الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«بوابة الأمل».. تفاصيل قصة نجاح أكاديمى مصرى ألمانى

70 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا.. و20 عاما على افتتاح الجامعة الألمانية بالقاهرة
70 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا.. و20 عاما على افتتاح الجامعة الألمانية بالقاهرة

على ضفاف نهر الراين أجمل أنهار أوروبا تقع مدينة بون الجميلة التى تجاوز التاريخ دورها السياسى كأول عاصمة لألمانيا، لكن الواقع لم يتجاوزها كعاصمة للجمال والفن والعلم والطب، ولأن بون تحتضن أهم وأشهر المؤسسات التعليمية كانت الدعوة للقاء احتفائى بماضى وحاضر علاقتنا بألمانيا من دبلوماسية السياسة إلى دبلوماسية العلم.



فإذا كنا نحتفل هذا العام بتاريخ بدء العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا ومرور 70 سنة على استقبال مصر أول سفير ألمانى بالقاهرة عام 1952 (مصر أول دولة عربية أقامت علاقات على مستوى السفراء مع ألمانيا) فإننا نحتفل أيضًا مع ألمانيا فى نفس الشهر بمرور 20 عامًا على تعليمها العابر للحدود ممثلًا فى الجامعة الألمانية بالقاهرة.

أربعة أيام ما بين العاصمة القديمة بون والعاصمة الحالية برلين بدعوة من الهيئة الدولية للتبادل العلمى والأكاديمى.

 

العلاقات المصرية الألمانية عريقة، فأهمية مصر الإقليمية جعلتها محور اهتمام ألمانيا على مر العصور وفى كل المجالات. فكما كانت مصر أولى الدول العربية التى أقامت علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء مع ألمانيا فإنها هى أيضًا صاحبة مركز التقاء وتواصل حضارى عبر التعليم العابر للحدود. وتعد الجامعة الألمانية بالقاهرة بوابة عبور التعليم الألمانى إلى مصر وإفريقيا باعتبارها جامعة مستقلة ثنائية القومية خارج حدود ألمانيا.

 

عاصمة الجمال الواقعة على ضفاف نهر الراين
عاصمة الجمال الواقعة على ضفاف نهر الراين

 

عرضت كل مؤسسة بحثية آليات عملها ودورها فى مجال المنح المقدمة للباحثين حول العالم وكان سؤالنا عن مصر وأفريقيا وحجم المنح والدعم لباحثيها، وأوضحت الدكتورة كاتيا يانج ممثلة مؤسسة الكسندر همبولت المسئولة عن منح التميز العلمى للتعاون الدولى والبحث العلمى أن حجم المنح التى تقدمها المؤسسة بلغ (140) مليون يورو بهدف تعزيز التعاون الأكاديمى الدولى بين العلماء والعلماء المتميزين من ألمانيا ومن الخارج.

وعن معايير المنح وشروطها قالت يانج إن المعايير أكاديمية بحتة وليس لها علاقة بدول أو علوم معينة والمؤسسة لديها برامج مختلفة تدعم الطلاب خارج حدود ألمانيا.

وأضافت أن هناك منحًا أخرى لما بعد الدكتوراه بشرط أن يكون للطلاب خبرة بحثية وجائزة همبولت البحثية وبرنامج همبولت للحصول على الأستاذية فى منح مدى الحياة للتواصل مع الأكاديميين عن طريق شبكة تواصل تضم 300 ألف طالب منهم 75 باحثًا حصلوا على جائزة نوبل.

من جانبها قالت الدكتورة سونيا شبال مسئولة الشرق الأوسط وأفريقيا عن فى مؤسسة ألكسندر همبولت إن عدد الباحثين فى المؤسسة بلغوا حتى اليوم 30 ألفًا، وقالت إن مصر تحصل على أكبر دعم للبحث العلمى فى أفريقيا، وأضافت: 315 باحثًا مصرىًا وهو العدد الأكبر فى أفريقيا من إجمالي800 باحث فى شمال أفريقيا، وأشارت إلى أنه فى الخمس سنوات الأخيرة قدمت المؤسسة 31 منحة ثلثها للنساء وهناك 6 جوائز قدمتها المؤسسة للشرق الأوسط حصلت مصر على ثلاثة منها، واحدة لجامعة المنيا والثانية للجامعة الأمريكية والثالثة لجامعة القاهرة.

وأضافت شبال: لدينا 100 جمعية لخريجى المؤسسة باعتبارهم سفراءنا حول العالم.

(التغير المناخى الأهم)

هيئة التبادل الدولى العلمى والأكاديمى تأسست لأجل التعاون والتبادل الأكاديمى حول العالم، وهدفها إرساء السلام بالتعاون مع جامعات أخرى خارج ألمانيا، ولديها 240 هيئة فى أنحاء العالم، و68 مكتبًا و50 مركزًا للبحث العلمى، و472 محاضرًا، يتم إرسالهم لجامعات أخرى فى العالم حسب ما أكد (ستيفان بينيفيلد) رئيس قسم التعليم العالى العابر للحدود بالهيئة.

وقال: نركز الآن فى ألمانيا فى إطار اهتمامها بالتنمية المستدامة على موضوعات الطاقة الجديدة والمتجددة فى ظل التغيير المناخى ونتعاون دوليًا فى مجال المناخ.

وأشار إلى أن هناك خطة للقضاء على أسباب التلوث المناخى حتى 2045، إضافة إلى مشروع لحماية البيئة فى الشرق الأوسط بين جامعة توبنجن مع جامعة نابلس الفلسطينية والأردن وفى أفريقيا للتعامل مع قضايا المناخ.

وأضاف: حوالى 112 ألف طالب ألمانى سافر للخارج 2020، وهو العام الذى شهد تراجعًا فى ميزانية الـ«داد» بسبب كورونا، وتأثرت برامج لم نستطع استئنافها، ولدينا مليون و600 ألف باحث تم تمويلهم داخل ألمانيا ومليون و90 ألف باحث أجنبى تم تمويلهم فى الخارج.

وقال بينفيلد: نصف عدد المنح للأناث وتأتى الموضوعات القانونية والإنسانية فى المقدمة ثم الهندسية وغيرها وأكثر المنح تقدم للشرق الأوسط وإفريقيا، وأشار إلى أن مكتب الهيئة بالقاهرة يجمع العلماء المصريين والألمان فى مؤتمرات كثيرة بمشاركة الجامعة الألمانية

 

شبكة تواصل بين الهيئة والأكاديميين تضم 300 ألف طالب
شبكة تواصل بين الهيئة والأكاديميين تضم 300 ألف طالب

 

(بوابة الأمل مع مصر)

فى نهاية احتفالية أكبر المؤسسات العلمية بمشروعهم التعليمى العابر للحدود وهو الجامعة الألمانية قام الدكتور أشرف منصور رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة بإهداء (بوابة الأمل) إلى كل مسئولى هيئة الداد وعلى رأسهم د.كاى زيكس السكرتير العام للهيئة، ود.شتيفان بينفيليد رئيس قسم التعليم العالى العابر للحدود.

لكن ما هى بوابة الأمل؟ وماذا تعنى رمزيتها؟

«بوابة الأمل» هى شكل هندسى لبوابة عبور أطلق عليها «بوابة الأمل» وشعارها يرمز لقصة نجاح تعاون علمى مصرى ألمانى عابر للحدود، مغزى التسمية فهو الأمل الذى كان يملأ قلوب وعقول المتحمسين لفكرة إنشاء جامعة ألمانية بالقاهرة.

وحسب ما قال د.أشرف منصور رئيس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة: أملنا كان فى جامعة تجمع التعليم والبحث العلمى بطلاب متميزين بغض النظر عن مستواهم الاجتماعى، وجامعة محايدة بعيدة عن أى سياسة أو أيديولوجية لتقدم ابتكاراتها فى كل المجالات، ويتميز طلابها ثقافيًا وسيكولوجيًا ليعبروا الحدود وهو ما تحقق وأصبح لدينا 20 ألف خريج على أرض ألمانيا ما بين جامعاتها وشركاتها، منهم 7 آلاف خريج فى برلين وحدها والـ12 ألفًا فى باقى المقاطعات، وأضاف: تفاعل الشباب مع بعضهم البعض عبر العالم سيعطينا الأمل فى الأوقات الصعبة ويمكنهم التغلب على التحديات الدولية التى لا يمكن التغلب عليها إلا بالتعاون الدولى.

وقال: كان للجامعة الألمانية دور فى خلق جسور التعاون بين مصر وألمانيا.