الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اليمين واليسار والناصريون يتحالفـون وراء السـيسى

اليمين واليسار والناصريون يتحالفـون وراء السـيسى
اليمين واليسار والناصريون يتحالفـون وراء السـيسى


 
لعبت المعارضة خلال السنوات القليلة الماضية منذ قيام ثورة يناير وقبلها دورا محوريا فى الأحداث السياسية.. لكن فى نفس الوقت اتسم هذا الدور بالتخبط الشديد.
 
فقبل نهاية عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك انقسمت الأحزاب السياسية المعارضة على نفسها وبين مؤيد لسياسات الحزب الوطنى الحاكم و بين معارض لها بما فيها محاولة تمكين جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق من حكم البلاد.
 
وأخذ بعض رموز المعارضة فى ذلك الوقت يسبون ويلعنون سياسات الحزب الوطنى والبعض الآخر يسعى لعقد لقاءات فى الغرف المغلقة مع رموز نظام مبارك - الطرف الأقوى آنذاك - من أجل تقديم فروض الولاء والطاعة.. وليس هذا فحسب بل كان هناك من يلعب الدورين معا بمنتهى التبجح إلى أن اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير وتهاوى الحزب الوطنى الحاكم فانقلبت المعارضه على نظام مبارك كى تركب موجه الثورة أعلى نقطة فيها وتذكر الجماهير بأهمية دورها فى استعاده حق المواطن المغلوب على أمره منذ عهد الملكية وكل ذلك سعيا وراء المكاسب السياسية.
 
فنفس الدور تلعبه الآن العديد من الوجوه والكيانات المحسوبة على التيار المعارض مع المرشح الاقوى فى الانتخابات الرئاسية القادمة وهو المشير عبد الفتاح السيسى.
 
∎ حزب الوفد
 
فى مؤتمر حاشد تعلوه أصوات التصفيق الحاد وأعلن السيد البدوى رئيس حزب الوفد - أقدم حزب مدنى معارض - تأييده الكامل للمشير عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة وشبهه بالفاروق عمر بن الخطاب حيث قال لو أحسنت سنعينك ولو أخطأت سنقومك، وأعلن أيضا عن أن حزب الوفد سخر جميع مقاراته بجميع أنحاء الجمورية لخدمة الحملة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسى، وعن موقف حزب الوفد يعلق د. فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب قائلا: أى حزب سياسى يستهين بإرادة الجماهير هو يعانى بالضرورة من قصور شديد فى قراءة المشهد السياسى ونحن لمسنا مدى حب الشعب للسيسى إذا علينا كحزب ألا نتجاهل ذلك، وبالتالى دورنا أن نقدم كل الدعم له ومن هذا المنطلق فإن دعم السيسى هو قرار سياسى فى المقام الأول تملكه الهيئة العليا للحزب وطوال الفترة الماضية التقيا بلجان حزب الوفد فى المحافظات واستمعنا لآراء كثيرة وكان هناك اتجاه واضح من قبل قواعد حزب الوفد لدعم المشير السيسى فى الانتخابات الرئاسية.
 
وجهة نظر الهيئة العليا لحزب الوفد كما استعرضها بدراوى تبدوا للوهلة الأولى أنها تحمل الكثير من النوايا الحسنة لكن فى النهاية حزب الوفد سيدعم مرشحا رئاسيا له نفس المرجعية العسكرية للرئيس الأسبق مبارك والتى نادى مرارا بإسقاطها وإعلاء مفهوم الدولة المدنية.
 
∎ حزب التجمع
 
بنفس المنطق تحول حزب التجمع -أقدم قلاع التيار اليسارى- من هتاف «يسقط حكم العسكر» إلى «السيسى رئيسى»، معللا ذلك بخطورة البعد الأمنى فى الفترة الحالية حيث أكد سيد عبدالعال رئيس الحزب أن الرغبة فى تولى المشير السيسى حكم البلاد هى بدافع الحفاظ على الدولة المصرية من أعداء الداخل والخارج المتمثلين فى تركيا و قطر والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية، أما رفعت السعيد الرئيس السابق للحزب و هو فى نفس الوقت يمثل جيل الحكماء بالحزب فيقول:
 
السيسى هو الذى أسقط نظام الإخوان ووقف إلى جانب الإرادة الشعبية، فضلا عن إفشال مخطط التنازل لحماس عن 20 كيلومترا فى عمق سيناء لإقامة دولة فلسطينية هناك.. موضحا أن كل ذلك عزز فرص دعم الحزب له.. وهو الأمر الذى أعلناه مؤخرا.
 
∎ الحزب الناصرى
 
الحزب العربى الديموقراطى الناصرى هو الحزب المعبر عن التيار القومى الناصرى واستوحى مبادئه من أهداف ثوره يوليو1952.. إبان ثورة يناير نادى الحزب الناصرى بضرورة قيام الدولة المدنية كهدف رئيسى من أهداف الثورة.. فى ذلك الوقت بعدما استشعر مدى التطابق بين مطالب الثورتين وتجدد لديه الأمل فى استعادة و إعلاء القيم الإنسانية التى رسخها جمال عبد الناصر والتى أيضا تمثلت فى شعار ثوره يناير و هو «عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية» و كذلك التخلص من دوله مبارك الرأسمالية المالية التى هدمت مبادئ الاشتراكيه وقضت عليها تماما، لكن هذا الموقف تبدل الآن وبادر الحزب الناصرى بإعلان تأييده المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر وأنه يرى فيه عبد الناصر جديد يعى مطالب واحتياجات المواطنين البسطاء وقادر على أن يصل إليهم بخطاباته العفوية كما كان يفعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على الرغم من أن حمدين صباحى يعتبر ممثلا للتيار الناصرى فعليا وموضوعيا منذ 40 عاماً
 
ويقول توحيد البنهاوى أمين عام الحزب إن الحزب الناصرى أعلن دعمه للمشير عبد الفتاح السيسى، من أجل مصلحة الوطن، لأنه يعتبره القائد الذى يستطيع أن يقود البلاد خلال الفترة القادمة، ويستطيع أن يقود سفينة مصر إلى الأمام، ودعمنا له أقوى من الانتماء الحزبى.
 
وأضاف البنهاوى أن الحزب سوف يشارك فى جميع الفعاليات الخاصة بالحملة الرسمية للمشير السيسى خلال الفترة القادمة من بينها عقد مؤتمرات دعم باسم الحزب تحمل صور السيسى، وفتح المقرات الخاصة بالحزب فى جميع المحافظات من أجل خدمة الحملة الخاصة بالمشير.
 
∎ حركه اليسار المصرى
 
عاد اليسار المصرى على السطح من جديد حيث وهبته ثوره يناير قبلة الحياة ويقول إبراهيم بدراوى مؤسس حركه التيار المصرى المقاوم:
 
نحن ندعم المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للبلاد والجيش هو العمود الفقرى لمصر وهذه المسألة حدث لها استدعاء حديثاً بالرغم من حسم الجيش إنهاء حكم مبارك لما شهده من فساد ، ومهاجمة الجيش خلال فترة حكم المجلس العسكرى وشعار «يسقط حكم العسكر» الذى أصفه بـالشعار البذىء.
 
الذى تمت صياغته قبل2011 بسنوات من قِبَل الاشتراكيين الثوريين.
 
∎ حركة شباب 6 أبريل
 
نشأت حركة شباب 6 أبريل فى نفس هذا التاريخ عام 2008 وذلك تضامنا مع إضراب عمال شركه المحلة للغزل والنسيج والدعوة لأن يكون هذا اليوم بمثابة إضراب عام وبالفعل كانت سته إبريل أول مسمار دق فى نعش الحزب الوطنى الحاكم وكان هذا اليوم أول الانتفاضات التى أطاحت بمبارك وانتهت فترة حكمه.
 
 طارق خولى الذى استشعر الغموض المواءمات السياسية للحركة و طالب ماهر بالإفصاح عن المصادر الحقيقية للأموال التى تحصل عليها الحركة.. طارق خولى مؤسس حركه 6 إبريل الجبهة الديموقراطية المنشقة عن الحركه الأم لكنها تحمل نفس المبادئ طالب مرارا بإعلاء مدنية الدولة فوق أى حسابات سياسية هو الآن أحد أهم مؤيدى الفريق عبد الفتاح السيسى من بين صفوف شباب ثورة يناير فحسب قوله إن السيسى سيحقق أهداف ثورة يناير «بالدراع» وفى هذا الصدد يؤكد خولى قائلا: إن ظهور السيسى الآن قضى على أطماع الكثيرين الذين يهدفون إلى استغلال ثورتى يناير ويونيو لتحقيق مكاسب سواء كانت شخصية أو متعلقة بالجماعات التى ينتمون لها .
 
∎ منشقون عن الإخوان المسلمين
 
عرفت حركة الإخوان المسلمين منذ نشأتها بطمعها الدؤوب لاعتلاء كرسى الحكم مستغلة فى ذلك الدعوة الدينية ومنابر المساجد وخطابها الدينى الرنان لتحقيق قاعدة شعبية واسعة تدعمها لتحقيق أهدافها ويمكن القول إنها عملت على ذلك بنشاط واسع خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بأسلوب متلون فتارة يرتدى قيادتها قناع المعارضة لكن فى نفس الوقت إذا سنحت لهم الفرصة بالجلوس مع رجال مبارك والاتفاق على بعض الصفقات السياسية فهم لا يفوتون على أنفسهم ذلك وهذا ما حدث إبان ثورة يناير إلى أن اعتلت الجماعة حكم مصر وأن انقلب الشعب عليها بثورة 30 يونيو من العام الماضى عندما استجاب المشير عبد الفتاح السيسى لرغبة الشعب وأزاح الإخوان المسلمين و تصدى بنفسه وبمعاونة قوات الجيش والشرطة لمحاولات الجماعة الإرهابية لتفتيت عضد الدولة وإرهاب المواطنين واتخذوا من السيسى عدو شخصيا لهم .. قلة قليلة فقط من بين أبناء الجماعة حرصوا على ان ينأوا بأنفسهم عن تلك الأفكار الملوثة التى تطوع الدين لخدمة أهداف الجماعة من بين هذه الأسماء.
 
 د . كمال الهلباوى القيادى المنشق عن الجماعة وعضو المجلس القومى لحقوق الانسان الذى يقول: إن المشير عبدالفتاح السيسى رجل صاحب مواقف وطنية واضحة وترشحه جاء لإرادة شعبية، متوقعا أن يكون هو الرئيس القادم، كما توقع ألا يشارك الإخوان فى الانتخابات الرئاسية حتى لا يكون ذلك اعترافا منهم بخارطة الطريق.
 
وأضاف أن جماعة الإخوان لم يعد لها مكان فى السياسة ولا فى الدعوة كجماعة حلت واتهمت بالإرهاب، المشكلة أن الإخوان صنعوا فجوة بينهم وبين قطاع عريض من الشعب المصرى، ومعتقدين أن مرسى سيعود، بيصدقوا الأحلام والأوهام التى رويت على منصة رابعة بعودة مرسى.
 
ظهر مؤخرا القيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى كمؤيد فى عدد من الحملات الداعمة للسيسى. حيث أعرب كثيرا عن أمله فى فوز السيسى بانتخابات الرئاسة المقبلة وحول تفسير هذا الموقف يقول: السيسى ساند الشعب المصرى ولبى رغبة فى الخلاص من حكم الإخوان المسلمين وفى نفس الوقت الشعب المصرى يرى فى السيسى الرئيس القادم وهذا يعد شيئا نادرا فللمرة الأولى يطلب الشعب المصرى من شخص بعينه أن يحكمه، وبالتالى أنا كمواطن مصرى أنحاز كليا لهذه الرغبة وهذا ما يدفعنى للظهور وسط الحملات المؤيدة للسيسى.
 
ليس عجبا أن نرى كل هذا التأييد من أسماء وكيانات عارضت سياسات مبارك بشدة وأدت إلى سقوط حكمه فالظروف السياسية والأمنية التى مرت بها البلاد فى الأعوام الأربعة الماضية أعادت الثقة مرة أخرى فى قدرة المؤسسة العسكرية على حكم مصر و حماية أراضيها.