحلى جداتنا.
لجناح الإمارات أيضًا نشاط ثقافى حيث يتواجد فريق الفنون الشعبية الإماراتية يقدمون لوحات تعبيرية من. الفنون الشعبية لدولتهم وموسيقاهم التقليدية وهم أعطوا أجواء من البهجة طوال اليوم ويتجمع الحضور على نغماتهم وخطواتهم الراقصة.
ضيف الشرف
أما السعودية فهى ضيف شرف المعرض، وفرش جناحها المعهد الملكى للفنون التقليدية الذى يعمل على تمثيل ثقافة المملكة العربية السعودية من خلال سرد التاريخ الفنى وقصص الأعمال الفنية التقليدية، ورواية قصص الفنانين، إضافة المحافظة على أصالة تلك الفنون وتشجيع المهتمين بها على تعلمها وإتقانها وتطويرها. اللطيف أن الجناح كان يشهد تواجدًا من السيدات السعوديات بمختلف الأعمار حضرن لتمثيل بلادهن وتراثهن، ومعهن د. سميرة الغامدى مسؤلة الشؤون التعليمية بالمعهد ودكتورة سوزان اليحيى، وكل سيدة تستعرض فنًا من فنونهم التراثية العريقة مثل السدو وغيره.
أما السودان الشقيق فكان بجناها الجلود الطبيعية ومنتجات خشب الأبنوس وثلاث مصممات فنانات وخير سفيرات لبلدهن، فقابلت مصممة الأزياء الشهيرة هبة البشير التى تقدم تصميمات فنية راقية بلمسات معاصرة من القطن المنسوج يدويا والتى اشتهرت به دوليًا. أما الحلى الفنى البديع فتقدمه الفنانة السودانية السيدة دار السلام وهو مميز ويمزج التراث بالمعاصر فى شغل يدوى بديع.

ركن القهوة
اشتهر فى الفترة الأخيرة موضة أو تريند(coffee corner) أو ركن القهوة ووجدت مجموعة من العارضين لهذه التصميمات لكن أكثر ما لفت انتباهى هو تصميمات منى البرقوقى والتى تقدم تصميمات فنية بأخشاب الورد والأشجار العتيقة لتقدم تصميمات بها عراقة القهوة وتفردها.، أما ندى هشام حافظ فأضافت الوانًا ورسومات متداخلة مع فن الديكوباج (فن تجديد العفش) على قطعها الخشبية المبهجة من مناضد شاى وقطع ديكور بالبيت يبعث على البهجة والتفاؤل.

وأخيراً..
الرحلة داخل معرض تراثنا تبعث بداخلك رغبة فى حب الفن ورغبة أكثر فى اقتناء كل ما هو فنى وتراثى.

