الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
كنا من زمن !

كنا من زمن !

عندما أتذكر الماضى وأرى كيف كان التعامل مع بعضنا البعض أشعر بالأسى لما أصبحنا عليه من تجاهل وأنانية، فكل منا لا يفكر سوى بحاله، حتى الجيران صارت العيون تتلاقى بلا أدنى سلام أو تحية، كل منهم أصبح يعيش فى عزلة فى فلكه بعيدًا عن الآخرين، ناهيك عن الإزعاج والتحفز لمجرد أن تعلق على شيء وكأنها هى الفرصة التى ينتظرها لتفريغ شحنة الغل بداخله، تلاشت الأعذار وحلت محلها الضغينة والحقد، لا أعلم السبب فى تحولنا إلى هذا الحال؟! كنا وما زلنا نخشى كسر الخواطر، فصرنا نبيع بعضنا للبعض.. كثرت فى هذا الزمان أشكال وأنماط غريبة وعجيبة؟! فلماذا اختفى الحب بين الناس؟.. فى أحد الليالى القريبة وبعد أن انتصف الليل سمعت صراخًا مريعًا لا يتوقف، وانتظرت قليلًا لعله يهدأ، وإذ به يزداد ويزداد الصوت إلحاحًا مستنجدًا بالجيران، وانتظرت لعل أحدًا من رجال البناية يغيثها.. لكن لا أحد، فلم أتمالك نفسى، ووجدتنى أقفز على السلالم وأسمع أصواتًا تأتى من خلف الأبواب المغلقة على نفسها، ورغم ذلك لم يتحرك أحد، واتجهت إلى مصدر الصرخات وإذ بى أضغط على الجرس واليد الأخرى تدق على الباب، فإذا بشابة تهرع إلي وترتمى عند أقدامى طالبة المساعدة وزوجها من خلفها يصب لعناته عليها، حتى جارتها صديقتها وهذا ماعلمته فى وقت لاحق لم تفتح بابها إلا بعدما سمعت صوتى.. زمان كان الجيران فى عون بعضهم قبل أن تطلب العون، كانوا يتجمعون عند الأبواب أو عند أحدهم، وتتعالى الأصوات بالضحكات والسلامات حتى صارت الغربة ليس بين الجيران فقط وإنما امتدت لتشملنا جميعًا، جرب فى الأسواق والسوبر ماركت أو فى الشارع أو حتى فى النادى لا أعلم ما السبب الذى جعلنا نتوحش إلى هذا الحد؟! ترون ما هو سبب جحودنا على بعض بهذه الصورة؟!