الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنـــا بــــابــــا يــــلا

القيامة تقوم.. أنا مش قادر أقوم

هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟! 



غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.

 

الأب:وليد.. قوم عشان تشترى حاجات البيت، أنا النهاردة مش قادر.

وليد: بابا.. هو أنا شغلتى إيه فى الدنيا؟!

الأب: نعم؟! يعنى إيه؟!

وليد: مش حضرتك قلت لى.. كل واحد عنده وظيفة يعملها فى الحياة وله لازمة.. أنا بقى لزمتى إيه؟

 

 

 

الأب: تذاكر وتنجح.. ده حاليا وبعد كده تشتغل وتجتهد وتكون نفسك وتتجوز وتخلف وتتحمل المسئولية.

وليد: أيواااه، وابنى يكبر.. فأبتدى أريح أنا.. وأبعته هو يعمل مسئولياتى وما يقدرش طبعا يقول لى لأ.. علشان أنا أبوه وإلا هيبقى كذا.. وكذا! الأب: آه.. فهمت أخيرا قصدك من السؤال!

ما هو من ضمن لازمتك إنك تريح أبوك اللى ياما شقى وتعب عشانك!

وليد: لا معلش.. معلش بقى يا بابا.. حضرتك تعبت وشقيت عشان نفسك.. عشان حياتك.. عشان مستقبلك.. قبل ما أنا آجى! صح.؟! فلو سمحت.. ارحمنى من المَن!

الأب: مَنّ؟ أنا بأمن عليك؟! أنا بقول الحقيقة.. و..

وليد: بابا.. من فضلك.. سؤال وعايز إجابة دوغرى؟!

الأب: دوغرى؟!

وليد: هل أنا من وظيفتى.. إن لما حضرتك تبقى مش قادر تقوم تعمل مسئولياتك.. أنا أقوم أعملها؟!

الأب: آه طبعا.. مش المفروض تساعدنى؟!

 

 

 

وليد: كفضل منى مش فرض صح؟!

الأب: .. وبالوالدين إحسانًا.

وليد: إحسان.. ماشى.. يعنى أشيل معاك.. مش عنك.

الأب: ولد.. أنت مالك؟!

وليد: أنا عايز القيامة تقوم.. زهقان والله

الأب: يعنى عشان أنت زهقان.. تموتنا كلنا!

وليد: ونعيش ليه؟! هنفضل نقوم ونعافر ونحاول ويانوصل يامانوصلش.. فى الآخر برضه هنموت.. فخلاص مش فارقة!

الأب: المتعة فى الرحلة يا ابنى.. وفى الاختبارات اللى بتعدى علينا وإزاى هنقدر نعديها ونعبر.

وليد: ها.. وبعدين؟!

الأب: وبعدين إيه؟!

وليد: بعد ما نعديها، هيحصل إيه؟!

الأب: طيب ما دى الدنيا.. عايز تخلد فيها؟!

 

 

 

وليد: لأ.. عايز أرتاح.. أنا مش هقوم أعمل حاجة خلى القيامة تقوم وتريحنى.

الأب: وليد.. احنا فى طريق لازم نمشيه ونكون أقويا ونعمل اللى علينا.. لا للاستسلام.

وليد: لا تراجع ولا استسلام.

الأب: بالضبط كده.

وليد: ده أحمد مكى.. أو فان دام عشان ده من جيلك!

الأب: أنت بتقلش معايا.. يا ابنى الإنسان لازم يعمل اللى عليه.

وليد: بالضبط.. اللى عليه مش اللى عليه وعلى أهله.

الأب: أنا غلطان.. ربنا ما يحوجنى لأشكالك!

وليد: يا رب.. آمين.