الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيكولوجية حُرة تقبل «ضرة»!

فيما يستمر الجدل فى دعوات «تعدد الزوجات» باتهامات دائمة للرجال وباتهامات أخرى للبعض الآخر بالتحجج بالدين، رغم تضييقه الشديد على خيار الزواج بأخرى، ظهرت فى المقابل موجة «حريمى» لافتة تدعو للتعدد باعتباره «حق رجالى»!



على مواقع التواصل كثير من «جروبات نسوية» ترى أن التعدد حق، وتقبل التعدد وبعضهن يدعون إليه، ما أثار كثيرًا من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن «سيكولوجية زوجة» تقبل بزواج زوجها بأخرى!

 

هى ليست فقط أصواتا نسائية، تدعو للتعدد، إنما ذهبت بعضهن لأبعد من فكرة القبول فى حد ذاتها، وأبدين إمكانية البحث بأنفسهن عن زوجة أخرى لأزواجهن.

«صباح الخير» سألت الخبراء النفسيين عن الدوافع والأسباب والتحليل النفسى للمرأة التى تتبنى وجهة النظر هذه وتعتبر أنها شىء عادى.

وطرحنا عدة أسئلة عن ملامح سيكولوجية لامرأة تقبل الضرة بنفس راضية؟!

الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية قال: إنه من الطبيعى والمستقر لدى الطبيعة الأنثوية، أن المرأة ترفض مشاركة أخرى فى زوجها، ولذلك ترفض أغلب السيدات فكرة تعدد الزوجات، لأن الفطرة الإنسانية تؤكد الغيرة عند الزوجة حال زواج زوجها بأخرى، خصوصًا أن هذا الأمر يترتب عليه من الكثير من الآثار النفسية غير العادية، والتى تظهر فى سلوكها وتصرفاتها.

وأضاف: لكن أحيانًا نرى زوجات تقبلن فكرة التعدد سواء بواحدة أو اثنتين أو أكثر، حتى إنه مؤخرًا ذهب بعضهن لاختيار الزوجة الجديدة لزوجها، وهذا بالطبع له دوافع وتحليل نفسى لهذه الشخصيات من السيدات، فهذا الفعل تقوم به هذه الفئة من السيدات إما بسبب مرضها المستمر تشعر معه أنها مقصرة، وتقوم بذلك لأنها تعتبر هذا الفعل نوعًا من الإيثار».

أيضًا من ضمن الأسباب والدوافع عدم الإنجاب، لذلك تلتمس العذر لزوجها وفى بعض الحالات تتشاور معه فى الزوجة الأنسب.

وتابع: «أيضًا يكون الدافع أحيانًا بسبب تصرفات الزوج غير المسئولة، وبالتالى تتجاهله الزوجة ويصبح زواجه بأخرى شيئا متوقعا، وهذا النوع يعرف أنه حال طلب الطلاق عند زواج الزوج بأخرى فسيكون مصيرها مجهولًا، خصوصًا أنها ليس لديها دخل أو محل للإقامة، وبالتالى تكون غير قادرة على مواجهة الحياة وصعوباتها، وبالتالى ترضخ لفكرة التعدد وتستسلم للأمر الواقع.

 

 

 

يقول هندى: يكثر هذا إذا كانت المرأة ليس لديها مؤهل دراسى أو كارير وظيفى أو لم تحتك بالواقع ومشكلاته بشكل كبير أو أصبحت كبيرة فى السن، وبالتالى تقبل فكرة التعدد على مضض وتصمت وتعتبر الأمر عاديًا.

أضاف: بعض الزوجات تغض النظر عن التعدد، لأسباب اقتصادية، منها مثلًا أنها تكون اعتادت على المعيشة فى مستوى اقتصادى معين مع زوجها، وبالتالى عند الانفصال ستفقد هذه الحياة، فتتعامل مع الأمر بشكل عادى، وكثيرًا ما تكون تلك الحالة إذا كان الزوج غنيًا ومتقدمًا فى السن فعند طلبها الطلاق ورفضها فكرة التعدد ستفقد حقوقها الشرعية فى الميراث كما تفكر بعضهن، أو أنها تشعر بأنها استنزفت فعليًا لتكوين زوجها وبناء مستقبله وبناء حياته معها، وبالتالى ترفض أن تترك كل هذا لزوجة أخرى، وبالتالى تتظاهر بتقبل فكرة التعدد أملًا أن يعود الزوج إلى رشده وتعيش معه بمبدأ «مسبش خيره لغيرى».

وفى رأى «هندى» هناك بعض العوامل الأخرى، منها أن تكون المرأة أرغمت على الزواج به منذ البداية، وبالتالى فكرة التعدد والزواج بأخرى لا تحرك لديها ساكنًا، أو أن يكون الزوج مريضًا أو عصبيا ويستحيل العشرة بينهما، أو أن الزوج كثير النقد لزوجته بسبب شكلها أو طريقة حياتها، وأيضًا بعض السيدات يكون لديهن حب مرضى وأعمى للزوج، فهى تحاول أن ترضيه طوال الوقت بأى طريقة حتى لو كان على حساب نفسها».

وبعض السيدات، كما قال هندى، تتقبل فكرة التعدد من مبدأ «أزمة وستمر»، وتعتبر الرجل يمر بأزمة عاطفية، ويكون لدى المرأة ثقة زائدة فى نفسها وتتقبل فكرة التعدد لأنها تعلم مدى تأثيرها عليه، وأنه فى أزمة سيخرج منها فى أقرب وقت ممكن ليعود إليها، وبالتالى تراهن على كسب المعركة وتعتمد على الصبر فى ذلك.

وبعض السيدات يتقبلن فكرة التعدد على مضض بسبب الأبناء، خصوصًا إن كان فى الأسرة «بنات على وش جواز» فهنا تغلب الأم مصلحة نجلتها على مصلحتها، وتصمت عن الاعتراض على فكرة التعدد، حتى تتم خطبة نجلتها وإتمام زفافها، كى لا تتسبب فى أزمة، وهنا يكون الصمت على مضض من أجل الحفاظ على الكيان الأسرى، والبعد عن النميمة المجتمعية والخوف من شماتة الآخرين، وكلها مشاعر سلبية.

من جانبها رأت د. سهير لطفى أستاذ علم النفس أن هذه النوعية من السيدات تحتاج إلى «التوعية» بأن لها حقوقًا يجب الحفاظ عليها، والتأكيد على أهميتها ومكانتها.

وقالت لطفى: ثقافة هذه النوعية من السيدات ذكورية تربت عليها وأصبحت مستقرة فى وجدانها بأن الذكر مسموح له فعل أى شىء وكل شىء، بالتالى تتصرف على أساس ما تربت عليه، بل إنها تتظاهر بذلك حتی تظهر بمظهر الزوجة المثالية كما تراها».

على جانب آخر، قال الدكتور مدحت عبدالهادى استشاري العلاقات الأسرية: إن الغيرة وغيرها من المشاعر الإنسانية غير متساوية عند البشر، فهناك من لديه مشاعر مرهفة، وآخرون لديهم مشاعر متبلدة، فيما يرى آخرون مشاعر عادية، فالغيرة مثل المسطرة كل شخص يقف فيها عند درجة أو مقياس معين حسب شخصيته، وهو ما يفسر قبول بعض السيدات لفكرة التعدد، حيث إن بعض هؤلاء السيدات تكون نسبة الغيرة لديهن ضئيلة جدًا تجاه أزواجهن، وهذا لا يعنى عدم حب أو اختلال نفسى لديهن، لكنهن يمتلكن شخصيات مختلفة، تجعلهن ينظرن للأمور بنظرة، مختلفة».

يضرب عبدالهادى مثلًا قائلاً: «قد نجد سيدة تقبل بهذا الوضع على اعتبار أنها لا تطيق القيام بالأعمال الزوجية أو المنزلية طوال أيام الأسبوع وتسير بمبدأ واحدة تانية «تشيل نص قرفه» فتقبل فكرة المشاركة، والأساس هنا هو مدى توافر الرضا بين الطرفين».