الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البشــر بــلا رتــوش

حديث «أوليفيا كولمان» عن المسكوت عنه

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم

السينما متعة أم رسالة؟!. سؤال إجابته لدى صُناع الأفلام،  لكن أغلب مُحبى مشاهدة الأفلام لديهم نظرة أحادية لإجابة السؤال،  من وجهة نظرهم لا بد من رسالة أو هدف أو قضية فى المحتوى الفنى الذى يشاهدونه مُتجاهلين التفكير خارج الصندوق خاصةً أننا نعيش فى ظل المنصات الإلكترونية بما تحتويه من غزارة وتنوع فى المحتوى، يدفع الكثيرين لدفع اشتراك يمكنهم من مشاهدة ما يختارونه بإرادتهم.



 

وأريد هنا التوقف عند فيلم اليونانى the lost Doughter أو «الابنة المفقودة» لأوليفيا كولمان- الفائزة بالأوسكار عام 2019 عن دورها فى فيلم «the Favourite» بخلاف ترشيحها العام الماضى لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «The Father» - داكوتا جونسون، جيسى باكلى، إيد هاريس، بيتر سارسجاد. تحت قيادة المُخرجة والمُمثلة والكاتبة الأمريكية ماجى جلينيهال.. الطريف أن مؤلفة الرواية الأصلية «إيلينا فيرانتى» وضعت شرط «أن يكون الإخراج لامرأة» لتحويل روايتها لفيلم سينمائى.

 

داكوتا جونسون
داكوتا جونسون

 

 

 

مبدئيا «the lost Doughter» تم عرضه بمهرجانات سينمائية عديدة وحتى كتابة هذه السطور حصد 26 جائزة بخلاف 90 ترشيحًا لجوائز مُختلفة.

وينتمى الفيلم الأول لـ«ماجى جلينيهال» لنوعية الدراما النفسية وفيه تنقلنا مُخرجته عبر مشاهد فلاش باك توضح فيها حياة الأم «أوليفيا كولمان» فى مرحلة شبابها والتى جسدتها «جيسى باكلى» بشكل متوازٍ مع مرحلة النضوج الذى تعيشه أوليفيا كولمن «ليدا» لنرى أداءً تمثيليًا مليئًا بالانفعالات الداخلية تعكس مشاعر وأحاسيس مُتضاربة ما بين الندم ورفضها الاعتذار لما ارتكبته فى حق أبنائها.

نرى كيف استخدمت «كولمان» تعبيرات وجهها ونظراتها وجسدها فى التعبير عن هذا النموذج السلبى من الأمهات الموجود بجميع المُجتمعات.

من أقوى مشاهد الفيلم ذلك الذى حدث فيه مواجهة بينها وبين إحدى نزيلات المُنتجع «داكوتا جونسون». عندما اعترفت لها بإخفائها «دُمية» طفلتها وقولها لها «أنا أُم غير صالحة».

الفيلم سلط الضوء على نوعية مُحددة من الأمهات دون أى لوم أو إدانة للأم واعتبر أنانيتها «اختيار». المؤكد أن الفيلم ملىء بالعناصر التى تستحق الاحتفاء بها أولها روعة أداء الست أوليفيا كولمن فى دور مُختلف، فى تصورى أنه أّهم أدوارها. وتستحق عنه الترشيح للأوسكار.

ثانياً وجود أسماء بحجم «جيسى باكلى»، «داكوتا جونسون» التى انسحبت من فيلم «لا تقلق حبيبى» من أجل الاشتراك فى هذا الفيلم. 

ثالثاً إننا أمام «ماجى جيلنيهال» المعروفة كمُمثلة مُحترفة، لكنها تُفاجئنا وتقدم أول أفلامها كمُخرجة وككاتبة سيناريو لفيلمها المأخوذ عن الرواية الأصلية للمؤلفة «إلينا فيرانتى» وأثبتت أنها على قدر المسئولية فى التعامل إخراجياً مع فيلم يتحدث بخصوصية شديدة عن الأمومة والمرأة بطريقة مُختلفة عن التى نشاهدها فى الأعمال السينمائية.

 

أوليفيا كولمان
أوليفيا كولمان

 

واستطاعت بحرفية التركيز بلقطات الزووم على وجوه بطلاتها إظهار المشاعر المكبوتة المُتضاربة خاصةً «أوليفيا كولمان» بطلة الفيلم.

ويُحسب لها إدارة هذه الأسماء من المُمثلين فى فيلمها الأول.

وأكرر نفس السؤال الذى طرحته فى البداية هل نجد فى «the lost Doughter» رسالة؟! بالطبع لا.. الرسالة أو الهدف من الفيلم السينمائى يا سادة ليس مكانه شاشات العرض المُختلفة، السينما فن للمُتعة بجميع عناصر العمل الفنى من تصوير لإضاءة لموسيقى لأداء ممثلين لأماكن تصوير.. إلخ.

«الفن» يسلط الضوء على بشر من لحم ودم يعيشون معنا وقد نرى أنفسنا بلا رتوش فى أى منهم، إذا احتوى العمل الفنى على رسالة أو هدف لا ضرر زيادة الخير «خيرين».

فى النهاية الفيلم السينمائى ملك للمُخرج برؤيته الفنية وقناعاته والمُتفرج له حق أصيل فى اختيار ما يشاهده.