السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حرب حساب الفيس

كانت ليلة صعبة للغاية على الجميع.فقد مات كبير العائلة فجأة رغم ما كان يتمتع به من صحة وعافية لا يمكن أن نوفيها حقها فى الحديث عنها لأنه كان يحب الأكل بكل أنواعه ويحب الضحك بشتى صورة ويحب الحريم مَهما كان شكلهن أو أصنافهن.



وقد ترتب على ذلك أنه كان على ذمته أربع زوجات، وتاريخه الزوجى لم يسجل فيه أنه عاش مع زوجة واحدة! فبعد أن تزوج الأولى وجد أن الحل فى الزوجة الثانية حتى تعتدل وتستقيم حياته.فأتى بالثانية ثم الثالثة، ولم يجد غضاه فى الرابعة فالفلوس كتير وزى الرز! زى ما بيقولوا.. والصحة زى الحصان كما تقول العامة.. ورغم ذلك مات فجأة، دون سبب واضح حتى أن الناس ضربت كف على كف وهى غير واعية لوفاته.

ولم يفق أهل الحى من هول وفاة الرجل رغم مرور عشرة أيام.. إلا على عراك بين الزوجات الأربعة، بسبب لمن تكون صفحة الفيس؟!

فكل زوجة مصممة أن تكون الصفحة من نصيبها.

فجأة قالت الزوجة مهجة:

هى من حقى؛ لأنه كان بايت عندى فى ليلة الوفاة.

نظرت إليها الزوجة فيفى بمكر وقالت:

 وهو استحمّى ولا لأ؟!

نظرت مهجة فى الأرض ولم تجد ردًا ترد به على ضرتها.

هنا أسرعت الزوجة نجلاء وقالت:

حلو هذا الرأى، أو الحكم فهو كان آخر من بات عندها وكان مستحمّى ومتهنى وعشرة على عشرة، ثم بعد كام يوم حصل اللى حصل، واللى أنتم جميعًا عرفينه حيث ظهر عنده السكر وكمان مرتفع وهذا يعنى أنه لم يعد يقدر أن يستحم، وبهذا يكون حساب الفيس من حقى أنا.

نظرت النسوة إلى بعضها البعض وتعقلوا الكلام وأقروا بحقها فى حساب الفيس وأخذت كل واحدة تشرب ما تبقى فى كوبها من شاى وهى تكاد تنفجر من ذهاب حساب الفيس إلى ضرتها، وفجأة صرخت الزوجة منى بقولها:

استنوا يا جماعة هذا ليس عدلًا.

بتقولى إيه يا منى، لو هى كما تقول إن سبع البرمبة كان بايت عندها آخر مرة.

وهنا انفجرت النسوة فى نوبة من الضحك،ولم يتوقفوا عنها إلا بعد أن خرجت الدموع من عيونهن.

ثم أكملت الزوجة منى رأيها.

لو كان رأيها صحيحًا، لوجب عليها أن تدفع لنا تعويضًا على ما أصابنا من ضرر نفسى ومادى. 

جحظت العيون واشرأبت رؤوسهن:

ضرر نفسى؛ لأنه فقد القدرة الجنسية، من بعد تلك الليلة اللعينة، والضرر المادى؛ لأنه لم يعد يقدر على العمل بسبب مرض السكر الذى خلّص عليه.

نظرت الزوجة مهجة إليها وقالت:

يا بنت اللعيبة.. وما أسرع أن ارتفعت الزغاريد وأخذت النسوة ترقص بهذا الحكم.

وهنا وجدتها مهجة فرصة أن تهرب من هذا الحكم ومن قاعة المحكمة.