الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فك الربط وجلب الحبيب بالموبايل؟!

السحر والعلاج بالرقية وألاعيب المشعوذين اقتحمت عالم الموبايل والسوشيال ميديا.. واكب بعضهم التكنولوجيا بالخرافة.. أو أدخل الخرافة عالم التكنولوجيا، حيث طرق علاج المس وفصل القرين وفك الربط وإخراج الجن أون لاين، ومن وراء حجاب تطبيق إلكترونى!!



بالموبايل، يعلن طاردو الجن عن خدماتهم، ويقدمون «أعمالهم» للضحايا عن بعد، ويستلمون الأموال بحوالات إلكترونية!

بدأ أغلب المشعوذين والدجالين فى استخدام التكنولوجيا بشكل احترافى؛ فيستطيعون التأثير على إدراك النساء والأطفال والمراهقين من خلال صفحات ومواقع إلكترونية، ويبدأون مراسلتهم بالبريد الإلكترونى أو الاتصال بالموبايل؛ بزعم تحضير الجن لحل المشاكل!.

على حسابات التواصل تنتشر الظاهرة، ودخل سوق «العلاج الروحانى» عشرات من دول العالم، وسقطت فى أيدينا ألوف من إعلانات لأباطرة الشعوذة الذين تعددت أسماؤهم ودوت شهرة صفحاتهم.

أشهر الأسماء فى هذا العالم بآلاف المتابعين صفحات: المعالج الروحانى، الوسيط الروحانى، الشيخة سلمى للعلاج بالقرآن الكريم.

وتختلف الخدمة حسب نوعية طالبها، يعنى معرفة الغيب وفتح المندل غير عمل السحر على صورة.

غير خدمة تسليم التعاويذ على الواتس آب، والسحر الأسود بمكالمة موبايل ناهيك عن علاج السحر وتعطيل الزواج وعلاج الضعف الجنسى أيضًا برسالة بريد إلكترونى مع التكنولوجيا والتطور، تطورت قدرات المشعوذين أون لاين فظهرت خدمات توسيع الرزق. وتسريع الزواج وأعمال إعلاء الشأن والهمة، إضافة لخاصية حديثة سبق بها مغربى فى هذا العالم هى «الحصول على الحظوة والجاه والحفاظ على المناصب».

وكما الملايين والإكسسوارات ديليفرى أون لاين، دخلت التعويذات على الخواتم الروحانية لمنح الهيبة وإنهاء العنوسة أيضا سوف يتم التسليم عند باب البيت بأرقام فلكية.

فى دولة عربية اشترت سيدة خاتما من أحد كبار المشعوذين بـ15 ألف دولار، وفى ماليزيا باع مشعوذ مشهور حجابا بـ35 ألف دولار أون لاين!

حل المشاكل الزوجية «روحيًا» له نصيب كبير على حسابات وصفحات مواقع التواصل أشهرها مليكة الشوافة، الشوافة المغربية، حيث الاستعانة بالجن للإصلاح بين الزوجين وإرجاع المياه لمجاريها، وفى مصر تصل الوصفة الروحانية لألفي جنيه!.

رواج الشعوذة الإلكترونية بأرباح واضح أنها خيالية، دفعت الصفحات إلى عمل دورات تدريبية لتعليم السحر المغربى والطلاسم العبرية.

 ودخلت عالم اليوتيوب مجموعات من المشعوذين بفيديوهات لخطوات استحضار «الجن السفلى»، و«العلوى» وشرح طرق تسخيره والسيطرة على القرين.

ولأن الأكثر تطورًا والأوسع أفقًا يكسب دائمًا، تحول كثيرون من المشعوذين فى مصر والعالم العربى لشركات مع جمعيات مشعوذة مثل الجمعية العالمية للسحرة والجمعية الأمريكية للسحرة، حيث أعلن بعض صفحات الشعوذة عن دورة تدريبية منتشرة تؤهل لدرجة الدكتوراه فى السحر التى تمنحها الجمعية الأمريكية للسحرة!

اللواء محمد عبدالواحد، خبير الأمن القومى علق على تلك الظواهر رابطا بينها وبين عمليات النصب والاحتيال والتضليل وتغييب الوعى، ولها تأثير سلبى خطير جدا على الأمن القومى لأى دولة؛ حيث يطلب بعض المشعوذين أعمالا خطيرة على الصحة والعقل من شرب أو أكل أشياء معينة يقول: مثل هذه الأمور لها آثارها السلبية على الصحة النفسية للمجتمعات وكذلك النفقات الخيالية مقابل خدمات وهمية ما يمثل اقتصاديا سريا يتحدى الاقتصاد الرسمى. ويضيف: تطورت واتسعت ظاهرة السحر والشعوذة مع تطور وسائل الاتصالات، حيث الضحايا اليائسون أو الراغبون فى الثراء والسلطة دون مجهود، والبحث عن وهم السعادة والحياة الأفضل. 

 

 

 

حسب اللواء عبدالواحد فإن معظم الاستشارات أو جلسات العلاج يتم على صفحات خاصة؛ للخصوصية والسرية، وهذا ما يفتح الباب أمام أشكال من الابتزاز تصل وتؤدى لجرائم، حيث كثيرًا ما يتم تسجيل صوت الضحية والحصول على صورها واعترافات، ويمكن أن يكون كل ذلك بالاتفاق مع شبكات أخرى للجريمة المنظمة حول العالم.

 يكمل: ولا توجد أرقام واضحة لحجم ما يخرج من أموال لهؤلاء النصابين؛ لأنها صعبة الرصد والحصر كأموال المخدرات والإرهاب، ويتم تحويلها على حسابات بنكية أو حوالات أو المحافظ الإلكترونية لشركات الاتصال، ولكن وفقا للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، تنزف جيوب المصريين 10 إلى 25 مليار جنيه سنويا، على «الشعوذة»، فيما تشير الدراسات إلى أن الإنفاق العربى أكثر من عشرة مليارات دولار سنويًا.

يؤكد عبدالواحد القانون تعرض لهذه الأعمال باعتبارها نصبا واحتيالا وهذا غير كاف، إذ لابد من مراقبة هذه الصفحات والتعامل معها بالسيطرة والإغلاق لمنع تداول هذا التخلف لكى لا يصل لعقول البسطاء، حسب دراسات النساء أكثر إقبالًا وسعيًا لتطبيقها، وثبت أن 75 ٪ من ضحايا الدجالين والمشعوذين من النساء حسب جمال البح، رئيس إحدى المنظمات الأهلية، الذى أرجع هذا لطبيعتهن وتعاملهن الدائم بالعاطفة، مع اعتقادهن أن الكثير من المشاكل الأسرية، مردها العين والحسد.

واستخصلت دراسات أن تلك المواقع والصفحات الإلكترونية تستهدف أيضًا القطاعين الرياضى والاجتماعى بشكل واسع.

نصب واحتيال

جرائم السحر والشعوذة تقع ضمن جرائم النصب، طبقًا للمادة 336 من قانون العقوبات وتصل مدة العقوبة للحبس 3 سنوات مع الشغل.

الذى يحق له مقاضاة الدجال، هو المجنى عليه، بإثبات تحصل الدجال منه على أموال نظير أعمال أوهمه بها عن طريق الشعوذة.

السبب فى اعتقاد البعض فى تلك الخرافات لدرجة المفارقة التى يستخدمون فيها وسيلة غاية التطور بأفكار غاية فى التخلف يراه لواء دكتور محمد رضا الفقى أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية كما قال ناتجا عن إساءة تفسير بعض الظواهر خطأ على أنها سحر. تراجع نسبة الوعى الاجتماعى والقيم الدينية وعوامل أخرى كغياب الثقة فى النفس، خاصة فى أوساط النساء، تشجع على بروز المشعوذين والدجالين ليأتى غياب الرقابة الأسرية وسوء استخدام الإنترنت عاملا مهما لوقوع الفتيات والشباب ضحايا النصب والاحتيال والدجل على مواقع التواصل.

الغريب أن هناك كثيرا من المثقفات والمتعلمات ينسقن وراء هذه الخرافات من أجل العيش فى حياة أفضل، وهو ما يدفع بعضهن إلى أن يسردن أسرار حياتهن، وغالبًا ما تكون هذه الكتابات سببًا فى ابتزازهن عاطفيًا أو ماديًا.

من جانبه، قال الدكتور وليد الحسينى، خبير أمن المعلومات: إن كثيرين يتعرضون لهذه الجرائم ولا يقومون بالإبلاغ عنها، لذلك تظل الأعداد محصورة فقط فى ما تعلن عنه مباحث الإنترنت.