دولة تمكين الشباب
مصانـع الطاقـة الإيجابيـة
تقرير كتبه: هايدى فاروق و رضا رفعت
انطلقت أمس النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.وأصبحت مؤتمرات الشباب منصة تفاعلية «رفيعة المستوى» للتواصل المباشر بين قيادة الدولة، وجميع أطياف الشعب المصرى؛ خصوصًا فئة الشباب الذى يمثل أكثر من نصف سكان مصر.
وعبر عدة دورات نجحت المؤتمرات الشبابية فى تحقيق حالة فريدة، وتحولت إلى فكرة عالمية؛ فانطلق منتدى شباب العالم، الذى حظى بإشادة مجلس حقوق الإنسان الدولى وجميع المؤسّسات الدولية والعالمية وقيادات الدول باعتباره محفلًا دوليًا لمناقشة القضايا العالمية من منظور الشباب، ونموذجًا للمبادرات التى يقودها الشباب حول العالم.
انطلقت المؤتمرات تحت شعار«ابدع-انطلق»؛ وتحولت إلى مصنع للطاقة الإيجابية والتفاؤل وبلورت قواعد جديدة لآلية الحوار مع الشباب فيما يخص القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية.
وتحولت معظم أفكار ومبادرات الشباب إلى توصيات ثم تكليفات واضحة للحكومة؛ تُسهم فى تحقيق التنمية المُستدامة، والتوظيف الأمثل للتكنولوچيا الحديثة؛ لتحسين مستوى معيشة المواطنين.
ويشارك عدد كبير من الشباب يمثلون جميع شرائح وقطاعات الشباب المصرى من شباب الجامعات والرياضيين والمثقفين والإعلاميين وشباب الأحزاب، وكذلك الشباب الذين يقومون بالتسجيل من خلال الموقع الإلكترونى.
انطلقت 8 مؤتمرات وطنية للشباب، و3 منتديات عالمية ومنتدى للشباب العربى الإفريقى حتى الآن وأثبتت التجربة نجاحها كمنصة فعالة للتحاور وطرح الأفكار وتبادل الرؤى بين الشباب والدولة، تظهر للعالم أن شباب مصر الواعد لديه القدرة على الإبداع والابتكار، وامتد أثرها ليساهم فى تقييم قدرة الشباب على قيادة مفاصل الدولة.
وأهم ما يميز هذه اللقاءات هو التنوع؛ فدائمًا تتسم جلساتها بالموضوعات الثرية وتغطيتها لمختلف القضايا التى تشغل فكر واهتمام الشباب والشعب المصرى ككل. حتى أصبحت منصة لتكريم الشباب المتفوق والمبدع فى جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية؛ ولأول مرة، تم إطلاق جائزة الإبداع السنوى؛ لتضع الشباب المصرى الناجح على منصة التكريم من الرئيس، حتى يكونوا قدوة ومثلاً يحتذى به لأقرانهم من الشباب.
ومن باب الحرص على توسيع دائرة الحوار بين رئيس الجمهورية وفئات الشعب المختلفة والشباب بصورة خاصة جاءت فكرة جلسة «اسأل الرئيس» فيقوم الرئيس السيسى بالإجابة على جميع تساؤلات واستفسارات الشعب فى مختلف القضايا على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى.
ومن أجل إتاحة الفرصة لجميع فئات الشعب بتوجيه أسئلتهم إلى الرئيس تم إطلاق موقع للمبادرة يقوم من خلاله كل من يرغب بإرسال الأسئلة؛ ومن ثم يتم طرحها مباشرة على الرئيس للإجابة عليها.
إبداع الشباب فى التنظيم دفع المسئولين للاعتماد عليهم فى تنظيم مؤتمرات الوزارات، واختيارهم كمعاونين للوزراء والمحافظين، فضلا عن تحول هؤلاء الشباب إلى قدوة لغيرهم من الشباب بمحافظات الجمهورية.
نماذج المحاكاة
تتميز مؤتمرات الشباب بالتنوع الهائل للحضور وبصور مختلفة، وممثلين عن الحكومة، برلمانيين، شخصيات حزبية، المجتمع المدنى، بجانب الشخصيات البارزة فى الفن والإبداع والأدب والرياضة، المؤسّسات الدينية وشباب الجامعات والشباب المصرى بالخارج، وبالتالى تغطية شاملة وذات رؤية عصرية لمختلف شواغل واهتمامات الشباب المصرى.
والمؤتمرات بمثابة نقطة انطلاق لأفكار ومشروعات فريدة وجديدة، مزجت ما بين الرؤية الإبداعية المتميزة وبين التكنولوچيا الحديثة، وقامت بتوظيف جميع هذه الجوانب فى خدمة الشباب والارتقاء بشئونهم.
وتشهد نماذج محاكاة الدولة المصرية ومجلس الأمن والجمعية العامة للاتحاد الإفريقى؛ من خلالها تتم مناقشة القضايا والموضوعات التى تهم الشباب والعالم؛ بهدف إيجاد حلول مبتكرة سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى أو الاجتماعى، فتجعلهم على دراية بمختلف المراحل والمستويات لعملية اتخاذ القرار. وتوصيات نماذج المحاكاة أسهمت فى إثراء عمل الحكومة بمؤسّساتها المختلفة سواء الوزارات أو البرلمان.
نجحت توصيات مؤتمرات الشباب فى الإفراج عن الكثير من الشباب المتهمين فى قضايا التظاهر، بعد تشكيل لجنة العفو الرئاسى، والتى توسعت فى العمل لإعداد قوائم تضم المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بشأنهم أحكام.
وتم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب؛ لتكون ذراعًا لتحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بقطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، بالتعاون مع كبرى المؤسّسات العالمية، ونجحت فى التدريس لأكثر من370 ألف متدرب.
ومن بين البرامج التى تنفذها تأهيل شباب الدعاة الإفريقى من 29 دولة إفريقية ضمن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى.
وكان من أبرز توصيات المؤتمرات الشبابية أيضًا، إطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، تكوين مجموعات رقابة داخلية لأجهزة ومؤسّسات الدولة من الشباب، إطلاق مبادرة لتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة، البدء الفورى فى طرح أراضى المنطقة الاستثمارية بمساحة 10 آلاف فدان فى مطوبس بكفر الشيخ، بما يتيح نحو 250 ألف فرصة عمل، إطلاق مدرسة الكادر السياسى، إنشاء المجلس الوطنى للشباب وهيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفنى والتقنى ومركز لتدريب وتأهيل المعلمين والمدققين للتعليم الفنى الجديد؛ وفقًا للمعايير الدولية، ربط الخطط والمشروعات البحثية بالجامعات باحتياجات الدولة والمجتمع، إنشاء «حاضنات للإبداع والابتكار» لدعم الشباب المبدعين فى كل المجالات.
وكذلك إطلاق المشروع القومى لتنمية القرى الأكثر احتياجًا «حياة كريمة»، بدء تأهيل وتدريب الشباب على العمل المحلى والسياسى، إقامة مقر للأكاديمية الوطنية للتدريب بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ يشمل مركز تدريب للشباب العربى والإفريقى؛ للتوسع فى تقديم البرامج التدريبية للأشقاء العرب والأفارقة، وإطلاق المشروع القومى للتحول الرقمى وتنفيذ منظومة الحوكمة. وقد أسهمت توصيات مؤتمرات الشباب فى تغيير حياة الكثير من الشباب، وكانت المبادرة الرئاسية «مودة»؛ إحدى التوصيات، وتم تنفيذها لتوعية وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج.
توصيات مهمة
وكانت إقامة منتدى شباب العالم هى التوصية الأهم للمؤتمرات الوطنية للشباب، والذى يعد أكبر حدث دولى يهدف إلى تجميع أفضل العقول الشبابية بأنحاء العالم، فى مكان واحد، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى. وعُقد لأول مرّة بشرم الشيخ فى نوفمبر 2017، وأصبحت الفرصة متاحة أمام الشباب للتواصل مع كبار صانعى القرار ورؤساء الدول والحكومات، والقادة الشباب الدوليين، والشباب الملهم فى مُختلَف المجالات، والشخصيات الدولية البارزة. وشارك فى النسخة الثالثة منه فى ديسمبر 2019 أكثر من 7000 شاب من 197 دولة.
ونجح المنتدى أن يحجز له مكانة على خريطة المؤتمرات الشبابية العالمية. ويجتمع الشباب لمناقشة التحديات والقضايا العالمية من منظورهم فى ثلاثة محاور رئيسية: السلام والتنمية والإبداع. وكانت أبرز التوصيات بنسخه الثلاث: إنشاء مركز للتكامل الحضارى والثقافى والمركز المصرى الإفريقى للشباب، تنفيذ الأكاديمية الوطنية للشباب خطة للتبادل الدراسى والثقافى مع الأكاديميات والمعاهد المناظرة، وتخصيص مقاعد دراسية بها كمنح مجانية للدارسين من الدول العربية والإفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية، إنشاء مركز إقليمى لرعاية الإبداع التكنولوچى ومركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهيـة الصغـر.
وتم وضع حجر الأساس فى نوفمبر 2018 لأول مركز إقليمى لريادة الأعمال والابتكار فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما تم أيضًا تكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والإفريقى فى جميع المجالات بإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الإفريقى على القيادة، إطلاق مبادرة دولية لتدريب عشرة آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية، دعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات بمصر وإفريقيا، بدء إنشاء مركز إقليمى للذكاء الاصطناعى لتحقيق التنمية المستدامة، وإطلاق مبادرة «مراكب النجاة»؛ للتوعية بمخاطر الهجرة غير المشروعة على الشواطئ المصدرة للهجرة، وإنشاء جائزة للمبدعين والمبتكرين الأفارقة والعرب تحت عنوان «جائزة زويل تايلر»، للتميز العلمى نسبة إلى العالم المصرى أحمد زويل الحاصل على نوبل فى الكيمياء، والجنوب إفريقى ماكس تايلر الحاصل على جائزة نوبل فى الطب.
وعقد ملتقى الشباب العربى والإفريقى بأسوان عام 2019 وكان من توصياته فتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والإفريقية، للاستفادة من بنك المعرفة المصرى، تدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس تعاون بين الجامعات العربية الإفريقية؛ ليكون منصة فعالة لتعزيز التعاون العلمى الثقافى، العمل على تمكين الشباب والمرأة، عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.
منصة حوار
وقال النائب طارق الخولى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مؤتمرات الشباب أسهمت فى خروج أكثر من ألف شاب من السجن، ومنتدى شباب العالم هو ملتقى دولى ثقافى علمى سياسى اجتماعى سياحى اقتصادى، ويعود على مصر بل على إفريقيا بالكامل والعالم بالنفع.
وبشهادة الأمم المتحدة نجح المنتدى فى حل عدد من القضايا الإقليمية والدولية؛ فقد أصبح منصة حوار عالمية يتواصل من خلالها الشباب دون اختلاف باللغة أو العرق أو اللون، وهو واحد من أهم منصات الحوار العالمية؛ حيث إنها لم تتوقف عند قضايا الشباب بل لكل التحديات والقضايا العالمية.
أضاف: إن المنتدى يمثل إحدى واجهات الرقى للدولة المصرية؛ لأن الحوار هو أسمى الوسائل فى العلاقة بين الشعوب ومن ثم تأتى أهميته فى ذلك والنسخ السابقة شكلت رؤى واضحة وتعطى مزيدًا من الانطلاق والإبداع لجيل كامل من الشباب حول العالم.
تابع: إن المنتدى فرصة كبيرة لتبادل الأفكار ونقل الخبرات والتجارب بين الدول فى معالجة القضايا المشتركة، كما أنه يساهم بشكل كبير فى خَلق وإتاحة الفرص أمام الشباب لكى يصبحوا مؤهلين للمشاركة فى بناء الوطن، فرصة للتواصل مع كبار صانعى القرار والمُفكّرين حول العالم، وشباب واعد من مختلَف الجنسيات؛ لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقى بالحاضر والمستقبل؛ قائم على الحوار والبناء ورسالة للسلام.
بينما أكد النائب محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن منتدى شباب العالم فى كل نسخة يحظى باهتمام عالمى ويبرز مكانة مصر ودورها العالمى فى صناعة قادة المستقبل؛ خصوصًا بعد اعتماد الأمم المتحدة منتدى شباب العالم كمنصة دولية، فهو حدث فريد من نوعه بالعالم كله، يجعل الشباب المشاركين سفراء لمصر أمام شباب العالم، ويعطى المجال للشباب المصرى فى التحاور والإبداع والإدارة والتنظيم الصحيح، وانتقالهم من مرتبة المشاهد إلى المشارك؛ والذى ظهر بكفاءة فى الدورات الثلاثة السابقة, وأشار إلى أن المنتدى يعزز من مكانة مصر، ويحقق أهدافًا تسويقية لمصر على المستوى السياحى والاقتصادى والأمنى يفوق حملات دعائية وإعلامية كانت ستكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات، باعتباره فرصة جادة للشباب من مختلف الدول للتعبير عن آرائهم فى جميع القضايا، والخروج برؤى واضحة تسهم فى مستقبل أفضل لشعوبهم، وصقل مهارات شباب مصر بالخبرات وصناعة شباب دبلوماسى قادر على التواصل مع مختلف الثقافات، ومنصة حوارية بين مختلف شباب العالم، ومن ثم مد جسور الثقة المتبادلة ونقل ما يطرحونه للمنافذ الدولية.