السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وجهت الشكر للرئيس السيسى لدعمه المرأة

نـادية رشــاد: منتظـرة «مسـك الليــل»

مشهد من مسلسل إلا أنا
مشهد من مسلسل إلا أنا

دخلت مؤخرًا القائمة القصيرة لجائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول، كما حصلتْ على جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون كأفضل سيناريست للفيلم الروائى الطويل، ضمن 5 أعمال درامية كتبتها، سلطتْ الضوء من خلالها على قضايا المرأة.. منها فيلم آسفة أرفض الطلاق، ومسلسل القانون لا يعرف عائشة، وجواز فى السر.



كما حصلتْ على جائزة من منظمة حقوق الإنسان كأفضل مؤلفة للمسلسل الاجتماعى عن مسلسل مباراة زوجية.. الذى كان آخر ما كتبتهُ للتليفزيون بمنتصف الألفينات.

 

مثلما حصلتْ على جائزة أفضل ممثلة فى الدور الرئيسى بمسلسل سيف اليقين.

وأخيرا، وقعتْ عقد نشر روايتها الطويلة الأولى، فى حوارنا معها حدثناها حول التناول الحالى لقضايا المرأة عبر الدراما التليفزيونية، وتوقعاتها لموضوعات تلك الدراما فى 2022! مشوار طويل مع الدراما والتمثيل حاولنا أن نقف على أبرز محطاته مع نادية رشاد .

 

نادية رشاد
نادية رشاد

 

إلا أنا

من خلال الجمع بين قضايا المجتمع والسياسة، والقانون والاقتصاد، وغيرها من المجالات التى تعيش فيها المرأة، استطاعت الفنانة نادية رشاد رسم بورتريه درامى لبطلاتها يوضح مدى تأثرهن بقضايا المجتمع الذى يحيط بهن؛ مما يعتبره البعض تميزا لأسلوبها فى الكتابة الدرامية.

تعتبر مسلسل هى والمستحيل للكاتبة فتحية العسال.. الذى عُرض بالتليفزيون عام 1979 واحدًا من أهم الأعمال الدرامية التليفزيونية التى تناولت قضايا المرأة الأمية بشكل جديد، تلاه مسلسلها مباراة زوجية الذى عُرض عام 2006 وأثار الانتباه لقضية متاعب المرأة الطموحة فى إطار كوميدى.

استطردت: لكننا قليلاً ما نشاهد عملاً دراميًا خالصًا يلقى الضوء على قضايا النساء، حتى ظهور مسلسل «ذات»، وبضعة أعمال قليلة أخرى.. أهمها سلسلة «إلا أنا»، فهو مسلسل أحترمه جدًا؛ لأنه أعاد لنا دراما المرأة من خلال عمل يستعرض تفاعل شخصية بطلته فى إطار القضايا المجتمعية.

دراما الوعى

وحول سبب اهتمام الدراما التليفزيونية الحالية بقضايا المرأة، قالت: أنا شخصيًا أعتقد وبشدة أن هذا الاهتمام يرجع لوعى القيادة السياسية بأهمية دور المرأة فى المجتمع؛ فنحن كشعب مصرى لدينا اعتقاد أن الرأس هى الأهم باعتبارها الأساس الذى ينبع منها الصح والخطأ، والتى يأتى الإلهام من قبلها.

ونحن نرى كيف منح وعى القيادة السياسية الفرصة الحقيقية أمام المبدعين لإلقاء الضوء على قضايا المرأة عبر الدراما التليفزيونية، وهذه نقطة تُحسب لصالح القيادة ويعنى ضمنيًا تقصير الدراما فى التعبير عن قضايا المرأة المصرية بالشكل والكم اللائق بدورها، ما جعل القيادة السياسية تلحظ هذا، ثم التقط بعض المبدعين المسألة، وتم العمل بناء على ذلك.

وأكملت: الحقيقة أن الأمر يستحق كل الشكر للرئيس السيسى الذى اهتم بالمرأة المصرية، وللمبدعين الذين استطاع بعضهم ترجمة هذا الاهتمام من خلال أعمال درامية.

ورغم أن المجال مفتوح الآن للتعبير عن جميع قضايا المرأة، قالت الفنانة نادية رشاد: إن هناك أكثر من عائق يشتت دور الدراما التليفزيونية فى التأثير بشكل عام؛ أهمها كثرة القنوات التى تستوعب جميع أشكال الإبداع الدرامى.. بدءًا بقنوات الإعلام الرسمية إلى منصات العرض الإلكترونية مثل نتفليكس وشاهد وغيرهما من المنصات التى تتمتع معظمها بمواصفات معينة وموضوعات محددة تفرضها على الأعمال التى تعرضها، وغالبا ما تنحصر فى الفانتازيا، والقصص البوليسية. ثم تأتى مسألة العدد المحدود للحلقات التى تتناول القضايا الدراما الحالية بينما كنا سابقا نطرح تلك القضايا فى عدد حلقات أطول، أو فى أفلام مكثفة.

المشكلة الأخرى، فى رأى نادية، فى ندرة التجديد فى الموضوعات الدرامية المتعلقة بالمرأة، حيث يستسهل بعض المبدعين تحويل أحد الأفكار الموجودة فعليا ليحولها إلى عمل تليفزيونى فى 10 حلقات.

أكملت: لكن.. الحمد لله أن الدراما الاجتماعية رجعت عمومًا، بعدما سادت أعمال كثيرة جدًا لا تتلامس مع مشاكلنا على الإطلاق، بل أدخلتنا فى الأعمال التى تتناول البلطجة والانتقام، وأخذ الحق بالذراع، والمخدرات، والصراعات العائلية القائمة على المادة، بينما كان مسلسلى مباراة زوجية واحدا من أعمال ناقشت العديد من قضايا المرأة، وإن كان -للأسف- لا يعرض كثيرًا، رغم أنه إنتاج ماسبيرو!

السؤال الذى ينبغى التركيز عليه، هو «ما هى القضايا المستجدة التى تطرحها الدراما لتعبرعن المرأة، بوقتنا الحالى؟

ولا يزال الكلام للفنانة نادية، مستطردة: ما الجديد الذى سيقدمه كتاب الدراما فى عام 2022؟ فما أراه ليس إلا تكرارا لنفس القضايا التى كانت الكاتبة الكبيرة أمينة السعيد تطرحها بمجلة حواء منذ 1954حتى بدايات تسعينيات القرن الماضى، ثم كتابات فتحية العسال، وحُسن شاه، وأنا!

هل تعتقدين أن «حالة الإبداع» توقفت؟

أجابت: السؤال هو ما مدى نضوج الأعمال.

وتكمل: أعتقد أن ما يقدم حاليا إلقاء ضوء على حالة معينة أو مشكلة فى مكان ما، دون التركيز على التطورات التى يمكن أن تخدم هذه المشكلة!

الحموات الفاتنات

وحول القضايا التى تفضل طرحها حاليا، قالت نادية رشاد: نماذج من القضايا التى نعيشها ونشاهدها بأنفسنا، مثل مشكلة الطلاق السريع الذى تعانى منه الشابات الصغيرات، ومشكلة تشجيع التيار السلفى على تعداد الزواج وليس على التخطيط لإعالة الأسرة. ومشكلة غياب القانون الذى يُجرم هروب الزوج من البيت وترك الأسرة فى رقبة الأم، وخاصة لو كانت غير متعلمة. ومشكلة البنت العانس التى تظهرها الدراما كما لو كانت حياتها كلها متوقفة على إيجاد عريس! ومشاكل القطاع الخاص، والتكنولوجيا التى تقلص التواجد البشرى فى العمل. ومدى تأثير هذه التطورات على العمالة النسائية! وفى ظل استمرار تفضيل توظيف الرجال على النساء لدى بعض الكيانات فى السوق، ولكننا للأسف، لانزال نكتب عن الحماة الشريرة التى تضطهد زوجة ابنها رغم أن هذا الموضوع انتهى منذ أيام مارى منيب.

صحيح أن بعض المشاكل تتكرر مثل مشكلة المرأة مع حماتها، ولكننى أتحدث عن أسلوب المعالجة الدرامية، الذى يجب أن يخرج من عباءة فيلم «الحموات الفاتنات». وبشكل عام، لا بد من مزيد من العمل الدرامى، على تشبيك كل المشاكل التى تحيط بالمرأة. 

حينما سألناها عن الأفكار الجديدة التى ستقدمها للجمهور، قالت: «لا.. خليها لى أنا دى»!

أكملت: لدىّ بالفعل مشروعات جديدة، بعيدا عن كتابة السيناريو.. حيث وجدتُ نفسى فى كتابة الرويات للتعبير عن أفكارى. ووقّعتُ مؤخرا على عقد لنشر روايتى الأولى «مسك الليل» مع دارالشروق.

فأنا الحمدلله مستمرة فى العمل لأن الإبداع ليس له عمر، طالما يتمتع الإنسان بكامل قواه العقلية.