حكايات الملاعب

على خضير
رسالة إلى رئيس الوزراء!
السيد المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر بصفته رياضيا سابقا ورئيسا لمجلس إدارة نادى المقاولون العرب الذى يذخر بالنجوم والأبطال وبصفتك تُدرك حاجات الرياضيين وحياتهم فقد أتحدث لسيادتكم اليوم عن أزمة النجوم والأبطال القدامى من أبناء الألعاب الشهيدة «الفردية» غير كرة القدم الذين لا يجدون فى كثير من الأحيان من يوفر لهم الحياة الكريمة التى تتناسب مع ما حققوه من انجازات وبطولات باسم مصر، خاصة الذين أعطوا فيما مضى من سنوات بعيدة، وكثير منهم يمنعه الحياء من طلب المعونة أو الجرى وراء حقوقه المادية.. وصفحات الرياضة تمتلئ بسجلات هؤلاء الأبطال الذين أتحدث اليوم عن واحدة من أبرز بطلات مصر فى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين أمينة محمود بطلة مصر والنادى الأهلى وصاحبة رقم مصر والعرب القياسى فى الرمح كما أنها كانت عداءة متميزة فى الـ100 و200 متر جرى وغير ذلك لعبت باسم مصر والنادى الأهلى فى كرة اليد، وهى تحمل تاريخا رياضيا محترما يؤهلها لأن تكون واحدة من أفضل الرياضيات فى مصر، خاصة أنها كانت أول فتاة مصرية تتأهل للألعاب الأوليمبية فى ميونخ 1972 ولكن لسوء الحظ حدثت «قصة الفدائيين الفلسطينيين» قبل مشاركتها فى السباق بـ484 ساعة وانسحبت البعثة المصرية، وفى مونتريال 76 لم تشارك مصر، وفى موسكو 80 انسحبنا.. وهكذا كان حظ السيدة وهى فى القمة سيئا، وإن كان هذا الحظ لم يمنع تفوقها المحلى والعربى والأفريقى، وكانت راهبة فى محراب الرياضة المصرية التى أعطتها أمينة زهرة عمرها وشبابها وشيخوختها كمدربة فى النادى الأهلى ثم نادى الزهور.. عفوًا على هذه الإطالة ولكن المطلوب أن الكابتن أمينة سيدة الملاعب بإنجازاتها وأخلاقها العالية الرقيقة حيث يمتلئ دولابها بالميداليات والكئوس دون الحصول على إنذار أو لفت نظر أو دون ذلك.. تعانى من حصولها على جنيهات صغيرة من معاش حكومى لا يكفى لأن تعيش هذه البطلة بها حياة كريمة مقداره 295 جنيهًا شهريًا.
الكابتن أمينة تطلب ونطلب معها معاشا استثنائيا من وزارة الشباب والرياضة، عساها تكمل حياتها فى عيشة كريمة وصحية بعد سنوات طويلة فى حب مصر وهى تستحق فهل من مجيب؟ وهل من إكرام لأبطال مصر القدامى والذين تمثل أمينة محمود نموذجا صارخا لهم، لأن تكريم مثل هؤلاء الأبطال يعطى للأجيال المقبلة الأمل والطموح والقدوة فى أن نهر العطاء وتقدير المسئولين لهم، خاصة أن نجوم وأبطال القرن العشرين لم يلحقوا بالمكافآت المرتفعة ولا بالآلاف.. بل إن معظم مكافآتهم إضافة إلى كونها معنوية كانت فى أحيان كثيرة عبارة عن فنجان شاى وقطعة جاتوه، أو طقم ملابس، أما إذا وصلت بضعة جنيهات فإنها ثروة!
السيد إبراهيم محلب والسيد خالد عبدالعزيز: إن أبطالنا القدامى يستحقون نظرة حب وحنان.
المدارس العسكرية.. الرياضية!
أسعدنى يوم رياضى جميل قضيته فى جهاز الرياضة العسكرى بصحبة اللواء الدكتور مجدى اللوزى رئيس الجهاز وأحد القيادات العسكرية الرياضية الرائعة، وذلك بمناسبة قبول دفعة جديدة من أبناء الشعب المصرى بالمدارس العسكرية الرياضية فى جميع المراحل الابتدائى والإعدادى والثانوى لعدد من ألعاب التفوق المصرى خاصة الألعاب الأوليمبية مثل المصارعة، ورفع الأثقال والغطس والملاكمة والجودو والسباحة والجمباز والتايكندو والخماسى الحديث والترايلتون والسلاح والدراجات والقوس والسهم.. وهى الألعاب التى تمتلك فيها الرياضة المصرية تاريخا مشرفا بـ «جينات» تفوق تاريخى ساهمت فى كتابة تاريخ رياضى مصرى بديع، رأت القوات المسلحة الارتكاز على بند التفوق فبدأت فى توفير ورعاية المواهب واستقطابها منذ تأسيس أولى المدارس العسكرية الرياضية عام 1993 فى ست محافظات.
فكان عام 2005 بداية صيحة جديدة وإعادة توظيف وتأهيل لتلك المدارس وهى الخطة التى لا يكف المسئولون عن التطوير والتحديث فيها حتى أصبحت الآن تضم نخبة من أبطال وبطلات مصر فى الألعاب الفردية على وجه التحديد، بل أصبح أبناء هذه المدارس هم عماد التفوق المصرى والآلية الأولى فى التفوق الرياضى المصرى والذى يحتاج الكثير من الاهتمام حتى تتمكن من النضج والعطاء، بصراحة تلك المدارس هى المستقبل.
كما أكد اللواء اللوزى على اهتمام القيادة العسكرية بالحياة الرياضية وتربية النشء والمساهمة فى إضافة انجازات رياضية لأبناء القوات المسلحة وهى التى بدأت ثمارها فى البطولات والدورات الكبرى، وكانت البداية فى أوليمبياد الشباب الأول بسنغافورة 2010 ثم دورة البحر المتوسط ميرسن 2013. والألعاب الأفريقية بموبوتو.. ثم الألعاب العربية بالدوحة وغير ذلك من بطولات ودورات كبرى يحصد خلالها أبناء المؤسسة العسكرية ثلاثة أرباع الانجازات والميداليات وأكبر دليل دورة البحر المتوسط ميرسن 2013 والتى حققت خلالها مصر 76 ميدالية كأكبر رقم من الميداليات تحقق فى تاريخ هذه الدورة، كان لأبناء المؤسسة 42 ميدالية.. وبالنسبة لأوليمبياد الشباب المقبلة ببكين أغسطس المقبل فإن نسبة التأهل وصلت لـ60٪ من المتأهلين.. وهناك فى الطريق أبطال آخرون.
وهكذا يثبت أبناء القوات المسلحة يومًا بعد الآخر أنهم ذخيرة لهذا الوطن فى كل المجالات.