الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

من مقلب قمامة لمسرح ومكتبة

«الصخرة» فى «جبل الطير»

ورش حكى للأطفال
ورش حكى للأطفال

من قلب الاحتياج إلى أغنية ولوحة وكتاب؛ قرر الشاب شنودة عادل أن يوفر ما تمناه وهو طفل – ولم يجده- لأطفال قريته «جبل الطير» فى محافظة المنيا فكانت فكرته بتشكيل فريق ليكون منفذا فنيًا لأطفال القرية «الصخرة».



«الصخرة» هو الاسم الذى أعطاه «شنودة عادل» لفريقه الذى آمن بمحاولة تثقيف الأطفال فى القرية وتقديم الفنون لهم بشكل مبسط عوضاً عن المسافة التى تفصلهم عن المسارح والسينمات المعروفة والتى لا يستطيعون الذهاب إليها.. فقرر هو أن يحضرها لهم.

 

وقال شنودة: أقرب قصر ثقافة لقريتنا يبعد حوالى 25 كيلو ولا يوجد مسرح أو مكتبة أو سينما، إلا من خلال شاشة التليفزيون وحين كنت طالبًا جامعيًا ومن قبلها عانيت للحصول على كتاب بسبب أسعار الكتب وبُعد المكتبات عن قريتى، وقتها قررت عام 2011 أن أعرف كيف أصنع وأشارك فى الفاعليات الثقافية حتى أنقلها لأطفال قريتى وأمنع تكرار معاناتى معهم، وبالفعل بدأت بتجميع الأطفال من حولى فى غرفتى وأقرأ لهم الحواديت وقصص الأطفال مع محاولة عرض فيلم سينمائى على جهازى فى المنزل، ثم انتظمت لقاءاتنا حتى ازداد عدد الأطفال وزاد معهم شغفى للفكرة.

يكمل شنودة قصته وهو يبتسم وكأنه يعود للحظات الأولى لفكرته الوليدة، فيحكى: بعدها بدأت بعدد من الأفكار لتنفيذها مع الأطفال منهم أن نتعاون لننظف شوارع قريتنا، وبالفعل كنت حريصًا على تصوير الشارع قبل وبعد النظافة حتى أدعم جهودهم وأعرف ردود أفعالهم، وفى البداية كان الأمر غريبًا وكانت حالة الاستياء من الأطفال وكبار القرية، ولكنى استمررت فى إقناع الأطفال أن نظافة شارعنا ومدرستنا وبيوتنا من نظافتنا، وهو أمر مهم وعظيم، وبهذا زاد العدد حتى وصلنا لسبعين طفلاً.

 

التدريب على مهارات الرسم- شنودة مع أطفال القرية
التدريب على مهارات الرسم- شنودة مع أطفال القرية

 

ويتابع: ومن حملة «نضف» وزيادة عدد الأطفال وملاحظة بعض الأصدقاء لما نفعله قررت تكوين فريق باسم الصخرة على غرار الاسم الذى أطلقه المصريون القدماء على قريتنا قديماً، وبدأنا بتوزيع المهام على الفريق والتواصل مع الأصدقاء الآخرين للتبرع بكتب للأطفال، وكانت بدايتنا بـ50 كتابًا، وقررنا عمل معرض كتاب مجانى، ثم بدأ الناس بالتبرع لنا بكتب بشكل أكبر وأقمنا معرضنا الثانى بحوالى 1200 كتاب وزعت مجاناً مع وجود عرض مسرحى وإلقاء شعر وكان عدد الحاضرين حوالى 250 فردًا من القرية كبارًا وصغارًا. 

ويشرح: فى البداية حين كنا نعرض الأفلام السينمائية كانت بشكل عفوى، ولكن بعد ذلك قررنا انتقاء أهم الأفلام المناسبة للأطفال التى تعطى لهم قيمة معينة، ثم بعدها حرصنا على العمل على السلوكيات والتوعية والحديث المباشر عن العنف والإساءات الجنسية وتقبل الآخر والتعايش والمحبة وغيرها من الموضوعات التى تواصلنا فيها مع مدربين لمعرفة الطريقة الأنسب لعرضها على أطفال القرية. 

ويستكمل: كان هدفنا خلق مساحة ثقافية فى مكان كبير بالقرية، فقررنا تحويل أكبر مقلب للقمامة بالقرية لحديقة جميلة نعمل فيها مع الأطفال سواء كان عرض مسرحيات أو سينما أو الرسم أو حكى الحواديت، وتبرع عدد كبير من أبناء القرية بتنظيف مقلب القمامة وتبرعت بعض المؤسسات الأهلية بتشجير المكان.

الثقافة بأقل الإمكانيات
الثقافة بأقل الإمكانيات

 

 

وأشار شنودة إلى فاعلية أقامتها الصخرة كانت عبارة عن معرض للفنون التشكيلية يضم المعرض لوحات تجسد قرية «جبل الطير» وأهلها وحرصنا على دعوة أهل القرية وكانوا فى غاية السعادة حين رأوا أنفسهم فى هذه اللوحات.

يحلم «شنودة عادل» بتأسيس مقر دائم للفريق يعرفه الكبار والصغار ليكون مستقرًا لهم ومنفذًا لتوزيع الكتب والقصص، وأن يكون فى كل القرى المجاورة التى بدأ العمل بها مجرد غرفة صغيرة تخدم الأطفال هناك، وأن يتطوع من كل قرية شباب مؤمنة بقيمة الثقافة والفنون لتخدم من حولها.