الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ثوابت الدين لن تتغير ولكن يجب فهم التطور الإنسانى فى التعامــــــــل مع القضايا المعاصرة

مصر صانعة السلام وواحـــــة الاستقرار

على مدار الأسبوع الماضى، تجددت إشارات التأكيد الدولية لمكانة مصر الإقليمية ودورها المحورى فى الشرق الأوسط.



وتوافد على القاهرة وشرم الشيخ قادة إقليميون ومسئولون دوليون، أكدت زياراتهم أن مصر هى صانعة السلام وواحة الاستقرار فى إقليم مضطرب تبدو مصر الكتلة الصلبة فى قلبه.

دور القاهرة ظهر بوضوح فى أكثر من لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت فى إطار جهود مصر لإحلال السلام بالمنطقة، كما قابل الرئيس السيسى الفرقاء الليبيين بحثًا عن استقرار الشقيقة ليبيا، إضافة إلى اللقاء بملك البحرين ورئيس مجلس النواب العراقى.

إلى جانب ذلك، كان إطلاق تقرير التنمية البشرية فى مصر تأكيدًا على النجاح التنموى والاقتصادى للقيادة المصرية واعتبار القاهرة واحة الاستقرار.

فضلاً عن ذلك فإن نشاطات الرئيس الأسبوعية لم تخلُ من استجابة إنسانية لمناشدة سيدة تعمل فى مهنة الحدادة وتلبية احتياجات مواطنين التقاهم بشرم الشيخ.

حلقة نقاشية

وحضر الرئيس عبدالفتاح السيسى فاعلية إطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية فى مصر للعام 2021، والذى يتناول البيانات الدقيقة والمفصلة للجهود والإنجازات التى تحققت خلال السنوات الماضية.

ووجه الرئيس كلمة للحاضرين قال فيها: «بقول للمصريين.. كان المسار المحتمل اللى ممكن كل الناس والمتخصصين يرشحوه إحنا ممكن نمشى فيه, الحرب الصعبة اللى مرت على مصر خلال 7 سنين.. وكان مسار له منطقه وحججه إن إحنا مشغولين بمواجهة الإرهاب، وبالتالى توقف عجلة التنمية فى مصر المدة دى.. معملناش كده واعتبرنا أن حربنا ضد الإرهاب فى مصر والمنطقة هى حرب مبنية على البناء والتنمية».

وأكد الرئيس أن العمل فى مصر شامل وعميق، والتنمية والبناء جزء من مواجهة الإرهاب، لافتًا إلى أن الدولة المصرية اعتمدت فى مواجهة الإرهاب على حشد قوى الدولة مع البناء والعمل من خلال فلسفة شاملة.

 

 

 

 

 

 

وشدد الرئيس على أن التقرير شهادة للمصريين بأنهم البطل الحقيقى، متابعًا: «تمرير خطة الإصلاح الاقتصادى وقبولها من الرأى العام كان السبب فى نجاحها الشعب المصرى».

ولفت إلى أن مصر تستضيف 5 إلى 6 ملايين لاجئ على أراضيها، وهذا الرقم يعادل حجم دولتين لهما إنفاقهما العام، مضيفًا: «عندنا ملايين كثير فى بلدنا.. معندناش معسكرات للاجئين فى مصر عندنا ضيوف بيعيشوا فى وسطنا».

واستكمل: «إحنا مُصرين أن نحقق «حياة كريمة» خلال 3 سنين.. المسار هنا شامل والمواجهة حاسمة، نقدر نحول حياة 58 مليون مصرى».

ودعا الرئيس إلى تنظيم رحلات إلى منطقة المنزلة للوقوف على حجم الإنجاز الذى تحقق هناك، قائلا: «بحيرة 250 ألف فدان كانت ممكن تعتبر منطقة غير صالحة ماتصورش إنه فيه حد فى الدنيا تدخل لمعالجة التلوث البيئى من 500 إلى 600 سنة فاتت زى اللى احنا بنعمله دلوقتى».

مداخلة هاتفية

وأجرى الرئيس مداخلة هاتفية فى برنامج التاسعة على شاشة القناة الأولى، تطرق خلالها إلى العديد من الملفات المهمة، فضلا عن الاستجابة لمناشدة بوسى سعد أول امرأة تعمل فى مهنة الحدادة بالمنصورة من خلال توفير جميع احتياجاتها.

كما تحدث الرئيس خلال المداخلة فى قضايا تمس الوطن، حيث أكد أن هناك من يعيشون فى وسط المجتمع ويعتبروننا أعداءً، يسعون للقتل والتخريب حال تمكنهم من ذلك.

مضيفًا أن «ما جابهته بلد به 100 مليون خلال العشر سنين اللى فاتوا أمر مش سهل ونحن نحاول الحفاظ على الاستقرار».. متابعًا: «اللى بتكلم عنهم ناس فى وسطينا، قاعدين ليل نهار بيتكلموا عكس الاتجاه، مش مستوعبين الدرس، وبيحاولوا ينخرطوا مع المجتمع، وبيعتبرونا عدو ليهم.. تشكيك وتخريب لو أمكن وقتل لو أمكن».

 

 

ونوه الرئيس إلى أن القناعة بتصويب الخطاب الدينى تتحول إلى إرادة مستمرة، لافتًا إلى أن تطور الإنسانية يحتم استمرارية تصويب الخطاب الدينى، قائلا: «شوفوا شكل الدنيا فى العالم عاملة إزاى، نتيجة نصوص معينة تم اجتزاؤها واستخدامها بشكل معين، قد إيه اتقتل وقد إيه تراجعنا، ده ميدنيش تحفيز نفكر ونعيد بناء فهمنا، وبالمناسبة تصويب الخطاب الدينى عملية مستمرة وليس عملية مؤقتة».

وأكد ضرورة القناعة بأهمية تصويب الخطاب الدينى لخلق إرادة تتحول لمسار علمى واجتهادى.

وتابع: «عشان نكون منصفين، اوعى تعتقد إن تحقيق أهدافك فى تجديد الخطاب الدينى أو بناء الوعى، ممكن يتحقق خلال سنة أو اثنين أو ثلاثة، بغض النظر عن الأدوات اللى هتستخدمها لأنك تتعامل مع بشر وفى فرق كبير بين طفل وشاب ورجل أو ست كبيرة الإنسان لما بيكبر بتبقى فرص التغيير صعبة مش الموضوعية أو المنطق اللى بيحكموا المسار فى تغيير أو بناء الوعى».

وأضاف: «النقطة المضيئة فى الموضوع إن المصريين خلال السنوات العشر الماضية، كان هناك تجربة عملية، شئنا أو أبينا دخلنا فيها، وطلعوا بدروس، وده جاء بعد الحالة التى تشكلت بعد عام 2011 وحجم التطرف والإرهاب والثمن الذى دفعته مصر سواء من مواردها أو ولادها الذين استشهدوا وأصيبوا».

واستطرد: «ما حدث شكل حالة أتصور أنها موجودة فى المصريين بنسبة كبيرة، وهى أن فكرة الميل للدين بشكل مطلق بدون تفكير أتصور أنها تراجعت، وده لم يفعله أى رئيس ولكنها الحالة التى مرت بها مصر».

وشدد الرئيس على أن ثوابت الدين لن تتغير ولكن يجب فهم التطور الإنسانى والتعامل مع القضايا المعاصرة: «اللى عمل الدين ربنا، واللى عمل الوجود بتطوره ده ربنا.. هل تفتكروا ربنا هينزل دين يصطدم مع التطور الحضارى.. لو حصل ده يبقى بنسىء للخالق العظيم، ربنا عمل الدين وقابل إنه يتشكل ويتطور».

وأضاف: «لا نتكلم فى عقائد، فالشهادة والصلاة والصيام وثوابت الدين مش هتتغير، ولا يمكن حد يتناقش فيها، ولكن فهمك للتحضر مع وضعك الإنسانى، يعمل معالجة لأمورك فى إطار التطور الإنسانى».

وذكر الرئيس: «الأوائل تصدوا لهذا الموضوع وتحركوا فيه عشان يناقشوا قضايا عصرهم، واستخدموا الفقه لحل مسائل عصرهم، لكن إحنا للأسف مقدرناش نعمل كده وجبنا ثقافة موجودة من 500 و1000 و1200 سنة يمكن، وخدناها وبنتعامل بيها مع قضايا دلوقتى.. إحنا كدة بنظلم الدين والفهم وحكمة ربنا».

وتابع: «ربنا عمل الدين للمسلم والمسيحى وكل الأديان وعمل الحضارة، وإحنا متصورين إحنا اللى عملناه، ربنا عارف بعلمه الأزلى الإنسان هيعمل إيه جيل بعد جيل، أهل الشرائع والعلماء خايفين من إيه، الدين مش هيضيع أبدًا، ربنا له رسل وكتب حافظها إلى يوم القيامة، لو مخفناش وتصدينا لهذه القضايا، فلو أصبنا لنا أجرين ولو أخطأنا لنا أجر واحد، يا ترى علماء الدين مستعدين لكده؟».

أمن الخليج

وفى شرم الشيخ استقبل الرئيس، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حيث تم عقد جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.

وأكد الرئيس اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص مصر على الاستمرار فى تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين بصورة دورية للتنسيق المتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التى تشهدها المنطقة، وتعزيز وحدة الصف فى مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.

كما شدد الرئيس السيسى على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أى ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.

وجدد ملك البحرين موقف بلاده المتضامن والداعم لمصر والسودان فى قضية سد النهضة، وتأييد كل ما يحفظ حقوقهما المشروعة وأمنهما المائى فى نهر النيل، فضلاً عن دعم الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق ملزم عادل وشامل بشأن ملء وتشغيل السد، بما يمنع الضرر ويعود بالنفع على جميع الأطراف اتساقاً مع قواعد القانون الدولى.

استقرار ليبيا

فى الملف الليبى استقبل الرئيس، عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أكد الرئيس الأولوية القصوى التى توليها مصر لعودة الاستقرار إلى الشقيقة ليبيا وتمكينها من استعادة دورها إقليمياً ودولياً.

كما شدد الرئيس على موقف مصر الثابت تجاه احترام السيادة الليبية والحفاظ على وحدة أراضيها، ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى الليبى، فضلاً عن تعزيز تماسك المؤسسات الوطنية وتوحيد الجيش الوطنى الليبى لحماية مقدرات الشعب الليبى وتفعيل إرادته الحرة.

كما استقبل الرئيس كلاً من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى، والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وذلك بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وأكد الرئيس مواصلة مصر جهودها للتنسيق مع جميع الأشقاء الليبيين خلال الفترة المقبلة، بما يساهم فى ضمان وحدة وتماسك الموسسات الليبية، وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابى برلمانياً ورئاسياً المنتظر، فضلاً عن منع التدخلات الخارجية التى تهدف بالأساس إلى تنفيذ أجنداتها الخاصة على حساب الشعب الليبى، وكذا إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية.

الخبرة المصرية

واستقبل الرئيس، محمد الحلبوسى، رئيس مجلس النواب العراقى، وذلك بحضور المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، والسفير أحمد الدليمى، سفير العراق بالقاهرة، حيث أكد الرئيس استعداد مصر الكامل لنقل خبرة تجربتها التنموية إلى العراق لمساندة ودعم الحكومة العراقية فى جميع جهودها، من أجل بلوغ الهدف الاستراتيجى لاستقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربى والإقليمى الفاعل.

كما شدد الرئيس على الأهمية البالغة للانتخابات البرلمانية القادمة فى رسم ملامح الفترة المستقبلية فى العراق وتقوية مؤسساته الوطنية، فضلاً عن رفض مصر جميع التدخلات الخارجية فى شئون العراق، مع الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل فى شئونها الداخلية.

جهود السلام

كما استقبل الرئيس، بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلى «نفتالى بينيت» وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة. بحث الجانبان  تطورات العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأكد الرئيس دعم مصر لجميع جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادًا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم فى تعزيز الأمن والرخاء لجميع شعوب المنطقة.

وأشار الرئيس إلى أهمية دعم المجتمع الدولى جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

وعقب اللقاء وقبل عودته إلى القاهرة قام الرئيس، بجولة تفقدية بمنطقة مساكن الرويسات بشرم الشيخ حيث توقف لتبادل التحية والحديث مع المواطنين والاستماع إلى طلباتهم واحتياجاتهم وتلبيتها.

واستقبل المواطنون الرئيس بهتافات: «الله أكبر يا ريس.. تحيا مصر».

البنية الأساسية

وفى الشأن الداخلى، اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ووزراء الكهرباء والسياحة والاتصالات والإسكان ومستشارى رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى،والشئون المالية، وعدد من المسئولين المعنيين لاستعراض مستجدات الموقف التنفيذى لمشروعات البنية الأساسية الجارى تنفيذها فى العاصمة الإدارية، والمتحف المصرى الكبير.

ووجه الرئيس بصياغة مخطط متكامل بشأن منظومة الإدارة والصيانة لأحياء ومرافق العاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً المنطقة المركزية والحى الحكومى، لتحقيق وضمان استدامة وكفاءة الإدارة والتشغيل.

ووجه الرئيس بمراعاة خروج تجهيزات المتحف على أكمل وجه واعلى مستوى، والتدقيق فى جميع التفاصيل ذات الصلة بالعرض المتحفى على نحو يبرز تفرد وعراقة الحضارة المصرية القديمة.