الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الليزر يؤهل السنغال.. ومنتخبنا «رجالة»

حملة ليزر من جماهير السنغال
حملة ليزر من جماهير السنغال

تفاصيل وقائع مليئة بروح المنافسة والرجولة فى استاد داكار من مباراة الإياب لتصفيات كأس العالم، أدى فيها منتخب مصر لعبًا احترافيًا فى مباراة الإياب رغم سلسلة من الضغوط الرهيبة التى مارسها المنافس وجمهوره وساهمت فى  مزيد من الضغط، وتعرض رجال المنتخب المصرى لما أسمته الصحف الأوروبية «حملات الليزر» الموجهة خلال ركلات الترجيح والتى ساهمت فى خسارة بطاقة الصعود لأبطالنا.



 

وصمد لاعبو منتخب مصر أمام الكثير من المضايقات والأفعال غير المسئولة من جمهور منتخب السنغال سواء قبل المباراة أو أثنائها أو بعدها، وكذلك عدد من الوقائع الخالية تمامًا من أى روح رياضية قام بها جمهور السنغال منذ خروج الأتوبيس الذى يحمل الفراعنة فى مطار داكار إلى فندق الإقامة.

أجواء مشحونة

حرص الاتحاد المصرى لكرة القدم على توثيق الكثير من المشاهد العنيفة التى واجهتها بعثة منتخب مصر خلال لقاء السنغال فى الإياب وذلك بعدما ألقى الجمهور الكثير من المقذوفات على لاعبى الفراعنة.

 

غربال تغاضى عن تجاوزات سنغالية
غربال تغاضى عن تجاوزات سنغالية

 

وفيما تقدم اتحاد الكرة المصرى بطلب للفيفا لإعادة المباراة بسبب أخطاء التحكيم وتجاوزات الجمهور السنغالى من إلقاء زجاجات المياه على اللاعبين فى أرضية الملعب والحجارة على الفريق المصرى، بالإضافة إلى الليزر خصوصًا مع تسديد لاعبى الفراعنة ركلات الترجيح.. انتشر مقطع فيديو للفراعنة لحظة وصولهم مطار داكار؛ حيث تعرضوا للسخرية من الجماهير  السنغالية، الذين  استفزوا صلاح بالهتاف باسم ساديو ماني، كما تداولت مواقع التواصل صورة مشجع فى الملعب يحمل  لافتة عليها إساءات لصلاح.

وطالب الاتحاد المصرى بإعادة المباراة أسوة بحوادث سابقة، أعيدت فيها  المباريات نتيجة حوادث شغب أو أخطاء فى التحكيم منها مباراة مصر ضد زيمبابوى «تصفيات كأس العالم 1994»؛ حيث شهدت أحداث  شغب من الجماهير المصرية أدت لإعادة  المباراة فى أرض محايدة بعد إصابة  مدرب زيمبابوى فى واقعة  الطوبة الشهيرة. 

 وكانت النتيجة تشير إلى تقدم منتخب مصر بهدفين لهدف، قبل إصابة مدرب زيمبابوي، وألغى الحكم المباراة وتقرر إعادتها فى مدينة ليون الفرنسية، وانتهت بالتعادل السلبى لتقضى على آمال الفراعنة فى بلوغ المونديال، وفى كأس الاتحاد الإنجليزى سنة 1999، شهدت مباراة أرسنال وشيفيلد حادثة غريبة، حيث استغل الجانرز إخراج لاعبى شيفيلد أحد زملائهم المصاب، استأنف النيجيرى  كانو اللعب  برمية تماس لزميله أوفرمارس سجل منها هدف الفوز. 

 

زيزو أضاع أول ضربة جزاء من سنوات
زيزو أضاع أول ضربة جزاء من سنوات

 

 وعقب المباراة تقدم أرسين فينجر مدرب أرسنال، بطلب للاتحاد الإنجليزى لإعادة اللقاء رغم فوز فريقه، وتمت الموافقة على طلبه لينتهى اللقاء بفوز الجانرز بنفس  النتيجة 2-1.

وفى تصفيات كأس العالم بين البحرين وأوزبكستان عام 2006، قرر الفيفا إعادة المبارة بسبب خطأ للحكم اليابانى توشيميتسو يوشيدا بعدما ألغى ركلة جزاء لأوزبكستان ومنح ركلة حرة بدلا منها، مما اضطر فيفا لإعادة المبارة.

وعام 2018، قرر الاتحاد الدولى إعادة مباراة السنغال وجنوب إفريقيا بعد نهايتها بفوز منتخب البافانا بافانا بهدفين لهدف بسبب الأخطاء التحكيمية للحكم الغانى جوزيف لامبتي، وأبرزها احتساب ركلة جزاء  وهمية لصالح جنوب إفريقيا.

 

تعمد الخشونة من لاعبى السنغال
تعمد الخشونة من لاعبى السنغال

 

وتمكنت السنغال  من تحقيق  الانتصار  فى المباراة بعد إعادتها، لتتأهل إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا.

وتقدم الفراعنة  فى تصنيف «فيفا» الذى أعلنه الأسبوع الماضى عالميًا؛ ليتصدر المركز الرابع إفريقيًا  والثانى عربيًا يليه تونس  والكاميرون والجزائر ومالى وساحل العاج. 

كواليس المباراة

وعن كواليس ما قبل مباراة مصر والسنغال فى داكار، قالت مصادر إن حافلة منتخب مصر تعرضت للاعتداءات فيما كانت أرض الملعب مسرحًا للكثير من المخالفات وأثرت بشكل سلبى فى أداء اللاعبين.

 

صلاح مصاب من مقذوفات جماهير استاد داكار
صلاح مصاب من مقذوفات جماهير استاد داكار

 

وكان العنف خلال المباراة واضحًا من لاعبى المنتخب السنغالى، ما تسبب فى إصابة الكثير من لاعبى الفراعنة ما دفع الجهاز الفنى لإجراء تبديلات اضطرارية، وفيما ألقى الجمهور السنغالى المقذوفات والمخلفات والزجاجات الفارغة على أرض الملعب خلال المباراة، كان الإخراج التلفزيونى لا يطبق مبدأ العدالة فى نقل الأحداث حيث يميل إلى عدم إعادة أى لعبة مثيرة للجدل تضر  ببلاده، بالإضافة إلى استخدام مكبرات الصوت فى بث هتافات عدائية وعنصرية ضد المتخب المصرى.

ونقلت الصحف العالمية مثل ذا صن الإنجليزية وماركا الإسبانية واقعة الليزر الذى واجه به جمهور السنغال لاعبى الفراعنة خلال ركلات الترجيح فيما كان الحارس محمد الشناوى مستهدفًا طوال وقت المباراة وخلال اللحظات الحاسمة.

وفى واقعة بعيدة عن الروح الرياضية أثار الجمهور السنغالى الضجيج أثناء عزف السلام الوطنى المصرى وهو ما رصده اتحاد الكرة وشاشات النقل التلفزيونى للمباراة وجرى تقديمه فى الشكوى المجمعة إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم.

واستغرق وصول بعثة منتخب مصر الكثير من الوقت إلى ملعب اللقاء، ووصل الأمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة بسبب الأزمات المرورية المفتعلة.

وعقب المباراة، شعر منتخب مصر بغياب التأمين بعد حصار فرضه الجمهور السنغالى على الحافلة وألقى مواد صلبة تسببت فى تهشيم الزجاج الخارجى وأدى إلى إصابة بعض أفراد البعثة.

وحتى الجمهور المصرى الذى حضر لقاء السنغال داخل الملعب حرص المنظمون على وضعه تحت حصار الجمهور السنغالى فى المدرجات بدلا من تواجدهم خلف أحد جانبى المرمى كالعادة.

 

إصابات فى صفوف الإعلاميين المصريين
إصابات فى صفوف الإعلاميين المصريين

 

حماية غائبة

وأمام هذه الوقائع طالب اتحاد الكرة المصرى بإعادة المباراة لا سيما أن الأجواء التى خاض فيها الفراعنة تلك المباراة غير طبيعية على الإطلاق.

واعتبر الخبير التحكيمى أحمد الشناوى أن الجزائرى مصطفى غربال الذى أدار لقاء مصر والسنغال لم يوفر الحماية الكاملة للاعبين داخل الملعب.

وأكد الشناوى أنه بعد إلقاء الجمهور السنغالى مقذوفات على محمد الشناوى كان يجب على الحكم إيقاف اللعب والتنبيه بضرورة عدم تكرار هذه الأشياء.

وأشار الشناوى إلى أنه كان يجب على الحكم إيقاف ركلات الجزاء طالما كانت أقلام الليزر والمؤشرات المضيئة بهذه الكثافة على وجوه لاعبى مصر.

وتعرض نجم مصر محمد صلاح للكثير من الضغوط خلال لقاء الإياب ما أصابه بحالة نفسية سيئة، وساندته الصحافة الإنجليزية، باعتباره من أشهر اللاعبين الذين عرفهم الدورى الإنجليزى خلال السنوات الأخيرة.

ومن جانبه، أكد أسامة عرابى نجم الأهلى الأسبق أنه يحب على محمد صلاح نسيان ما جرى فى موقعة السنغال والتفكير فى المستقبل لا سيما أنه ساهم فى إسعاد الشعب المصرى فى الكثير من الأوقات.

أهداف المستقبل

طالب عرابى جميع اللاعبين بطى صفحة مباراة السنغال والتركيز فى الأحداث المقبلة لا سيما أن الفريق لديه أهداف فى المستقبل عليه العمل عليها مثل بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة المزمع إقامتها فى كوت ديفوار فى يونيو 2023.

واعتبر عرابى أن موقعة السنغال ستمنحنا الكثير من الخبرات للتعامل مع مثل هذه المواقف فى المستقبل وأيضًا محاولة تصحيح بعض أخطاء الفراعنة.

ورفض عرابى الحديث عن القرارات الانفعالية التى يمكن أن يتخذها صلاح بعد مباراة السنغال، ورفض فكرة اعتزاله فى هذا التوقيت وهو فى قمة عطائه وإمكانية تقديم المزيد للفراعنة.

ووصف علاء عبدالصادق نجم الأهلى الأسبق أداء منتخب مصر بالرجولى ليس فقط فى المباراة الفاصلة وإنما أيضًا فى نهائى كأس الأمم الإفريقية فى الكاميرون.

وأضاف عبد الصادق أن منتخب السنغال فاز على الفراعنة بنفس الطريقة سواء فى نهائى كأس الأمم الإفريقية أو المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال عبر ركلات الحظ الترجيحية، ما يؤكد أن الفراعنة كانوا ندًا كبيرًا للمنافس.

واتفق عبدالصادق أنه يجب طى صفحة الماضى والتفكير فى المستقبل.