الإثنين 3 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زوجات يكرهن العلاقة الحميمية

زوجات يكرهن العلاقة الحميمية
زوجات يكرهن العلاقة الحميمية


 
كل أزواج وزوجات العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه يعانون من مشاكل العلاقة الحميمية وهى مشاكل حقيقية وخطيرة جدًا لها أشد تأثير على الزواج وهى من أهم مقومات نجاح الزواج أو فشله!..من الطبيعى جدًا أن تتذبذب العلاقة الحميمية بين الزوجين بمرور الوقت.. وذلك بناء على مجموعة عوامل كضغوط العمل.. والالتزامات الأسرية والمشكلات الاقتصادية التى ترهق الزوجين بدنيًا ونفسيًا لدرجة تجعلهما ينسيان أهمية التعبير عن الحب والعاطفة!
كل الأزواج- حتى السعداء منهم- يعانون من مشاكل فى علاقتهم الحميمية خلال فترة ما من زواجهم!
 
وما أكثر تلك الشكاوى والمشاكل.
 
هناك نساء يهربن من العلاقة الحميمية وهى تمثل لهن «كابوسًا» ويكون لذلك أسوأ أثر على أزواجهن.. والأزواج غالبًا ما يتهمونهن بالبرود فيهربون إلى نساء أخريات لإثبات رجولتهم واستعادة كرامتهم بعد إحساسهم بأنهم «منبوذون» وغير مرغوب فيهم من زوجاتهم.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا: ما سبب هروب الزوجات من العلاقة الحميمية مع أزواجهن؟!
 
هناك أسباب كثيرة جدًا منها حالة زوجة شكت لى من زوجها الذى اعتاد أن يهينها ويجرحها دائمًا أمام الناس ويعاملها بقسوة وخشونة طوال اليوم وتفتقد الحنان والاهتمام منه ثم يأتى فى المساء يطالبها بهدوء بحقه الشرعى كأن شيئًا لم يكن!! وكانت النتيجة بالطبع أنها كانت ترفض هذه العلاقة وتتهرب منها مرة بالنوم مع أولادها فى غرفهم ومرة بالانتظار حتى ينام هو لتنام هى.. وبدأت تعانى نفسيًا وكانت معاناتها مزدوجة: الأولى بسبب معاملة زوجها السيئة لها وجرح كرامتها وإهانته الدائمة لها.. والثانية هى انقطاعها عن هذه العلاقة مدة طويلة فى حين أنها كانت فى أمس الحاجة إليها!!
 
للأسف معظم الناس يجهلون حقيقة مهمة جدًا وهى أن الأداء الجنسى عند المرأة يمثل 80٪ منه عاطفة وأحاسيس وشعور بالأمان والـ20٪ أداء جنسى بحت!! بينما هذه النسبة معكوسة تمامًا عند الرجل، فعنده 80٪ أداء جنسى بحت.. و20٪ فقط أحاسيس ومشاعر!! فلو عرف الرجال هذه الحقيقة سيكفون عما يفعلونه مع زوجاتهم من معاملة سيئة ومشاجرات بل على العكس عليهم ملاحظتهن ومصالحتهن عما بدر منهم من إساءات طول اليوم وذلك قبل الإقدام على العلاقة الحميمية فى المساء.
 
∎ الجنس ليس معركة
 
الجنس ليس معركة وليس سلاحًا فى يد أحد الطرفين، وقد ازدادت دهشتى عندما صرحت لى إحدى الزوجات بأن أسلوبها فى التعامل الجنسى مع زوجها أن الجنس هوالسلاح القوى المتبقى لها للنيل منه لأنه حاد الطباع وعنيف معها، ولذا وجدت صده ورفضها للعلاقة معه هى الوسيلة الوحيدة لكسر كبريائه ومحاولة إذلاله كنوع من الثأر لما يفعله معها، والغريب أنها تشكو دائمًا من التوتر والعصبية والقلق وعدم التكيف فى علاقتها بأبنائها وزملائها بالعمل ولم تلتفت أن السبب وراء كل ذلك هو عدم إشباعها الجنسى مع زوجها.. وأنها خاسرة فى هذه المعركة أيضًا قدر خسارته هو!!
 
أعتقد أن كل زوجة ذكية لاحظت أنها لو كانت على علاقة حميمية صحية مع زوجها ومستقرة، فإنه يعاملها أحسن معاملة وممكن «تاخد عينيه» والعكس صحيح فإذا رفضته وصدته فإنه سيسىء معاملتها ويعند معها بل غالبًا ما ينتهى به الحال إلى الخيانة واللجوء إلى امرأة أخرى!!
 
وللأسف أيضًا هناك بعض الأزواج الأغبياء يهجرون زوجاتهم فى الفراش من حين لآخر لفترات طويلة كنوع من العقاب لهن وهؤلاء الأزواج لا يدركون خطورة هذا التصرف الأحمق الذى يؤدى إلى أن تلك الزوجة ستزيد من عنادها وستتعب نفسيًا.. وقد تلجأ بعضهن إلى الخيانة والاستجابة إلى أى رجل يسمعهن كلاما معسولا!! وما أكثر مثل هذه الحالات فى العيادات النفسية!
 
بعض النساء يهربن من العلاقة الحميمية لأنها تمثل لهن عبئًا ثقيلاً فهن فى عملهن طول اليوم وعند عودتهن للمنزل يقمن بالأعباء المنزلية التى لا تنتهى ومذاكرة للأبناء وتوصيلهم دروس وتمرينات وتكون الشكوى أنهن فى المساء يشعرن بالإرهاق البدنى والنفسى الرهيب يمنعهن من القيام بالعلاقة الحميمية!!
 
نعم قد يكون هذا السبب منطقيا لهن ولكن على هذه الزوجة أن تعلم أيضًا أن الآثار المترتبة على هذا الرفض التام والدائم خطيرة جدًا، وعليهن تذكر أن هذه العلاقة هى حق من حقوق الزوج والزوجة ومن أهم الواجبات الزوجية أيضًا، وأن الانقطاع الطويل عنها يؤدى إلى تراكم الجليد بينهما إلى أن يصبح جبلاً فتستحيل معه العشرة، وعلى كل زوجة أن تسأل نفسها ماذا لو رفضها زوجها بهذا الشكل طول الوقت ماذا سيكون شعورها؟!
 
ولكن فى نفس الوقت على الزوج أن يراعى أيضًا أن اختيار الوقت المناسب الذى طلب فيه تلك العلاقة من زوجته فإذا رآها فى يوم متعبة أو مرهقة زيادة عن اللزوم عليه أن يختار وقتًا آخر مناسبًا أو أن يساهم معها فى المسئوليات الملقاة عليها!!
 
ومن أكثر الأخطاء الشائعة التى يقع فيها الأزواج أيضًا هى إيقاظ زوجته المتعبة من عز نومها ليقيم معها العلاقة الزوجية والكثير من الزوجات يتضايقن جدًا من هذا الأسلوب وحتى من منهن بتيجى على نفسها وتستجيب لزوجها فإنها بالتأكيد لا تستمتع فى هذه الحالة مطلقًا من كتر تعبها بل يشاركن الزوج وكأنهن يؤدين واجبًا مدرسيًا فقط لإرضائه ولعدم إثارة المشاكل!!
 
وإلى الحلقة القادمة.
 
فضفضة:
هى امرأة اعتادت على لعب أدوار البطولة وعندما أراد أن يعطيها دورًا ثانويًا فى حياته.. اعتزلت!!