الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أبوالنصر يطالب بمساعدة الأوقاف لمواجهة غش الطلبة

أبوالنصر يطالب بمساعدة الأوقاف لمواجهة غش الطلبة
أبوالنصر يطالب بمساعدة الأوقاف لمواجهة غش الطلبة


قبيل بداية امتحانات الثانوية العامة بأيام، وبالرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم عن اتخاذها للعديد من التدابير لمنع الغش بأنواعه، كبروتوكول العمل مع وزارة الاتصالات، وإصدارها القرار 166 لسنة 2014 بشأن تنظيم عقوبة الغش، فضلا عن تدريسها، منهجا للأخلاق والسلوك والقيم تحت مسمى «كتاب الأخلاق» لأول مرة هذا العام، فجأة يصدر الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، مناشدة يطلب فيها المساعدة من وزارة الأوقاف والإعلام للاستعانة بمنابر المساجد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة للتأكيد على القيم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة المستمدة من التعاليم الدينية السمحة التى تحارب الغش وتجرمه، حتى تصل الرسالة للطالب والمعلم وولى الأمر!!
 
فهل لمثل هذه المناشدات دور فى محاربة الغش؟ ولماذا تلجأ لها الوزارة الآن؟ وهل أصبح الغش ظاهرة من الصعب مواجهتها خاصة فى ظل التقدم فى استخدام التكنولوجيا الحديثة.
صباح الخير تسطلع أراء خبراء تربويين ومعلمين حول الغش فى امتحانات الثانوية العامة.
 
فمن جانبه، حذر محمد سعد رئيس امتحانات الثانوية العامة الطلاب من عقوبة من يثبت عليه حالة الغش، وأوضح أن الوزارة تشدد هذا العام فى إجراءاتها بشأن مراقبة الطلاب أثناء أدائهم الامتحانات، حيث سيلغى امتحان الطالب فورا فى حالة إثبات الغش، بعد تكرار حوادث الغش فى الأعوام السابقة وتحدى الطلاب لإجراءات الوزارة وتعدد وسائل الغش.
 
وكان محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم قد اعتمد القرار الوزارى رقم 166 والخاص بتنظيم أحوال إلغاء الامتحان والحرمان منه وذلك للامتحانات العامة، والامتحانات المحلية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب فى الامتحانات، من خلال القضاء على الغش بجميع وسائله وأشكاله، تضمن القرار تشديد العقوبات على الطلاب الذين يقترفون أفعالا من شأنها الإخلال بنظام الامتحان، حيث يلغى امتحان الطالب فى جميع المواد إذا توافرت إحدى الحالات الآتية: الغش أو محاولة الغش أو المساعدة عليه بأى وسيلة أثناء الامتحان مثل استخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالأقلام السحرية أو الهواتف المحمولة أو النظارات المصورة أو أى وسيلة أخرى للمساعدة على الغش، الاعتداء بالقول أو بالفعل على أحد القائمين على أعمال الامتحانات داخل اللجنة أو خارجها، إخفاء كراسة الإجابة أو تمزيقها أو نزع ورقة منها إذا ما اقترنت بأفعال أو أقوال تسىء للعاملين باللجنة أو الطلاب، والسماح للغير بأداء الامتحان بدلا منه.
 
ويحق للوزير أو المحافظ المختص حسب الأحوال حرمان الطالب من دخول الامتحان العام التالى لعام الإلغاء إذا اقترنت إحدى الوقائع السابقة بأعمال عنف أو إثارة شغب.
 
∎ التربية والغش
 
وعن جدوى مطالبة وزير التعليم لمحاربة الغش، يؤكد الدكتور محمد المفتى العميد السابق لتربية عين شمس، أن المناشدة من أكثر من جهة لها دور إيجابى فى استجابة أفراد المجتمع لأن التربية ليست مقصورة على وزارة التربية والتعليم، بل إن وزارة الإعلام والشباب ودور العبادة والأسرة، الجميع له دور فى تربية النشء على القيم والمبادئ.
 
ويوضح المفتى أنه لا توجد علاقة بين نوع التعليم سواء حكوميا أو خاصا أو دوليا وبين الغش، لارتباط الغش بالأخلاق والضمير فى المقام الأول.
 
ويتفق مع رأى المفتى رأى الدكتور «مجدى أمين» رئيس المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، حيث يرى أن دور الإعلام ودور العبادة سيساعد قليلا فى ترسيخ القيم والمبادئ التى تجرم ثقافة الغش التى انتشرت فى المجتمع خلال السنوات الماضية خاصة بعد ثورة 52 يناير، برغم ما قدمه المركز من دراسات فى الأعوام السابقة للتخلص من هذه الظاهرة، ولكنها لم تنجح.
 
ويشير أمين إلى إمكانية التغلب على الغش، عن طريق زيادة أعداد المراقبين والسرية فى وضع الامتحان والالتزام بوقت فتح أظرف الأسئلة وعدم دخول الموبايل داخل اللجنة لمنع تسريب الامتحانات، هذا فضلا عن الاستعداد بامتحانات بديلة فى حالة تسريب الامتحان وهذا ما قامت به الوزارة، ويوضح أمين أن عملية تقويم أسئلة امتحانات الثانوية تتم ولأول مرة هذا العام أثناء وضع الأسئلة، وليس أثناء انعقاد الامتحان كما كان يحدث فى الأعوام السابقة، حيث يشارك عضو متخصص فى كل مادة من المركز مع لجنة وضع الأسئلة.
 
ويطمئن الدكتور مجدى الطلبة وأولياء الأمور بأن امتحانات الثانوية العامة ستأتى فى مستوى الطالب المتوسط ولن يشتكى الطالب المجتهدمن صعوبة أى امتحان، لكن الامتحانانات لن تخلو من الأسئلة التى تقيس المستويات العليا للتفكير والفهم، وذلك لقياس الفروق الفردية بين الطلاب.
 
وأوضح قائلا: نحن كمركز للامتحانات أخذنا فى الاعتبار أثناء وضع مواصفات الورقة الامتحانية، ما مر به العام الدراسى هذا العام من عدم انتظام العملية التعليمية وزيادة أيام إجازة نصف العام وما تم حذفه من المناهج.
 
∎ شرعية الغش
 
أما الدكتور سامى نصار عميد معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، فيرى صعوبة فى إمكانية أن تؤثر دعوات ومناشدات التمسك بالقيم والمبادئ فى الإقلاع عن الغش الذى اكتسب شرعية ويمارس بالإكراه فى ظل غياب سلطة الدولة والحكومات وعدم تطبيق القانون وتهديد المراقبين ورؤساء اللجان من قبل الطلبة وأولياء الأمور.
 
ويضرب مثلا للدلالة على غياب سلطة الدولة، بتلك الإعلانات الموجودة بجوار سور محطة مترو جامعة القاهرة والتى تعلن عن المكتبات التى تبيع «برشام الغش» للطلبة!!!
 
ويوضح نصار أن أولياء الأمور هم من يساعدون أبناءهم على الغش، لأنهم يريدون نجاحهم سواء بالحق أو بالباطل لاقتناعهم بأن الباطل والفهلوة هو السائد فى المجتمع، فهناك علاقة طردية بين الفساد فى المجتمع والغش فى الامتحانات، وهنا يجد الطالب مبررا لفساده وفى قرارات الوزارة بأنها ليست مصدرا للعدل والإنصاف وأنه لا قيمة لها.
 
∎ الغش التقليدى
 
ويبين حسن أحمد رئيس نقابة المعلمين المستقلة، أن مناشدة وزير التعليم لمواجهة الغش إنما تدل على فشل الوزارة فى القيام بدورها المنوط بها وهو التربية وغرس القيم قبل التعليم والذى أصابه هو الآخر خللا الآن وتلقى بعبء المسئولية على الغير، كما أنها لم تقدم التعليم الجيد للطلاب الفقراء فى المدارس الحكومية الذين حرموا من الفرص المتكافئة فى ظل الدروس الخصوصية والمدارس الخاصة والدولية والعنصرية فى التعليم، مما جعل الغش حقا مكتسبا لمن ليست لديه القدرة المالية للصرف على التعليم وبتأييد من أولياء الأمور أنفسهم.
 
ويتساءل أحمد قائلا: كيف تجدى مناشدة الأوقاف وهى تعانى من مشكلات عديدة منها الخطاب الدينى المتشدد!!!
 
وعن منهج الأخلاق والسلوك الذى درس هذا العام، يقول أحمد: صحيح أن الكتاب موجود ودرس ولكن لم يهتم به الطلاب لأن درجاته لا تدخل ضمن المجموع الكلى للدرجات مثل مادة التربية الدينية التى لا يهتم بها الطلاب، هذا فى ظل غياب القدوة وفساد سلوك البعض داخل مجتمع المدرسة مما يجعل الطالب فريسة للمتناقضات، أى بين ما هو نظرى وما هو فى الواقع.
 
ويلفت النظر إلى ما يعانيه المراقب من سوء حالة الاستراحات التى يقيم فيها أثناء فترة الامتحان، مما يجعله يذهب إلى لجنة الامتحان مجهدا ولا يهتم بما يحدث داخلها من غش.
 
وبحسب رأى أحمد فإن امتحانات هذا العام لن تشهد حالات الغش الإلكترونى التى حدثت العام الماضى بسبب تسريب الأسئلة، لأن الوزارة استبعدت المستشارين الذين يعملون بمراكز الدروس الخصوصية وأيضا كبار المسئولين الذين لهم أبناء فى الثانوية العامة، من وضع أسئلة الامتحانات، ولن يتبقى أمام من يريدون الغش سوى الطرق التقليدية.
 
∎ ضعف وزارى
 
الخبير التربوى د.كمال مغيث الأستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية قال: إن استعانة وزارة التربية والتعليم، بوزارتى الإعلام والأوقاف، لمساعدتها فى توعية الطلاب وأولياء الأمور بأهمية الابتعاد عن الغش خاصة فى امتحانات الثانوية العامة، تدل على عدم قدرة الوزارة على ضبط أعمال الامتحانات.
 
وأضاف أن الوزارة تشعر بضعفها، ولذا تستعين بأى قوى موجودة، لكنه يتحفظ على دعوة الأسر مساعدة الوزارة فى محاربة الغش، لأن الأسر تتمنى أن يحصل أبناءها على مجاميع مرتفعة، وبعض الأسر تربى أولادها بالفعل على عدم الغش، لكن هناك أسر تسعى لمساعدة الأبناء على الغش.
 
وطالب مغيث الوزارة بمواجهة طرق الغش بوضع امتحانات تقيس قدرة الطالب على التفكير والتركيب والإبداع فى حل المشكلات، وليس على الحفظ والتذكرالذى يسهل غشه.