الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بشرى.. حاجة واحدة

بشرى.. حاجة واحدة

تثير قضايا الابتزاز والتنمر ومحاولات التشهير وإساءة السمعة مساحة كبيرة من اهتمام الناس، ونظراً لسرعة انتشار مثل هذه الحالات فى الفترة الأخيرة، ونتيجة لما يعانى منه المجتمع من تراجع قيمى وأخلاقى ساعد فى تدنيه الاستخدام الخاطئ للسوشيال ميديا وآثارها السلبية فيما تتصدره من ترندات لم تراع فيها الأبعاد النفسية والاجتماعية وما ينجم عنهما من تبعات للضحية.ومؤخراً تابعنا قضية بسنت التى فقدت حياتها نتيجة للإساءة والابتزاز لما تعرضت له باستخدام صورها. والحقيقة التى تثير الغثيان كيف لشخص يفترض انتماءه لجنس الرجولة وما تحويه من الشهامة والمروءة والجدعنة ويقبل أن يعر ض فتاة لمثل هذه الإساءات فهل فقدنا أقل القليل من احترامنا لأنفسنا وهل فقدنا كل الاعتبارات الإنسانية إلى هذا الحد!!



تبذل الجهات المعنية مجهوداً مضاعفاً للبحث عن الجناة،وتوعية أمثال هؤلاء المجرمين فاقدى الإنسانية لحث ضمائرهم الغائبة ومخاطبة ما تبقى من إحساس إن وجد.. بخلاف دور المجلس القومى للمرأة فى تغيير الثقافة الذكورية المتجذرة ووجوب النظر إلى الأنثى باعتبارها كيانا عقليا يرتكن إليه بقدرته وقوته لممارسة كافة مناحى الحياة العلمية والعملية والإنسانية مقدرة بكامل الإجلال والاحترام.لذا يجب أن نبطل النظرة الدونية والجسدية للمرأة والمبنية على أفكار هدامة تختزل من دورها وأهميته، وكذا تقتص من حريتها وأنوثتها، فوجب علينا جميعاً المشاركة فى تغيير هذه الأفكار وأرى أن الفن عليه دور فى دعم هذه القضايا وإعادة توجيه الشباب لما يجب أن يكون عليه، وليس عيباً أن يتم توجيه الفن لأهداف بعينها نظراً لتأثيره وفاعليته فى نفوس المتلقين. وليس أجمل من أثر الأغنية فى سهولة ترديدها وسرعة انتشارها عبر السوشيال ميديا كتوظيف إيجابى للإعلام الجديد، فنجد الفنانة بشرى تسعى من خلال أغنيتها الأخيرة لتغيير الصورة النمطية الرجعية فى النظرة لجسد المرأة والحط من قدرها كوعاء، بينما هى الأم المربية والزوجة الداعمة والأم المعطاءة والأخت الحنونة،كما أنها العقل الواعى الحامى المدبر والمنفذ استراتيجياً فى كثير من المواقع السياسية والتنفيذية حيث تقلدت أرفع المناصب، وإضافة لذلك فعلينا أن نتق الله فيما أوصانا عليه رسول الله فى آخر وصاياه.

وأغنية «حاجة واحدة» سلطت الضوء على فكر الشباب فى الالتفات لشيء واحد فى علاقته بالأنثى وأنه دائماً يقضيها باعتبارها شيئاً عابراً وتسلية لوقته وللبحث عن السعادة الوقتية بينما العلاقة العاطفية وما بها من مشاعر تتسم بنبل ورقى، كما لفتت الانتباه لوجود رجال بالمعنى الحقيقى للكلمة لكنهم عملة نادرة، وها هى الحقيقة التى ينبغى أخذها فى الاعتبار لنعود بالبحث عن الرجل المتصف بالرجولة معنىً وفكراً ومضموناً.

كلمات الأغنية واللحن لأحمد البرازيلى، والتوزيع لالهامى دهيمة، ولفت نظرى ارتكاز المخرج محمود رشاد فى التصوير على أمرين أولهما المطربة وفريق العازفات جميعهن نساء، والأمر الآخر الاعتماد على الأبيض والأسود فى حالة من الضدية الواضحة فى النظرة المجتمعية للذكور ورفضها القاطع ممن يمثلن نصف المجتمع.جميل أن يترجم الفن واقعنا ويبعث برسائل تخاطب شبابنا لتغيير أفكار رجعية راسخة.