نجوميــة مــن «علــى الســـلالم»

المدخل إلى عالم فيلسوف الإبداع السينمائى آل باتشينو ؛ هى آراؤه وكلماته فكما يقول: «بعض الناس تركوا فى نفسى تجربة، علمتنى كيف أتجنب أمثالهم فى المستقبل»!

و«أنا بخير لأننى توقفت عن منح الفرص لمن لا يستحق؛ لأننى كبرت على فكرة العيش على محاولة إرضاء الجميع؛ ولم أعد أهتم لما يقوله الكثير عنى».  لأكثر من ربع قرن، تحدث آل باتشينو بحرية وعمق مع الصحفى المشهور والمؤلف الأكثر مبيعًا لورانس جروبل ليقدم معه كتاب Al Pacino، حول موضوعات متنوعة مثل الطفولة والتمثيل والأبوة.

 

 

 

والنتيجة هى نظرة حميمة وكاشفة على واحد من أكثر الفنانين تميزًا وخصوصية فى العالم.

من أجمل مقاطع الحوار عندما يتحدث باتشينو عن قدرته على تقمص الشخصيات. يسأله لورانس كيف يعرف أنه تقمص الشخصية يجيب باتشينو: «هذا كل ما أحاول القيام به طول الوقت. الوصول إلى نقطة تشعر فيها بغريزية الشخصية».

ولكنه يقول إنه لا يدرك فعلاً إذا ما كان يخرج فعلاً عن حدود الشخصية، ويعد هذه مسألة تقلقه ويفكر فيها كثيرًا.

وعند سؤاله عن سبب قيامه بالتقديم المتكرر لمسرحيات شكسبير، قال: «إنه يشعر بأنها تعالجه».

لآل باتشينو عبارات رائعة مثل: «إذا لم تكن تفكر بحياتك فأنت على الأرجح سعيد».

والكتاب مملوء بالأسرار التى تكشف للمرة الأولى عن حياة هذا النجم الكبير يجعلك تفهم من هو آل باتشينو وكيف يفكر ويشعر ويعمل.

إنه يجعلك باختصار تشعر بحب لأفلامه أكثر من ذى قبل.

نشأ باتشينو وهو يتقاسم شقة من ثلاث غرف فى برونكس مع تسعة أشخاص. نشأ فى الغالب على يد أجداده ووالدته، وبدأ شرب الخمر فى الثالثة عشرة. بعد فترة وجيزة من قبوله فى المدرسة الثانوية الشهيرة للفنون المسرحية، أطلق عليه زملاؤه لقب «مارلون» على اسم مارلون براندو، على الرغم من أن باتشينو لم يكن يعرف من هو براندو.

رأى مدرب التمثيل الشهير تشارلى لوتون «باتشينو» فى التاسعة عشرة من عمره على سلم مبنى فى برونكس، وكانت الكلمات الأولى التى خرجت من فم لوتون هى: «ستصبح نجمًا».

وهكذا بدأت صداقة أسطورية تدوم مدى الحياة والتى ترعرعت على مدى سنوات من عدم معرفة من أين ستأتى وجبته التالية حتى أخيرًا، فى سن السادسة والعشرين حصل على أول وظيفة له بأجر.

يترك جروبل وباتشينو بعض الصفحات دون أن تقلب، ويتطرقان إلى الأوقات التى كان فيها باتشينو يعزف على البيانو فى نوادى الجاز حتى الرابعة صباحًا، عندما أكل الفاليوم مثل الحلوى فى حفل توزيع جوائز الأوسكار ؛ وعندما أدرك أنه كان يعيش حياة طويلة من العمل والإدمان.

مقدمة الكتاب التى كتبها يتضح منها إعجابه الكبير بالفنان الأسطورى مارلون براندو لدرجة أنه لم يقبل بالموافقة على مقابلة لورانس إلا بعد أن شاهد مقابلة سابقة أعجبته مع براندو.

 

 

 

ويشير باتشينو إلى نقطة مهمة فى شخصية المحاور لورانس، وهى قدرته بسهولة ومهارة كبيرة على دفع ضيوفه للكلام بطريقة مريحة.

هذا بالفعل ما عبرت عنه جميع حوارات الكتاب، فهى سلسة وجميلة وجادة وعميقة وحزينة ومفاجئة فى وقت واحد.

بصفته الشخصية المحورية فى ثلاثية العراب وفيلم سكارفيس الكلاسيكى، صنف باتشينو نفسه فى تاريخ السينما. فقد عمل مع ألمع نجوم هوليود مثل فرانسيس فورد كوبولا وسيدنى لوميت ومايكل مان ونورمان جويسون وبريان دى بالما ومارلون براندو وروبرت دى نيرو وجين هاكمان وشون بن وجونى ديب وميشيل فايفر وهيلارى سوانك وروبن ويليامز.

وتم ترشيحه لثمانى جوائز أكاديمية قبل أن يفوز بجائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم Scent of a Woman.

لكن بدا أن باتشينو لا يزال يفضل عمله على خشبة المسرح على التصوير، وإذا تأثر بسيناريو أو مسرحية، فسيكون سريعًا فى أخذ أدوار فى إنتاجات مستقلة.

آل باتشينو الكتاب, نافذة شخصية على حياة فنان يهتم بعمله وفنه أكده من اهتمامه بثمار عمله، وهو عبقرى مبدع فى ذروة قواه الفنية والذى، بعد كل هذه السنوات، لا يزال يتوق للنمو. ومعرفة المزيد عن حرفته.

لم يتزوج باتشينو قط، وهو أب لثلاثة أطفال؛ الكبرى، جولى مارى (وُلدت فى عام 1989)، هى ابنته من مدربة التمثيل جان تارانت، ولديه أيضًا توأمان، واحد اسمه أنتون جيمس وابنة اسمها أوليفيا روز (وُلدا فى 25 يناير عام 2001)، من الممثلة بيفيرلى دى أنجيلو، التى ارتبط بها من عام 1996 حتى عام 2003.

ومؤخرًا أعلنت الممثلة مايتال دوهان خبر انفصالها عن آل باتشينو للعديد من الأسباب أبرزها فارق السن بينهما. وأشارت إلى أن هذا الفارق أدى إلى اختلاف وجهات النظر فى الكثير من القرارات المصيريّة المتعلقة بحياتهما، إضافة إلى أنه بخيل للغاية.

اعتاد آل باتشينو الخروج مع حبيبته السابقة والذهاب إلى الأماكن العامة، حيث التقطت عدسات المصورين مرات عديدة خروجهما إلى المقاهى والمطاعم فى لوس أنجلوس بلحظات رومانسيّة.

وهى كانت حريصة دائماً على مرافقته إلى التكريمات والمهرجانات الكبيرة، لكن غيابها عن حفل توزيع جوائز الأوسكار2021، حيث تلقى جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم  The Irishman، أثار الريبة والتكهنات.

 

 

 

فارق السن بين دوهان وآل باتشينو 39 عاماً.

فدوهان تبلغ من العمر 40 عاماً فيما يبلغ آل باتشينو 79 عاماً. دامت علاقة الثنائى حوالى عامين، صرّحت خلالها دوهان أن السن لن يكون عائقاً فى استمرار العلاقة.

لكن يبدو أن ظروف الحياة كانت أقوى منهما، فاختلاف الفكر بين الاثنين تسبب فى مشاكل كبيرة. وصرحت دوهان فى حوارات سابقة أن آل باتشينو كان بخيلاً معها بالرغم من أنه شخص أسطورى وممثل محبوب.

وقد حاولت انتقاء أوصاف معبرة عن صديقها السابق بدون التقليل من احترامه، لكنها اعترفت أنه لم يرغب يوماً فى تدليلها حتى أنه لم يقدم لها سوى الزهور طوال فترة ارتباطهما.

تعرّف الحبيبان السابقان فى حفل فى هوليوود. وعن هذه العلاقة، قالت دوهان: «أنا أحبه وأحترمه كثيراً. كما أننى سعيدة بالعلاقة التى كانت تجمعنا، وفخورة بأننى جزء من تاريخه، لكن أتمنى أن نبقى أصدقاء».

آل باتشينو على ما يبدو لم يؤمن بمؤسسة الزواج رغم إنجابه الأطفال، وقد تأثر على ما يبدو بانفصال والديه وكان دائماً يقول ما حاجتى إلى الزواج ثم الطلاق، يكفى أنى أعيش مع من أحبها وتحبنى.

وكان يكره الأضواء والصحافة ولا يثق بها ويحب الهدوء ويؤمن بأن قانون الكون محكوم بالصدفة وأن الإنسان خلق ليعيش ويعانى ثم يذهب إلى مكان أسوأ.

بين عامى 1967 و1975 ارتبط آل باتشينو وجيل كلايبورج وهى ممثلة أمريكية حصلت على جائزة أفضل ممثلة فى كان وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة لدورها فى فيلم بول مازورسكى كوميديا ​​دراما امرأة غير متزوجة 1978.

حصلت أيضًا على ترشيح الأوسكار للمرة الثانية على التوالى بدءًا من 1979، بالإضافة إلى أربعة ترشيحات للجولدن جلوب لأدائها السينمائى.

عانت كلايبورج سرطان الدم الليمفاوى المزمن لأكثر من 20 عامًا وتعاملت معه على انفراد قبل وفاتها بسبب المرض فى منزلها فى لاكفيل، كونيتيكت فى نوفمبر 2010.

وارتبط آل باتشينو أيضًا لسبعة أعوام بالمخرجة والمنتجة الأسترالية ليندل هوبز.(ولدت هوبز فى أستراليا عام 1952). أمضت سنوات عديدة فى المملكة المتحدة، وخلال تلك الفترة أخرجت الفيلم الوثائقى Steppin Out 1979 الذى يعرض التمثيل البريطانى Secret Affair، قبل الانتقال إلى Hollywood فى الولايات المتحدة.

كما ارتبط آل باتشينو بالعارضة والممثلة الألمانية فيروشكا فون لندورف، والأمريكية تيوزداى ويلد عام 1972.

وارتبط باتشينو أيضًا بزميلته فى ثلاثية العراب ديان كيتون، وانتهت علاقتهما المتقطعة بعد تصوير الفيلم: وقالت كيتون عن باتشينو: «كان آل أكثر الرجال ترفيهًا ببساطة... بالنسبة إلى، ذلك هو الوجه الأجمل. أظن أن وجه آل.. قاتل.. وجه قاتل». 

وشاركت كيتون آل باتشينو بطولة فيلم الأب الروحى الذى أنتج عام 1972.

والتقت كيتون بآل فى أواخر الثلاثينات من عمرها  أوائل الأربعينيات، لكنها لم تصفه بأنه حب حياتها. وتقول عن علاقتهما: «كانت علاقتنا رائعة للغاية من بعض النواحى، لكن هل هو حب حياتى؟ لا، ليس فى الحقيقة، لأنه لم يكن حب «حياتى».. لقد كان حب ذلك الوقت من حياتى فقط».

وارتبط باتشينو لعشر سنوات مع الأرجنتينية لوسيلا بولاك وأنجبا ابنة وتشير ابنة بولاك، كاميلا مورونى، إلى باتشينو بأنه زوج أمها.

وترددت أخبار عن علاقة لآل باتشينو مع الممثلة كارمن جى سيرفيرا فى منتصف السبعينيات، وبين عامى 1976 و1978 ارتبط آل بمارتى كيلر الممثلة السويسرية والمخرجة، أما علاقة آل باتشينو بالممثلة السينمائية والتليفزيونية كاثلين كوينلان فاستمرت بين عامى 1979 و1981، قبل جان تارانت مدربة التمثيل فى أواخر الثمانينيات.