الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يوم على ظهر حصان

ركوب الخيل مثار اهتمام وإعجاب طبقة واسعة من الجمهور، لما تحمله من مغامرة وشجاعة وإقدام، حيث ينبهر الكثيرون بصورة «الفارس» فوق حصانه خصوصًا فى سباقات الخيول ومباريات القفز.



تنفرد الفروسية عن غيرها من الرياضات بملابسها الخاصة بداية من خوذة الرأس وحتى حذاء القدم الذى يكون له تصميم خاص، مرورًا بطريقة جلوس الفارس فوق حصانه وصوته وحركة يديه وقدميه، التى يبعث من خلالها إشارات وتوجيهات لحصانه تساعده على التحكم فيه.

 

وهناك طريقة تواصل خاصة بين الخيول والفرسان، وكلما زادت درجة الانسجام بينهما كلما زادت نسبة الأمان فى التعامل.

«مجلة صباح الخير» راحت فى جولة لنادى الفروسية فى معايشة لمدرب فروسية واصطحبت كابتن هانى مجدى مدير فنى نادى الفروسية بالجزيرة، لكواليس تفاصيل يوم تدريب.

يبدأ كابتن هانى تمرينات الفروسية يوميًا حيث يبدأ يومه فى الساعة السادسة صباحا لمراعاة مواعيد الدراسة والعمل للمتدربين.

وتكون الخيول جاهزة للتمرين فى هذا الوقت، وتبدأ كل مجموعة فى ممارسة التمرينات فى المدرسة الخاصة بها، حيث يوجد 7 مدارس للفروسية بداية من اللونجات بسبع مستويات  مرورًا بمرحلة «المانيش» وبعدها يتأهب الفارس لدخول فرق النادى.

 

7 مستويات للتدريب قبل الاحتراف
7 مستويات للتدريب قبل الاحتراف

 

 

 

فى اللونج الأول، يأتى المتدرب لا يعلم شيئا عن الفروسية ولا عن الأحصنة ليبدأ التمهيد معه وتدريبه جيدا لمدة لا تقل عن 10 حصص قبل اختبار لتأهيله للصعود إلى اللونج الأعلى وتتكرر هذه الاختبارات فى اللونجات الباقية.

بعد وصول الفارس إلى لونج 7 تبدأ اختبارات لتأهيله لمرحلة المانيش المتقدمة، ويكون الفارس فيها قد حصل على تدريب كبير لتأهيله فيما بعد للدخول فى فرق النادى.

وبعد انتهاء التدريبات الصباحية، يتابع كابتن هانى باقى مهامه اليومية مثل متابعة أحوال الخيول والتأكيد على عمل السياس والاطمئنان على سلامة عليقة الخيول «طعام الأحصنة».

يرى كابتن هانى الفروسية رياضة متفردة ولها حيثيات خاصة، فهى تعتمد أكثر من غيرها على الجرأة والإقدام والشجاعة وتحتاج إلى أشخاص أقوياء، للوصول إلى مرحلة «فارس» والفارس له مواصفات خاصة خلقيًا وجسمانيًا، فيه التوازن والتركيز والثقة بالنفس.

أبرز الصعوبات والمخاطر التى يواجهها مدرب الفروسية هى حوادث السقوط من الحصان أثناء التدريب أو المباريات.

يقول كابتن هانى: الفروسية لها قانون خاص لأنها رياضة تتعامل مع خيول والخيول لها روح، فهى ليست جمادًا ككرة القدم أو مضرب التنس، وبالتالى نقول إن الفروسية لها قوانين تبدأ من أساليب التعامل مع الخيل، فلا يجوز مثلاً الاقتراب من حصان بآخر أثناء الركوب، وكذلك يجب البعد عن أى حصان معروف بالحركات المزعجة أثناء حركته وهكذا، لأننا نحافظ على سلامة الفارس وسلامة الحصان.

من أبرز الإرشادات هى الالتزام بعوامل الأمان لأقصى درجة، خصوصًا فيما يتعلق بملابس وأدوات الفارس من خوذة وبروتكتور وغيره.

أكبر الإيجابيات كما قال كابتن هانى:  لدينا فريق كامل خاص لذوى القدرات الخاصة، وحققت نجاحا فى هذا المجال، والفريق الموجود بنادى الفروسية هو أكبر فريق فى مصر، ومنذ بداية دخولهم النادى يتم تصنيفهم أولاً كل حسب حالته، وكل حالة يكون لها تدريب خاص، وأثبتت التجارب أن الفروسية مهمة لذوى القدرات الخاصة، لأنها تؤثر عليهم إيجابًا فى الإدراك وتدريب الذهن، وعندى حالة كانت فاقدة القدرة على النطق والكلام، لكنها مع الفروسية تحدثت بشكل طبيعى، فالتفاعل مع الأحصنة والخيول أخرج وفجر طاقة كامنة بداخلها.

وتابع كابتن هانى قائلاً: هذا يجعلنى أؤكد أن الفروسية علاج فعال لبعض الأمراض.

أما عن أنواع الأحصنة للتدريب، فقال كابتن هانى: نعتمد على البلدى المصرية، وبالمناسبة تؤدى جيدًا فى البطولات، أما فى قفز الموانع فنعتمد على الخيول الأجنبية.

وأضاف: لدينا «بونى» صغير لتدريب الأطفال من سن 6 سنوات، حتى ينكسر عندهم حاجز الخوف، فرياضة الفروسية مثلها مثل المدرسة إذا أحبها الطفل فى البداية سيظل متعلقًا بها، وإذا كرهها فمن الصعب إقباله عليها».

حسب كابتن هانى قال: 5000 هم عدد الفرسان المصريين.. وهو رقم زاد الفترة الأخيرة، والاتحاد المصرى للفروسية بذل مجهودًا كبيرًا لتنشيط الرياضة، لكننا مازلنا نواجه مشكلة فى عدم تسليط الأضواء على رياضة الفروسية بالمقارنة برياضات أخرى.