سوق الحلاوة جَبر

فى الوقت الذى تحافظ فيه السوق الشعبية لحلويات المولد النبوى على طابعها المعتاد فى الشوادر، والفراشات الشعبية، على انخفاض الأسعار وتنوع البضاعة المعروضة، يتنافس كبار الصناعة فى التميز والابتكار فى منتجاتهم، حيث حرصوا على إغراء عملائهم بالنكهات العربية الجديدة على السوق المصرية، من حيث الشكل والطعم والرائحة، إضافة إلى أسماء وصفات أكلات عربية شهيرة تتميز بمذاقها الممتع، وترتبط أغلبها بأسماء سورية أو لبنانية.

تبدأ الاستعدادات والتجهيزات للاحتفال باستقبال المولد النبوى الشريف فى شتى ربوع مصر، مع بداية كل شهر ربيع الأول من التقويم الهجرى بكل عام حتى حلول ذكرى المولد فى 12 من نفس الشهر، وفى الوقت الذى تتباين فيه أشكال هذا الاحتفال بين المواطنين، إلا أن هناك طقوسًا اعتاد المصريون عليها، أهمها شراء الحلوى التى تتسم بها تلك المناسبة، وتتناسب مع جميع الأذواق، وتعرض فى أكثر من 250 صنفًا إضافة إلى هدايا مميزة لها معنى خاص لدى النساء والأطفال «ذكورًا وإناثًا»، وتتمثل فى عروس المولد والحصان والجمل.

شوادر شعبية 

فراشات عشوائية تنصب فى شوارع وميادين المحروسة، تعرض بها أصناف مختلفة من حلوى المولد النبوى بأسعار تتراوح بين 35 و150 جنيهًا للكيلو الواحد حسب نوع وجودة محتوياته، كما أكد الباعة داخل تلك الشوادر لـ«صباح الخير».

ولم تختلف الأسعار كثيرا عن العام الماضى، ولكن الإقبال أقل، وهناك شرائح من المواطنين تقبل على شراء حلوى المولد بعد انتهاء الاحتفالات لشرائها بأسعار مخفضة.

أما «عروسة المولد» فجمعت بين الشوادر الشعبية وأسواق «الهاى كلاس»، فهى تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال، وتتراوح أسعارها بين 100 و1000 جنيه حسب مكان العرض، وتتباين أشكالها بشكل يلفت الانتباه ويدعم المنافسة أمام جمهور المستهلكين، فمنها العروس التى يصنع لها ما يشبه صدف البحر، من أقمشة تعرف بـ«التل»، وكذلك عرائس توضع فى أشكال مختلفة تحمل ألوانًا تتباين بين الأبيض والأزرق والأحمر الوردى، وتتنوع حسب الأشكال الهندسية ما بين مربع ومثلث ومكعب وشكل القلب، وأطلق عليها أسماء منها «ست البنات»، و«عالم ديزنى»، و«عروسة وأولادها»، وأصبح الحصان داخل البلورة والأسطوانة البلاستيكية.

وحافظت السوق الشعبية على فولكلورها الخاص بعدم تجاهل صناعة وعرض العروسة والحصان المصنوعين من السكر، والمزينين بالأوراق الملونة وتتراوح أسعارها بين 10 و50 جنيهًا. 

 

 

سلاسل الأسواق

وهناك منافسة من نوع خاص بين سلاسل محال الحلوى، والتى تبدع فى أشكالها وأنواعها، لجذب المشترين، ولكن تتباين المنافسة فى أشكال عرض المنتجات، ما بين ابتكار أصناف جديدة، لتضيف إلى العبوات التى تحتوى عليها رونقا ومذاقا خاصا، وهو ما جعل أسعارها تتراوح بين 200 و4000 جنيه.

إحدى السلاسل الكبرى المحال كان اختيارها هذا العام يتلامس مع التراث المصرى والذوق الرفيع، حتى يجد قبولاً لدى جميع الفئات، فكان صندوقا المحروسة، وإيليت، وطرد هدايا المعز، إضافة إلى كعكة المولد، وصوانى الـvip وعبوات الكنوز، لعشاق الحلوى من المصريين والعرب والأجانب.

سلسلة أخرى من المحال اختارت صندوق المجوهرات، وهدايا تتميز بألوان براقة، وصناديق العروس بأحجام وأسعار مختلفة تصل إلى 4000 جنيه.

وثالث الأسواق الكبرى، حاولت الاختلاف رافعة شعار «شعبى إلا خمسة»، ويعنى بها عودة الحلاوة الشعبى وخاصة التى تناسب كبار السن، فبعد التطوير لأشكال الحلوى لم تعد بعضها تناسب كبار السن ما تعودوا عليه، وتبدأ العبوات بالأرقام من 1 إلى 5 وتتباين أشكال العبوات بين الكرتون المقوى، والخشب المزخرف، وقصارى الزرع، حتى يصل إلى ما يسمى قرص الشبح.

رصدنا أن أغلب خامات إنتاج الحلويات المعروضة بالمحال الكبرى محلية الصنع، ويقتصر الاستيراد على أصناف المكسرات، ولذلك هناك تقارب فى الأسعار، وعدد قطع العبوات التى تحتوى على عدد من الشرائح والأقراص الصغيرة وقطع السواريه، وأطلقوا عددًا من المسميات عليها منها قمرية، وجيلى، ومكسرات، وقشطة اللوتس، وسجق العلف، ودمية المكسرات، والمخروطة، والملفوف، ودودة جوز الهند، وقصة الفول المخصوص، وفرحانة، وفخفخينا مكسرات المولد، والبورمة.

ورغم قلة وجود عروس المولد التقليدية السكر المزركشة بأوراق ملونة، أو الحصان الحلاوة، فإنه ما زال وجودهما لافتًا للانتباه وتباع فى بعض محال الحلوى التى تقوم بتصنيعها داخل مصانعها الخاصة.

من جانبه أوضح صلاح العبد، رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، أنه تم طرح حلوى المولد النبوى بالأسواق خلال الموسم الحالى، بزيادة فى الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 و7 % مقارنة بالعام الماضى.

 

أضاف: إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى زيادة فى تكلفة مواد التغليف، والخامات، وأجور العمالة التى زادت بنسبة 15 %.

وقال: إن محال الحلويات طرحت أحجامًا مختلفة من عبوات حلوى المولد، بأسعار تبدأ من 55 إلى 180 جنيهًا، تختلف حسب محتويات كل منها، لتتناسب مع دخول جميع المواطنين.