الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جديدة دى : {ملازم} لإنترفيو الحضانة!

ترفع الأسر التى تستعد لإلحاق أطفالها بأولى مراحل التعليم «الحضانة» استعدادا لأول مقابلة «إنترفيو» فى رحلة العلم ليظهر الطفل والأب والأم أيضا بشكل مثالى أمام إدارة المدرسة. 



كان الجديد اجتهاد بعض «الماميز» بملازم الحضانات فى أسئلة وتفاصيل إنترفيو القبول، خاصة لمساعدة الراغبين فى إلحاق أطفالهم بالمدارس فى اجتياز المقابلة «الإنترفيو» للطفل والوالدين، وللإجابة عن الأسئلة المتوقعة!

وتجرى الكثير من المدارس مقابلات للطفل المتقدم للالتحاق وللوالدين قبل قبول أوراق التحاقه، فى تجربة تشهد صعوبات حكى عنها عدد من الأمهات لـ«صباح الخير». 

«نرمين حسن» تقول إنها فوجئت بصعوبة الأسئلة الموجهة لطفلتها ذات الـ4 أعوام خلال إنترفيو الحضانة ودارت أغلب الأسئلة حول ماذا يأكل الحيوانات وذكر أسماء الأشكال الهندسية وأعضاء جسم الإنسان باللغة الإنجليزية. 

قررت «نرمين» التى شعرت بالضيق بعد إحباط طفلتها وعدم قدرتها على التعامل مع الموقف، العمل بنصيحة صديقتها التى أكدت لها على أهمية مرحلة الحضانة لطفلتها لاجتياز إنترفيو المدرسة، وبعد مداولات توصلت نيرمين لقرار انتظار العام المقبل لتخوض تجربة التقديم فى نفس المدرسة مرة أخرى ودخول الإنترفيو. 

أما تاليا حسن فقد تفاعلت بشكل جيد مع المدرسة المسؤولة عن إجراء الإنترفيو، لكن الغريب كان فى الجزء الثانى من المقابلة وهو الجزء الخاص بالوالدين، وتقول تاليا إنها فوجئت بالإخصائية الاجتماعية تسألها عن عدد مرات خروج الأسرة وأماكن الفسح، وعن اسم النادى المشتركين فيه وهل لديهم سيارة أم لا؟! 

وفى نهاية المقابلة علمت «تاليا» من الإخصائية أن إدارة المدرسة تهتم بالمستوى الاجتماعى للأسرة وتحرص أن يكون جميع الطلاب من مستويات متقاربة تجنبا للفوارق والاختلافات.

  لحسن الحظ كانت تاليا على علم بما سيدور فى المقابلة لكنها لم تتوقع الاهتمام المبالغ فيه بالمستوى الاقتصادى، خاصة أنها اختارت مدرسة لغات عادية وليست إنترناشونال! 

بالنسبة لهاجر محمد فقد كانت تعلم أن مشكلة ابنها شعوره الدائم بالخجل وعدم الرغبة فى التعامل مع الغرباء، ورغم محاولاتها لكسر هذه الرهبة من خلال دمجه مع الأطفال فى الحضانة والكيدز آريا لكن الأمر كان يحتاج بعض الوقت حتى يستطيع التفاعل مع أسئلة الإنترفيو المدرسية.

حاولت هاجر فى واقعة «الإنترفيو» التمهيد وشرح طبيعة طفلها، لكنها فوجئت بمدة الإنترفيو لا تتعدى 15 دقيقة، وخلال هذه الفترة يقيم الطفل ويتخذ قرار قبوله أو رفضه. 

مرت هاجر بالكثير من التجارب المحبطة خلال فترة التقديم لابنها لتكرار رفضه، واستقرت فى النهاية على مدرسة جيدة المستوى، رغم أنها كانت تتمنى أن تلحقه بواحدة من المدارس التى رفضته اعتقادا منها أنها ستحصل على مستوى تعليمى وترفيهى أفضل. 

ومن هاجر لثناء محمد التى حكت عن تجربتها فى الإنترفيو قائلة: إن الحضانة التى كان يذهب لها طفلها منذ السنتين جهزت ملزمة خاصة بأسئلة الإنترفيو للطفل وللوالدين، وقبل بدء التقديم للمدارس بأشهر بدأ ابنها يتدرب على الأسئلة وإجاباتها. 

لأن الملزمة موجودة، فقد كانت مهمة ثناء أبسط، وقبل الإنترفيو بأيام حفظت إجابات الأسئلة باللغة الإنجليزية واستعانت ببعض التطبيقات الناطقة للغة لتجيد نطق الكلمات الصعبة، ورغم تنفيذها نصائح مديرة الحضانة فإنها كانت غير مقتنعة بما فعلته خاصة أن فكرة حفظ الإجابات جعلتها تشعر بأنها تتحدث عن شخص آخر يعيش حياة غير التى تعيشها، لكنها اكتشفت بعد ذلك أن هذه الملزمة يتم تداولها على الكثير من جروبات الماميز والمدارس يحفظها كثيرون ويعمل بها الكثيرون ويدخل بها الحضانة كثيرون أيضا. 

 

 

 

يرى د. سامح سمير – استشارى الطب النفسى وتربية الأطفال – أن فكرة «الإنترفيو» للأطفال خطأ جسيم ومؤثر سلبى شديد على نفسية الطفل.

فالطفل فى مرحلة الطفولة المبكرة ليس مطالبا بأن يكون لديه هذا الكم من المعلومات والقدرات التى تطلبها بعض المدارس. 

ويضيف سمير: إن فكرة وضع الطفل فى موقف اختبار فى تلك السن واستجوابه قد يفقده الثقة بنفسه ويزيد من شعوره بالتوتر والرهبة، خاصة إذا كان لا يتعامل مع أفراد خارج محيط أسرته، فى تلك المرحلة المبكرة من عمره، مطالبا بعدم الضغط على الأطفال والإلحاح عليهم للإجابة عن أسئلة الإنترفيو.. إضافة إلى ضرورة عدم تعنيفهم أو إهانتهم إذا لم يظهروا بالمستوى المتوقع. 

أما نيرمين شوقى إخصائية تعديل السلوك واستشارى تربية الأطفال فقالت إنه من الممكن تدريب الطفل على هذه النوعية من المقابلات بشكل تدريجى. 

ووجهت «نرمين» نصائح للأمهات المقبلات على التجربة، ومرحلة القبول بالمدارس والحضانات مشيرة إلى أن أول وأهم خطوة هو ترك الطفل على راحته وعدم إجباره على الرد على كل سؤال خلال المقابلة.

وقالت نيرمين إنه من الطبيعى أن يخطئ الطفل فى بعض الكلمات أو يشعر بعدم الارتياح فيرفض التحدث ويرفض الإجابة. 

وطالبت «نرمين» الأمهات بتجهيز الطفل للإنترفيو من خلال بعض الأنشطة البسيطة فى البيت، وإخبارهم أنه سيجرى مقابلة ليتعرف على المدرسة الجديدة التى سيلتحق بها وأن معلمته ستلتقى به لتتعرف عليه، لأن مفاجأة بعض الأطفال بالمقابلة قد يؤثر على تركيزهم. 

وأكدت نيرمين أن رفض الطفل التعامل مع المدرسة أو خطأه فى بعض الإجابات ليس دليلا على فشله أو ضعف قدراته، ونصحت نرمين الأمهات اللاتى يواجهن هذا الموقف بتكرار الإنترفيو دون الشعور بالخجل أو الإحراج والبحث عن مدرسة أخرى تقدر طبيعة الطفل واختلاف القدرات بين الأطفال.